
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الاثنين، إن بلاده ستكثّف عملياتها الإنسانية لصالح غزة عقب قمة السلام في شرم الشيخ، التي عُقدت بمصر، محذراً من ما وصفه "استمرار التهديد الذي تمثله حركة (حماس)، رغم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في حرب غزة".
وقال ماكرون، قبل مغادرته منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر، حيث شارك في مراسم توقيع اتفاق السلام: "ستكون هناك هجمات إرهابية وحالات زعزعة للاستقرار في الأسابيع والأشهر المقبلة"، وفق تعبيره.
وعندما سأله أحد الصحافيين عمّا إذا كان يخشى أن تملأ "حماس" الفراغ في السلطة داخل قطاع غزة، أجاب ماكرون: "ما زلت قلقاً، لأننا نعرف كيف تعمل الجماعات".
وعبّر ماكرون عن ارتياحه بالتزام وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، وبإفراج الحركة الفلسطينية عن 20 رهينة إسرائيلية كانوا على قيد الحياة.
وأضاف أن جميع الأسرى قد أُفرج عنهم، وأن عمليات إيصال المساعدات إلى غزة بدأت "بكثافة أكبر مما كان مخططاً"، مشيراً إلى أن الجهود الإنسانية ستتسارع اعتباراً من الثلاثاء.
وأوضح ماكرون أن فرنسا ستتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل لضمان إيصال المساعدات إلى القطاع بشكل مستمر ودون عوائق.
مؤتمر للمساعدات الإنسانية
وأعلن الرئيس الفرنسي أنه سيتم عقد مؤتمر للمساعدات الإنسانية الخاصة بغزة خلال الأسابيع المقبلة في إطار المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، مضيفاً أنه "في المرحلة الثانية، سيتم تعبئة الأموال لإطلاق عملية استقرار وإعادة إعمار غزة بسرعة".
وفي معرض حديثه عن حالة عدم اليقين بشأن إدارة غزة، أشار ماكرون إلى أن مجلس الأمن الدولي توصّل إلى توافق بين السلطة الفلسطينية ودول أخرى للمضي نحو حل، وأن العمل الفني على نزع سلاح "حماس" سيبدأ قريباً.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن الأسبوع الماضي أن إسرائيل و"حماس" وافقتا على المرحلة الأولى من خطة طرحها في 29 سبتمبر الماضي، والتي تهدف إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، إلى جانب الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من كامل قطاع غزة. وقد دخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيّز التنفيذ الجمعة.
أما المرحلة الثانية، فتنص على إنشاء آلية حكم جديدة في غزة، وتشكيل قوة متعددة الجنسيات، ونزع سلاح حركة "حماس".
قمة شرم الشيخ
وفي وقت سابق الاثنين، بدأت عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد أن أفرجت "حماس" عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في قطاع غزة.
وفي كلمته، خلال قمة شرم الشيخ، قال الرئيس الأميركي إن "عملية إعادة إعمار غزة تتطلب أن تكون منزوعة السلاح، وتشكيل قوة شرطة مدنية لضمان أمن السكان"، موضحاً أن "حرب غزة انتهت، والمساعدات تتدفق الآن إلى القطاع.. حققنا المستحيل معاً وأصبح لدينا سلام في الشرق الأوسط".
واستضافت مصر، الاثنين، "قمة شرم الشيخ للسلام"، والتي رأسها كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الأميركي، وذلك في إطار تكريس مسار السلام في الشرق الأوسط من خلال إنهاء الحرب في غزة، وإعادة إعمار القطاع، والتوصل لتسوية سياسية للقضية الفلسطينية.
وفي مستهل القمة، وقّع قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، وثيقة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ووصفه ترمب بأنه "اختراق تاريخي لا يُجسد نهاية الحرب في غزة فقط، بل يُمثل بداية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها".