ديمقراطيو نيويورك يستخدمون محادثات عنصرية لجمهوريين كسلاح سياسي جديد

time reading iconدقائق القراءة - 6
حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوكول خلال حفل افتتاح بملعب بيثبيج بلاك للجولف. نيويورك في 24 سبتمبر 2025 - reuters
حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوكول خلال حفل افتتاح بملعب بيثبيج بلاك للجولف. نيويورك في 24 سبتمبر 2025 - reuters
دبي-الشرق

يحاول الديمقراطيون في ولاية نيويورك الساعون إلى استعادة الأغلبية في مجلس النواب، استغلال تسريب لمحادثة جماعية بين أعضاء بمنظمة "الاتحاد الوطني للجمهوريين الشباب" Young Republicans، والتي تضمنت عبارات تحريضية مليئة بالكراهية، عبر ربط منافسيهم في الحزب الجمهوري بتلك الفضيحة، وفق مجلة "بوليتيكو".

وكانت المجلة نشرت، الثلاثاء، تقريراً كشفت فيه عن أكثر من 2900 صفحة من المحادثات بين قادة الجمهوريين الشباب في مختلف الولايات على تطبيق "تليجرام"، تبادلوا خلالها عبارات عنصرية وجنسية ومعادية للسامية، إذ أشارت إلى أن 5 من المشاركين على الأقل لهم صلات وثيقة بنيويورك، وأن 3 منهم كانوا يعملون في مكاتب مسؤولين جمهوريين منتخبين بالولاية وقت إرسال الرسائل، حيث جاءت ردود الفعل على التقرير "غاضبة وسريعة". 

وتأتي هذه المحاولة الديمقراطية رغم إدانة كثير من السياسيين المستهدفين لتلك الرسائل، فقد دعا زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، وكلاهما من نيويورك، نظراءهما الجمهوريين إلى تقديم تفسيرات بشأن تلك المحادثة.

كما شنت اللجنة الديمقراطية للحملات الانتخابية في الكونجرس ولجنة العمل السياسي التابعة لأغلبية المجلس House Majority PAC، هجوماً على المرشحين الجمهوريين في الدوائر المتأرجحة.

وفي الوقت ذاته، صعدت حاكمة الولاية كاثي هوكول هجومها على منافستها الجمهورية المحتملة في انتخابات حاكم نيويورك المقبلة، النائبة إليز ستيفانيك، بسبب صلاتها ببعض المشاركين في تلك المحادثة. 

 سجال ديمقراطي- جمهوري

وقالت الحاكمة هوكول في منشور، الأربعاء، رداً على تصريحات نائب الرئيس جي دي فانس الذي وصف المنتقدين بأنهم "يبالغون في رد الفعل": "معاداة السامية قضية حقيقية. والعنف السياسي قضية حقيقية. المراوغة وتبرير ما حدث بلا توقف هراء. يجب على الجميع، بدءاً من الرئيس، أن يدينوا ذلك بقوة". 
 
أما جيفريز فوجه سهام انتقاده مباشرة إلى أبرز الجمهوريين في ولايته، إذ كتب على منصة "إكس": "الجمهوريان المخزيان من نيويورك مايك لوولر وإليز ستيفانيك رافقا هؤلاء الجمهوريين الشباب العنصريين والمعادين للسامية لسنوات. صمتهما اليوم يفضح الحقيقة التي عرفناها منذ زمن، أن غضبهما المزعوم لم يكن سوى عرض مسرحي". 
 
لكن ستيفانيك ولوولر سارعا إلى التنديد بالمحادثة والنأي بنفسيهما عن المشاركين فيها، رغم أن ستيفانيك وصفت لاحقاً تقرير "بوليتيكو" بأنه "تقرير هجومي"، مشيرة إلى وجود خطابات عنيفة من الديمقراطيين أيضاً. 
 
كما وصفت ستيفانيك الحاكمة هوكول بأنها "منافقة شريرة"، ودعتها إلى إدانة النائب الديمقراطي الاشتراكي زهران ممداني، الذي سبق له أن حصل على دعمها في سباق منصب عمدة نيويورك. 

ويُتوقع أن تشهد بعض الدوائر الانتخابية المتأرجحة في نيويورك معركة حاسمة قد تحدد هوية رئيس مجلس النواب المقبل، في حين يتوقع أن تكون انتخابات حاكم الولاية عام 2026 مواجهة محتدمة بين هوكول، التي تُعد من أبرز منتقدي الرئيس دونالد ترمب، وستيفانيك، من أكثر الموالين له.

وبدأت هوكول هجومها على ستيفانيك فور نشر "بوليتيكو" تقريرها بشأن علاقاتها السابقة بأفراد المجموعة. 
 
ويشغل لوولر أحد أكثر المقاعد الجمهورية تنافساً في مجلس النواب، ويُعد من بين أكثر النواب عرضة للخطر في الانتخابات المقبلة، بحسب "بوليتيكو".

فقدان وظائف 

وفيما يواصل الحزبان دراسة ردهما على الرسائل المليئة بالكراهية التي كُشف عنها، فقد اثنان آخران من أعضاء "الجمهوريين الشباب"، الأربعاء، وظائفهم. 
 
وقال متحدث باسم مركز السياسات في أريزونا، إن لوك موزيمان، الذي كان يشغل منصب رئيس "الجمهوريين الشباب" في أريزونا وقت المحادثات، لم يعد يعمل في المركز اعتباراً من الثلاثاء الماضي.

وفي نيويورك، قالت متحدثة باسم مدرسة "زافاريان" الخاصة في بروكلين، إن آني كايكاتي، وهي المندوبة الوطنية للمنظمة في الولاية، أنهت عملها كمستشارة في المدرسة، فيما كان 4 من أعضاء المجموعة قد فقدوا وظائفهم سابقاً أو ألغيت عروض عملهم منذ بدء "بوليتيكو" تحقيقها في القضية.

وعلى المستوى الوطني، انقسم الجمهوريون بين من يدين رسائل الكراهية هذه ومن يحاول لفت الأنظار إلى الخطابات العنيفة في صفوف اليسار، إذ حاول نائب الرئيس جي دي فانس، الأربعاء، التقليل من أهمية الرسائل، واصفاً إياها بأنها لا تتعدى "نكاتاً حادة ومسيئة" أطلقها "شباب صغار"، رغم أن كثيرين منهم يعملون في وظائف. 

وأضاف فانس في مقابلة مع برنامج "ذا تشارلي كيرك شو": "الواقع أن الشباب يرتكبون حماقات، وخصوصاً الصغار. إنهم يطلقون نكات حادة ومسيئة، هذا ما يفعله الأطفال. ولا أريد حقاً أن نعيش في بلد يصبح فيه إطلاق شاب نكتة غبية، حتى لو كانت مسيئة جداً وغبية، سبباً لتدمير حياته".

ويخالف ذلك موقف حاكم فيرمونت الجمهوري والمؤتمرات التشريعية في الولاية، إذ دعوا السيناتور الحالي سام دوجلاس، الذي كان ناشطاً في مجموعة المحادثة، إلى الاستقالة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك