تصعيد عسكري بين باكستان وأفغانستان: اشتباكات دامية على الحدود

time reading iconدقائق القراءة - 4
جنود باكستانيون يقفون للحراسة على الحدود بين باكستان وأفغانستان في بلدة تشامان. 2 سبتمبر 2021 - REUTERS
جنود باكستانيون يقفون للحراسة على الحدود بين باكستان وأفغانستان في بلدة تشامان. 2 سبتمبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أنها نفذت عملية عسكرية ضد القوات الباكستانية المتمركزة على طول خط دوراند الحدودي، ما اعتبرته رداً على "الانتهاكات المتكررة لسيادة بلادها"، فيما شن الجيش الباكستاني هجوماً مضاداً أودى بحياة العشرات من الجنود الأفغان ومسلحين، وذلك في أعقاب اتهامات متبادلة بين البلدين بشن هجمات مسلحة اليومين الماضيين.

وقالت وزارة الدفاع الأفغانية في حكومة طالبان: "انتهت العملية عند منتصف الليل، وإذا انتهك الجانب الباكستاني سيادة البلاد مرة أخرى، فإن قواتنا المسلحة مستعدة للدفاع عن الحدود، وسوف ترد بشكل حاسم".

وقال مسؤولون أمنيون في باكستان وأفغانستان، إن اشتباكات بالأسلحة النارية، اندلعت على طول الحدود بين البلدين في وقت متأخر من السبت، وفقاً لـ"رويترز".

وذكرت السلطات المحلية في إقليم هلمند الأفغاني أن "قوات طالبان أعلنت سيطرتها على موقعين حدوديين تابعين لباكستان".

من جانبه، قال عناية الله خوارزمي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، إنها كانت عملية للرد على انتهاك باكستان للمجال الجوي الأفغاني، مضيفاً أن "الهجوم انتهى في منتصف الليل بالتوقيت المحلي".

وتابع: "إذا انتهك الطرف الآخر المجال الجوي الأفغاني مجدداً، فإن قواتنا المسلحة مستعدة للدفاع عن مجالها الجوي وسيكون ردها قوياً".

ولم يرد الجيش الباكستاني على طلب "رويترز" للتعليق حتى الآن، لكن مسؤولين أمنيين باكستانيين، أكدوا وقوع اشتباكات في أكثر من 5 مواقع على الحدود، مشيرين إلى أن القوات الباكستانية تردّ على الهجمات.

رد باكستاني 

وبحسب وكالة APP الباكستانية، فإن الجيش الباكستاني شن رداً قوياً وفعالاً، ما أودى بحياة العشرات من الجنود الأفغان ومسلحين، وتدمير العديد من المواقع العسكرية الأفغانية.

وذكرت مصادر أمنية باكستانية أن القوات الأفغانية أطلقت نيراناً غير مبررة في عدة مواقع، بما في ذلك "أنجور أدا"، و"باجور"، و"كورام"، و"دير"، و"تشيترال" الباكستانية، و"بارامشا" في بلوشستان.

وأفادت المصادر الأمنية الباكستانية بأن "القوات الأفغانية اضطرت إلى الانسحاب من عدة مواقع إثر الهجوم الباكستاني الحاسم، ولا يزال رد الجيش الباكستاني مستمراً، بحملة مركزة ومكثفة".

وأكدت المصادر الأمنية أنه "نتيجة لهذا العمل المنسق، تم تدمير العديد من المواقع الحدودية الأفغانية، وتم تحييد العشرات من الجنود الأفغان".

وأضافت المصادر الباكستانية أن "عدداً كبيراً من مقاتلي طالبان تركوا مواقعهم"، مشيرة إلى أن الجيش الباكستاني استخدم مجموعة كاملة من القدرات العسكرية، بما في ذلك المدفعية والدبابات والأسلحة الخفيفة والثقيلة، وكذلك الطائرات المسيرة.

ونشرت قناة PTV News الباكستانية مقطع فيديو علقت عليه بأنه "في وقت متأخر من الليل، استهدفت القوات الباكستانية بنجاح مواقع أفغانية بالأسلحة الثقيلة".

وأضافت: "الجيش الباكستاني يرد بقوة على القوات الأفغانية، وتمكن من تدمير كافة المواقع الأفغانية بالكامل" على حد وصفها.

"ضبط النفس"

في السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية السعودية، السبت، إن المملكة تتابع بقلق التوترات والاشتباكات، التي تشهدها المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان.

ودعت السعودية في بيان، إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، وتغليب الحوار والحكمة بما يسهم في خفض حدة التوتر، والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وأكدت السعودية دعمها لجميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار، معربة عن حرصها الدائم على استتباب الأمن بما يحقق الاستقرار والازدهار للبلدين.

وكانت حكومة "طالبان" قد وجهت اتهامات لباكستان بشن غارات جوية في العاصمة كابول في وقت متأخر من الخميس، وفي إقليم باكتيكا الشرقي.

وذكر مسؤول أمني باكستاني لـ"رويترز"، الجمعة الماضي، إن "الغارة الجوية في كابول استهدفت سيارة يستخدمها زعيم حركة طالبان باكستان نور والي محسود"، دون أن تتوفر تأكيدات بشأنه مصيره وما إذا كان قد نجا، فيما أحجمت وزارة الدفاع الأفغانية عن الرد على استفسارات حول مصير محسود.

وكانت إسلام أباد قد حذرت كابول من أن صبرها بدأ ينفد.

وتقاتل حركة طالبان باكستان من أجل الإطاحة بحكومة إسلام أباد، واستبدالها بنظام حكم متشدد، إذ كانت لها علاقة وثيقة مع حركة طالبان الأفغانية التي ألهمت تأسيسها.

وتتهم باكستان خصمها الإقليمي، الهند، بدعم حركة "طالبان باكستان" من خلال أفغانستان، فيما تنفي الهند هذه الاتهامات وتصفها بأنها "لا أساس لها من الصحة".

تصنيفات

قصص قد تهمك