
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بودابست ليست أفضل مكان لإجراء محادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا بسبب موقف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الداعم لروسيا، لكنه أضاف أنه "سيحضر إذا وجهت له دعوة".
ووصف زيلينسكي العاصمة المجرية بأنها "مكان سيء لأوكرانيا" من منظور تاريخي، لأنها المدينة التي وافقت فيها على التخلي عن أسلحتها النووية في 1994.
ونقلت "بلومبرغ" عن زيلينسكي قوله: "لا أعتقد أن رئيس وزراء يعرقل أوكرانيا في كل مكان يمكن أن يفعل شيئاً إيجابياً للأوكرانيين، أو حتى يقدم مساهمة متوازنة"، في إشارة إلى أوربان الذي سعى مراراً لتأجيل عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا وسافر إلى موسكو للقاء بوتين.
ومع ذلك، أضاف زيلينسكي أنه إذا دُعي إلى بودابست، فإن "الاجتماع بصيغة ثلاثية، أو كما يُسمى، الدبلوماسية المتنقلة، حيث يلتقي الرئيس ترمب ببوتين ويجتمع الرئيس ترمب معي – حينها، في صيغة واحدة أو أخرى، سنوافق عليها".
وأعلن ترمب الخميس، عن خطط للقاء بوتين في العاصمة المجرية في الأسابيع المقبلة، بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي، وذلك بعد أقل من ثلاثة أشهر من لقائهما في قاعدة عسكرية أميركية في ولاية ألاسكا في أغسطس، والذي انتهى دون إحراز تقدم ملموس نحو إنهاء الحرب.
واستضاف ترمب زيلينسكي في البيت الأبيض الجمعة، وحث بعد ذلك كلا الطرفين على التوصل إلى اتفاق، قائلاً لهما "توقفا الآن عند خط المواجهة"، فيما تردد بشأن المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وفرض عقوبات جديدة على روسيا.
وأشار الرئيس الأميركي إلى إمكانية لقاء بوتين وزيلينسكي بشكل منفصل لكنه بدا متراجعاً عن فكرة اللقاء المباشر بينهما.
"مكان سئ لأوكرانيا"
وأضاف زيلينسكي أنه أخبر ترمب أن بودابست كمكان لعقد المحادثات سيكون سيئاً أيضاً لأوكرانيا من منظور تاريخي، لأنها المدينة التي وافقت فيها أوكرانيا على التخلي عن أسلحتها النووية السوفيتية في 1994 مقابل ضمانات من روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة للحفاظ على وحدة أراضيها.
وقالت "بلومبرغ" أن روسيا انتهكت ما يُعرف بـ"مذكرة بودابست" عندما استولت على شبه جزيرة القرم في 2014.
ومع ذلك، قال زيلينسكي: "لقد اقتربنا من إمكانية إنهاء الحرب، يمكنني القول ذلك بالتأكيد". وأضاف أن هذا لا يعني أن الحرب ستنتهي بالتأكيد، لكن الرئيس ترمب حقق الكثير في الشرق الأوسط، ويريد أن يستفيد من ذلك لإنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وقال زيلينسكي للصحافيين في كييف: "لقد أوضحنا في السر والعلن أننا مستعدون لعقد اجتماع بأي صيغة تكون فعالة. لا أعتبر بودابست أفضل مكان لمثل هذا الاجتماع. وبالطبع، إذا كان بإمكانه تحقيق السلام، فلن يهم أي دولة تستضيف الاجتماع".
وأضاف أنَّه "كرّس وقتاً كافياً لاجتماع" مع المبعوث الخاص لترمب ستيف ويتكوف لشرح سبب عدم ملاءمة بودابست لاستضافة محادثات السلام. وقال إن الخيارات الأخرى تشمل سويسرا، والنمسا، والفاتيكان، والسعودية، وقطر، وتركيا.
وكان زيلينسكي يأمل أن يكون حديثه مع البيت الأبيض فرصة لزيادة الضغط على بوتين، فيما كان يطالب الولايات المتحدة ببيع صواريخ كروز من نوع توماهوك لأوكرانيا. لكنه غادر واشنطن دون نتيجة، بعد أن تراجع ترمب عن فكرة تزويد أوكرانيا بأسلحة قوية تصل إلى موسكو وأهداف عميقة في روسيا.
وقال: "هناك تصور في بعض الأوساط الأميركية بأن روسيا تحقق انتصارات على أرض المعركة. يبدو لي أن من يروج باستمرار لفكرة مزايا روسيا المطلقة في هذه الحرب هو رئيس وزراء المجر الحالي".
أنظمة دفاع جوي
وأوضح الرئيس الأوكراني أن حكومته تعمل على إعداد عقد للحصول على 25 نظام دفاع جوي من طراز باتريوت، والتي ستحصل عليها البلاد "على مدار السنوات، بكميات مختلفة كل عام. يمكن للبيت الأبيض تغيير الجدول إذا كانت هناك إرادة سياسية".
وأضاف أن أوكرانيا تعمل أيضاً على تأمين إمدادات الغاز بعد أن دمرت الضربات الجوية الروسية أكثر من نصف إنتاجها المحلي من الغاز في الأسابيع الأخيرة. وتسببت هذه الهجمات في نقص الكهرباء وجعلت البلاد في وضع حرج قبل فصل الشتاء.
وقال: "نقدر أنه في وضع صعب للغاية، يجب على أوكرانيا أن تكون مستعدة لتأمين غاز بقيمة 2 مليار دولار. لقد ضمنا بالفعل جزءاً من الشحنات".