
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، استعداد الولايات المتحدة للدفاع عن فنلندا حال تعرضت لهجوم روسي، باعتبارها عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيما ألمح في الوقت نفسه إلى إمكانية "طرد" إسبانيا من الحلف، بسبب تأخرها في تنفيذ التزاماتها تجاه "الناتو".
وقال ترمب للصحافيين، خلال استقباله الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستوب، في البيت الأبيض، إن إدارته قد تفرض عقوبات إضافية على روسيا، مضيفاً أن الولايات المتحدة لا تخطط لسحب قواتها من أوروبا.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن فنلندا حال هاجمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أجاب ترمب: "نعم، سأفعل، فهي عضو في الناتو.. لكني لا أعتقد أن ذلك سيحدث، ولا أعتقد أنه سيفعل ذلك، وأن احتمال حدوث ذلك ضئيل جداً".
وخلال حديثه مع الصحافيين في البيت الأبيض، انتقد ترمب إسبانيا واصفاً إياها بأنها "المتأخرة" في التزاماتها تجاه "الناتو"، وقال: "لدينا دولة واحدة متأخر وهي إسبانيا، عليكم الاتصال بهم ومعرفة لماذا يتأخرون؟.. ليس لديهم عذر لعدم القيام بذلك، وربما يجب طردهم من الناتو".
ودعا ترمب القادة الأوروبيين إلى "الضغط على إسبانيا لزيادة التزاماتها تجاه الحلف".
اتفق أعضاء حلف "الناتو" الـ32، في يونيو الماضي، على زيادة إنفاقهم العسكري من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، استجابةً لأحد أبرز أولويات ترمب، الذي يطالب الأوروبيين بزيادة إنفاقهم على الدفاع الذاتي.
لكن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز قال، حينها، إنه لن يلتزم بهدف الـ5%، معتبراً أنه "غير متوافق مع الرؤية العالمية لإسبانيا".
كاسحات الجليد
وأبرم الرئيس الأميركي ونظيره الفنلندي، الخميس، اتفاقاً يقضي بتزويد خفر السواحل الأميركية قرابة 11 سفينة كاسحة جليد، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن القومي الأميركي في القطب الشمالي.
ووافق الجانبان على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال كاسحات الجليد، تهدف إلى وضع الأساس لاتفاقيات تجارية بين خفر السواحل الأميركي والشركات الفنلندية.
وبموجب الاتفاق، ستتولى فنلندا بناء 4 كاسحات جليد من طراز "قواطع أمنية قطبية" في أحواضها المحلية، على أن تستفيد الولايات المتحدة من الخبرة الفنلندية لبناء ما يصل إلى 7 سفن إضافية في أحواض أميركية.
وقال ترمب: "نحن نشتري أفضل كاسحات جليد في العالم، وفنلندا معروفة بصناعتها"، فيما وصف ستوب الخطوة، بأنها "قرار استراتيجي كبير" من ترمب "لأننا جميعاً نعلم أن القطب الشمالي مهم استراتيجياً".
وكان ترمب دعا مراراً إلى أن تحصل واشنطن على قرابة 40 كاسحة جليد جديدة لتعزيز الأمن القومي الأميركي في القطب الشمالي، ومواجهة النفوذ المتزايد للصين وروسيا.
تحديث أسطول خفر السواحل
وقال مسؤول في البيت الأبيض لوكالة "رويترز"، إن 11 سفينة من طراز "قواطع أمنية قطبية"، وهي كاسحات جليد متوسطة، "سيستخدمها خفر السواحل، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفتها نحو 6.1 مليار دولار".
وأضاف المسؤول أن 3 من هذه السفن ستبنيها شركة "ديفي" العالمية في مدينة جالفستون بولاية تكساس، فيما ستُبنى 4 أخرى في "بولينجر شيبياردز" في هوما بولاية لويزيانا.
وبينما من المتوقع أن تسلم أول كاسحة جليد عام 2028، أوضح المسؤول الأميركي أن "هذه الصفقات ستؤدي إلى استثمارات جديدة بمليارات الدولارات في قاعدة الصناعة البحرية الأميركية، وستوفر آلاف الوظائف للأميركيين".
وتُعد فنلندا، التي انضمت حديثاً إلى حلف "الناتو"، وأحد أقوى حلفاء كييف، دولة حدودية مع روسيا، إذ تشترك معها في خط حدودي يمتد لـ1340 كيلومتراً.
كما تعتبر فنلندا رائدة عالمياً في صناعة كاسحات الجليد، إذ صممت شركاتها نحو 80% من السفن الحالية، وبُني حوالي 60% منها في أحواضها، وفق ما أعلنته حكومة هلسنكي، العام الماضي.
ومنذ سنوات، دعا القادة الفنلنديون إلى إبرام صفقات مع الولايات المتحدة، غير أن هذه المحاولات كانت تُرفض سابقاً بسبب قانون "جونز آكت" الأميركي، الذي يمنح الأولوية للشركات المحلية في قطاع النقل البحري.
لكن تقريراً للكونجرس صدر عام 2021 خلص إلى أن القانون لا ينطبق على كاسحات الجليد، وأن للرئيس صلاحية منح استثناءات من قيود قانونية أخرى تتعلق ببناء السفن في أحواض أجنبية.