بعد محادثات تجارية إيجابية.. مساع لترتيب اجتماع بين ترمب ولولا دا سيلفا

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال فعالية في قصر (بلانالتو) الرئاسي في العاصمة برازيليا. 8 أكتوبر 2025 - REUTERS
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال فعالية في قصر (بلانالتو) الرئاسي في العاصمة برازيليا. 8 أكتوبر 2025 - REUTERS
واشنطن-رويترز

عقد مسؤولون أميركيون وبرازيليون محادثات تجارية، الخميس، وصفها الوفدان بأنها "إيجابية"، واتفقوا على العمل لترتيب اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا "في أقرب فرصة ممكنة".

وقال الوفدان في بيان مشترك إنهما "سيجريان مناقشات حول عدة جبهات في المستقبل القريب، وسيؤسسان مسار عمل للمضي قدماً"، لكن لم يتحدد جدول زمني للاجتماع المقترح بين ترمب ولولا.

وتعد المحادثات في واشنطن، التي شارك بها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير ووزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، أحدث اتصال دبلوماسي بين البلدين خلال الأسابيع الماضية بعد جمود في العلاقات لأشهر.

وقال وزير الخارجية البرازيلي للصحافيين في واشنطن: "إنها بداية مبشرة لعملية مفاوضات سنعمل من خلالها على تطبيع العلاقات وفتح مسارات جديدة للعلاقات الثنائية".

ورفع ترمب الرسوم الجمركية على معظم الواردات الأميركية من السلع البرازيلية من 10% إلى 50% في أوائل أغسطس، وربط هذا القرار بما وصفها بأنها "حملة استهداف" للرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو.

وانتهى المطاف ببولسونارو مداناً في سبتمبر من قبل هيئة في المحكمة العليا، وحكم عليه بالسجن لمدة 27 عاماً بتهمة "التخطيط لانقلاب" بعد خسارته انتخابات عام 2022 أمام لولا.

مرحلة "ذوبان الجليد"

وأضاف فييرا أن المحادثات التي جرت، الخميس، كانت "رائعة"، ومثمرة وركزت على القضايا الفنية، مشيراً إلى أن الاجتماع استمر نحو ساعة، وشمل جلسة فردية لمدة 20 دقيقة مع روبيو.

والأسبوع الماضي، أجرى ترمب ولولا مكالمة هاتفية، بعد لقاء قصير في الأمم المتحدة في سبتمبر، قال كلاهما إنهما خرجا بانطباعات إيجابية.

وخلال المكالمة، اتفقا على عقد اجتماع، ما زاد من الآمال في ذوبان الجليد في العلاقات الثنائية التي وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.

كانت مكالمة الأسبوع الماضي، أوضح مؤشر على تحسن العلاقات بين البلدين التي تدهورت بسرعة بعد أن فرض ترمب رسوماً تجارية على العديد من السلع البرازيلية، وعقوبات على قاضٍ في المحكمة العليا البرازيلية في محاولة لوقف محاكمة الرئيس السابق بولسونارو، بحسب تقرير لـ"بلومبرغ".

ووصف وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد آنذاك، المحادثة بأنها "إيجابية"، وجاءت بعد لقاء استمر ثوان معدودة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، عندما قال ترمب إنه ولولا لديهما "كيمياء جيدة"، وناقشا عقد اجتماع لتجاوز خلافاتهما.

ولم يقدم ترمب أي مطالب محددة للبرازيل خلال المكالمة، ولم يناقشا إدانة بولسونارو، أو المنتجات المحددة التي تظل خاضعة للرسوم الجمركية، وفقاً لمسؤول برازيلي مطلع على المكالمة طلب عدم الكشف عن هويته.

وقال الرئيس الأميركي في منشور على منصة " تروث سوشيال": "استمتعتُ بالمكالمة، سيُحقق بلدينا نجاحاً كبيراً معاً"، مضيفاً: "سنلتقي قريباً في كل من البرازيل والولايات المتحدة".

فيما أعلنت الحكومة البرازيلية في بيان أن الرئيس البرازيلي طلب من ترمب إلغاء الرسوم الجمركية البالغة 40% على السلع البرازيلية، وكذلك الإجراءات التقييدية التي فرضتها الولايات المتحدة على السلطات المحلية.

وأضاف البيان أن "الرئيسين تبادلا أرقام الهواتف في محاولة لإقامة اتصالات مباشرة".

تسوية "سوء التفاهم"

وحتى قبل المكالمة، بدأ مسؤولون أميركيون وبرازيليون العمل على ترتيب لقاء شخصي بين لولا وترمب، في حين أعيد فتح القنوات رفيعة المستوى.

واستأنف نائب الرئيس جيرالدو ألكمين المحادثات مع وزير التجارة هوارد لوتنيك قبل أسبوعين.

وسعت البرازيل إلى استغلال المحادثات لتسوية ما تعتبره سوء تفاهم بشأن التجارة، وقضايا أخرى بين الحكومتين.

ويُعدّ الإطار القانوني لشركات التواصل الاجتماعي الأميركية العاملة في البلاد نقطة خلاف رئيسية، لا سيما بعد قرار المحكمة العليا البرازيلية بتعليق عمل شركة إيلون ماسك "إكس" مؤقتاُ العام الماضي.

كما أمضى ترمب ومسؤولون آخرون في الإدارة أشهراً في محاولة الضغط على البرازيل لإسقاط التهم الموجهة إلى بولسونارو، أحد أقرب حلفاء الرئيس الأميركي في أميركا اللاتينية.

وانتقد لولا ترمب بشكل منتظم لمهاجمته السيادة البرازيلية ومحاولة التدخل في الشؤون الداخلية، وهي الرسالة التي ساعدت في تعزيز شعبيته قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2026 التي يخطط للترشح فيها مرة أخرى.

لكن الزعيم اليساري أكد أيضاً أنه منفتح على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، ثاني أكبر شريك تجاري للبرازيل، طالما يجري التعامل معه على قدم المساواة.

وانضم القطاع الخاص البرازيلي إلى الجهود الرامية إلى تحسين الحوار بين البلدين، حيث تمت دعوة الشركات الرائدة، ومجموعات الصناعة إلى تقديم مدخلاتها حول قطاعاتها.

تصنيفات

قصص قد تهمك