
قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن الصليب الأحمر تسلم رفات 4 محتجزين إسرائيليين، وذلك بعد ساعات من ربط إسرائيل فتح معبر رفح باستعادة المزيد من رفات المحتجزين.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت، في وقت سابق الثلاثاء، عدم إعادة فتح معبر رفح، الأربعاء، بموجب اتفاق إنهاء حرب غزة، وتقليص المساعدات الإنسانية للقطاع، بحجة "عدم تسليم حماس رفات بقية المحتجزين الإسرائيليين الذين قتلتهم غارات الجيش الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني، وفق "تايمز أوف إٍسرائيل".
وأفاد مسؤول مشارك في عملية تسليم رفات المحتجزين الإسرائيليين، في وقت سابق، بأن حركة حماس أبلغت الوسطاء بنيّتها بدء نقل رفات 4 محتجزين، الثلاثاء، في تمام الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي لمدينة غزة (19:00 بتوقيت جرينتش)، وفق رويترز.
إقرار إسرائيلي
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قبل إتمام العملية، إن ثمة احتمال حتى الآن أن تعيد حركة "حماس"، اليوم أو الليلة، جثامين لمحتجزين إسرائيليين.
ونقل مراسل موقع "أكسيوس" عن المسؤول قوله: "نرى أن حماس أكثر سعياً في الساعات الأخيرة من أجل ذلك".
وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل أوضحت لحركة "حماس" عن طريق الوسطاء أنها ترى أن إعادة الجثامين جزء جوهري لا يتجزأ من اتفاق إنهاء حرب غزة، وأكدت أنها تطالب الحركة ببذل قصارى جهدها لتحديد مواقع الجثامين المفقودة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الثلاثاء، عن مسؤولين كبار في إسرائيل القول إن من المتوقع إعادة جثامين عدد من المحتجزين في قطاع غزة الليلة.
وذكرت أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين جاءت بعد تقرير إعلامي يشير إلى أن حماس ستسلم عدداً إضافياً من جثث المحتجزين.
وأطلقت حماس سراح آخر المحتجزين الإسرائيليين الأحياء الذين كانوا محتجزين في غزة، الاثنين، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، فيما أفرجت إسرائيل أيضاً عن معتقلين فلسطينيين.
وأعلنت إسرائيل تسلم رفات أربعة محتجزين، وقالت إن جثامين 24 محتجزاً آخرين لا تزال في قطاع غزة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، إن تسليم رفات المحجتزين الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين الذين سقطوا خلال الحرب ربما يستغرق وقتاً طويلاً، ووصفت الأمر بأنه "تحد هائل" بالنظر إلى صعوبة العثور على الرفات وسط أنقاض غزة.
وأبلغت إسرائيل الأمم المتحدة، الثلاثاء، أنها ستسمح بدخول 300 شاحنة مساعدات فقط إلى قطاع غزة اعتباراً من الأربعاء، أي ما يعادل نصف العدد المتفق عليه سابقاً.
ووفقًا لمذكرة نقلتها وكالة "رويترز" وأكدتها الأمم المتحدة، أوضحت إسرائيل أنها لن تسمح بإدخال الوقود أو الغاز إلى القطاع، باستثناء كميات محددة مخصصة لاحتياجات البنية التحتية الإنسانية فقط.
ونقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مصادر قولها إن إسرائيل تملك الكثير من الأوراق للضغط على حماس، وأنه لا نية في الوضع الحالي للتحرك بوصة واحدة عن الخط الأصفر، ولا نية لإعادة فتح معبر رفح في الاتجاهين.
المفاوضات مستمرة
ونقلت شبكة "CNN" الأميركية عن مصدر إسرائيلي قوله إن المفاوضات، بشأن المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مستمرة في منتجع شرم الشيخ المصري.
وأضاف المصدر أن وفداً إسرائيلياً بقي في شرم الشيخ منذ المفاوضات الأولية من أجل مواصلة المناقشات.
وكان قادة مصر وقطر وتركيا وقعوا مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين وثيقة اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك خلال "قمة شرم الشيخ للسلام" التي تهدف إلى دعم تنفيذ الاتفاق.
حماس تستعيد السلطة
واستعادت حماس سريعاً السيطرة على شوارع المناطق الحضرية في غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي جزئياً من القطاع الأسبوع الماضي.
وتسلط ممارسة حماس لسلطتها من جديد في غزة واستمرار موجات العنف الضوء على وجود عقبات ضخمة أمام الجهود الرامية إلى تحويل وقف إطلاق النار الأولي، وهو المرحلة الأولى من خطة ترمب، إلى حل طويل الأمد للصراع من شأنه منع تجدد اندلاع الحرب.
وقال سكان في غزة إنهم لاحظوا زيادة أعداد المقاتلين وانتشارهم على الطرق التي يتعين السير عليها لتوصيل المساعدات. وتقول مصادر أمنية فلسطينية إن أشخاصاً سقطوا في اشتباكات بين مقاتلي حماس وخصوم للحركة في الأيام القليلة الماضية.
وقالت مصادر في حماس لرويترز إن "الحركة لن تتسامح مجدداً مع الإخلال بالنظام في غزة وستستهدف المتواطئين واللصوص المسلحين وتجار المخدرات".
ومن ناحية أخرى، قالت سلطات الصحة في غزة إن إسرائيل قتلت 9 فلسطينيين في قصف بطائرات مسيرة في أثناء توجههم لتفقد منازلهم في أحد الأحياء بشرق مدينة غزة، وقُتل شخص وأصيب آخر أيضاً في غارة جوية قرب خان يونس.