
دعت ثلاث صحف أميركية الاثنين، الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى تسهيل مغادرة الصحافيين الأفغان الذين كانوا يتعاونون مع وسائل الإعلام الأميركية على مدى سنوات، وذلك في أعقاب سيطرة حركة طالبان على البلاد.
وجاء في رسالة وجهتها كل من "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"و"وول ستريت جورنال"، إلى الرئيس بايدن: "على مدى السنوات العشرين الماضية، عمل الزملاء الأفغان بشجاعة ودون كلل لمساعدتنا على نشر الأخبار والمعلومات من المنطقة، للجمهور عبر العالم.. هؤلاء الزملاء وعائلاتهم محاصرون اليوم في كابول، وحياتهم في خطر".
"تحرك عاجل"
ودعا البيان الحكومة الأميركية إلى "التحرك بشكل عاجل واتخاذ خطوات ملموسة لحماية سلامة زملائنا"، مضيفاً: "باعتبارنا صحافيين، فإننا نبحث عن إشارة لا لبس فيها، على أن الحكومة ستدعم الصحافة الحرة".
وناشدت الصحف الأميركية الثلاث، الرئيس بايدن "تيسير وصول آمن للصحافيين الأفغان إلى المطار الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، وتسهيل حركة النقل الجوي خارج أفغانستان".
وذكر تقرير لـ"واشنطن بوست"، أنه بالرغم من عملهم في تغطية الأزمة في بلادهم، إلا أن الصحافيين الذين كانوا يعملون لدى الصحف الثلاث، تجمعوا الاثنين في مطار كابول مع عائلاتهم بانتظار إجلائهم خارج البلاد، وقد بلغ عددهم جميعاً 204 أشخاص.
استئناف حركة الملاحة
وأعلن البنتاغون أنّ حركة الملاحة استؤنفت في مطار كابول فجر الثلاثاء بالتوقيت المحلّي، بعدما اضطرت القوات الأميركية لوقفها منذ عصر الاثنين، بسبب حالة الفوضى التي نجمت عن اكتظاظ مدرّجاته بآلاف الأفغان الذين يحاولون الفرار من بلدهم بعد سقوطه في أيدي حركة طالبان.
وقال الميجور جنرال هانك تايلور، المسؤول في هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون، إنّ المطار أعيد فتحه في الساعة 19:35 بتوقيت جرينتش من مساء الاثنين.
وأضاف أنّ حركة الملاحة استؤنفت بهبوط طائرة نقل عسكرية من طراز سي-17 وعلى متنها عناصر من مشاة البحرية الأميركية، مشيراً إلى أنّ طائرة ثانية مماثلة على متنها وحدة من الجيش الأميركي ستليها، في تعزيزات هدفها ضمان أمن المطار.
وأثار الانتصار الخاطف لمقاتلي طالبان الذين احتلوا مساء الأحد القصر الرئاسي في كابول، حالة من الذعر شهدها مطار العاصمة، نقطة الخروج الوحيدة من البلاد، إلى حيث تهافتت حشود لمحاولة الفرار من النظام الجديد، الذي تعهدت الحركة الإسلامية المتشددة بإقامته بعد حرب استمرت عشرين عاماً.
إجلاء الآلاف
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد فوضى عارمة في المطار، حيث يحتشد الآلاف على المدرج نفسه، فيما تتمسك مجموعات من الشباب بسلالم الصعود إلى الطائرات.
وعقب طلقات في الهواء لمحاولة ردع الحشود عن مسار الطائرات على مدرّجات المطار، أطلقت القوات الأميركية النار الاثنين، ما أدّى إلى مقتل رجلين "شهرا سلاحهما"، كما أعلن مسؤول في البنتاجون.
وأوضح الجنرال الأميركي أنّ الولايات المتحدة "مسؤولة عن مراقبة الحركة الجوية" في مطار حامد كرزاي الدولي، مشيراً إلى أنّها تتولّى تنظيم حركة الملاحة للرحلات العسكرية والتجارية على حدّ سواء.
وأضاف أنّ هناك حالياً حوالي 2500 جندي أميركي في كابول، يساعدون في تنظيم إجلاء آلاف الأميركيين والأفغان الذين عملوا معهم مترجمين وفي وظائف أخرى.
ولفت الميجور جنرال إلى أنّه بحلول نهاية يوم الاثنين بتوقيت الولايات المتحدة، سيكون هناك ما بين 3000 و3500 جندي أميركي على الأرض. وقال إن "تركيزنا الآن هو الحفاظ على الأمن في مطار حامد كرزاي الدولي، وتنظيم حركة الملاحة، وفي الوقت نفسه حماية الأميركيين والمدنيين الأفغان".