مؤتمر إعادة إعمار غزة في مصر.. عوائق إسرائيلية وتحديات فلسطينية

مخاوف من مواصلة إسرائيل فرض الحصار على غزة.. وأسئلة بشأن توافر التمويل

time reading iconدقائق القراءة - 6
نازحون فلسطينيون في شارع مدمر في غزة، 16 أكتوبر 2025 - Bloomberg
نازحون فلسطينيون في شارع مدمر في غزة، 16 أكتوبر 2025 - Bloomberg
رام الله -محمد دراغمة

تعد مصر لعقد مؤتمر لإعادة إعمار قطاع غزة في النصف الثاني من نوفمبر المقبل، بجهود تعترضها تحديات جدية في الطريق.

وقال مسؤولون فلسطينيون مطلعون على ترتيبات عقد المؤتمر لـ"الشرق"، إن مهمة إعادة الإعمار ستواجه تحديات جدية بعضها داخلي فلسطيني، وبعضها متعلق بالخطط والإجراءات الإسرائيلية، وتحديات تتعلق بمدى استعداد دول العالم لدفع مبالغ مالية ضخمة في منطقة غير مستقرة سياسياً وأمنياً.

عوائق إسرائيلية

تواجه المرحلة الأولى من تطبيق اتفاق وقف النار في قطاع غزة عوائق عديدة منها ما تخطط له إسرائيل بشأن تنفيذ الخطوات التي نصت عليها هذه المرحلة خاصة فتح معبر رفح الحدودي مع مصر، أمام المرضى والجرحى والمسافرين العائدين والمساعدات الإنسانية بدعوى "خروقات حركة حماس"، ومنها عدم تسليم كامل جثامين المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وهو ما تقول الحركة إنه يحتاج الكثير من البحث والجهد والإمكانات التقنية.

ويخشى فلسطينيون أن تواصل إسرائيل فرض الحصار على غزة، وتقييد دخول مواد البناء وإعادة الإعمار تحت شعار عدم التزام حركة "حماس" ببنود الاتفاق.

تحديات فلسطينية

وأظهرت الحوارات الأولية الجارية بين القوى الفلسطينية وجود خلافات جوهرية بشأن أولوية إعادة الإعمار ومتطلباته وفي مقدمتها متطلبات الإعمار ذاتها، سيما التوافق على الحكم والسلاح. وبينت هذه الحوارات أن فرص التوافق الوطني على هذه المهام تبدو بعيدة.

وقال مسؤول فلسطيني كبير في السلطة الفلسطينية لـ"الشرق" إن "القوى السياسية الفلسطينية منشغلة بدورها السياسي أكثر من إعادة إعمار غزة، وهذا التحدي الأكبر الذي نواجهه".

وأضاف: "اذا لم تشعر القوى السياسية بأولوية مشروع إعادة إعمار غزة، فإن العالم لن يشعر بذلك، علينا أن نوجه من خلال سلوكنا اليومي رسائل للعرب والعالم، مفادها أننا مسؤولون، وأن غزة ستتحول لمنطقة استقرار لا حروب فيها، وإلا فان أحداً لن يتبرع بالمليارات لبناء منطقة قابلة للهدم مجدداً".

مستقبل غزة

يقدر الكثير من الخبراء أنه لن يسمح لقطاع غزة بأن يتحول إلى منطقة تتمتع بقدرات عسكرية مرة أخرى، وأن إسرائيل ستواصل حصار القطاع ومهاجمة أهداف لحركة "حماس" إذا ما أبقت على سلاحها.

وفيما يطالب المسؤولون في السلطة "حماس" بالتخلي عن السلاح والتحول إلى حزب سياسي لتمكين مهمة إعادة الإعمار، ترى الحركة أن سلاحها، أو جزء أساسي منه، سيظل في يدها لأغراض دفاعية، وهو ما تعارضه إسرائيل وتستند اليه لمواصلة الحصار والقصف.

المرحلة الأولى من إعادة الإعمار

قسم فريق فني في وزارة التخطيط في الحكومة الفلسطينية خطة إعادة الإعمار إلى ثلاث مراحل، أولها مرحلة التعافي المبكر، ومدتها 6 أشهر، وتهدف إلى توفير الاحتياجات الأساسية لأهالي القطاع، خاصة المسكن والعمل والخدمات.

وتشمل هذه المرحلة التي تصل تكلفتها إلى 3.5 مليار دولار توفير مساكن متنقلة لأكثر من 350 ألف أسرة فقدت مساكنها بصورة كاملة، وترميم 200 ألف مسكن تعرض لأضرار متفاوتة لكنها قابلة للإصلاح.

وقال عضو في فريق إعداد الخطة لـ"الشرق"، إن المهمة الأولى هي الإيواء، وأن الخطة تنص على توفير بيوت متنقلة لجميع الأسر التي فقدت مساكنها، وأن الوحدة السكنية يجب أن تحتوي على الخدمات الأساسية اللازمة من كهرباء وماء وصرف صحي وإنترنت.

ويتطلب إقامة هذه البيوت إزالة الركام وفتح الطرق وإعادة بناء وترميم شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والطرق ومحطات المياه.

وتشمل المرحلة الأولى أيضاً توفير بيوت متنقلة للمدارس والجامعات والعيادات والمراكز التي دمرتها الحرب.

التمويل

وبينت الخطة الحكومية أن تكلفة إعادة الإعمار تصل إلى حوالي 67 مليار دولار. ويخشى كثير من المختصين ألا تقدم دول العالم مثل هذه المبالغ الضخمة دون توفر ضمانات بعدم العودة الى الحرب مجدداً، وهو أمر يواجه صعوبات كبيرة في ظل عدم وجود حل سياسي دائم، وعدم وجود توافق فلسطيني على الحكم والسلاح وغيرها.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدد في مطلع الحرب بتحويل قطاع غزة إلى منطقة خيام وركام.

ويخشى الكثير من الفلسطينيين أن تواصل إسرائيل فرض الحصار وإعاقة إعادة الإعمار لتحويل القطاع إلى منطقة طاردة للأهالي.

وقال مسؤول حكومي كبير لـ"الشرق"، إنه "إذا لم ننجح كفلسطينيين في التوافق سريعاً على القيام بالخطوات اللازمة لتمكين مهمة إعادة الإعمار من النجاح، ونزع مبررات الاحتلال، فإن العالم لن يقدم لنا يد العون في هذه المهمة".

وأضاف: "ربما يقدم لنا العالم مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، أما مهمة إعادة الإعمار باهظة التكلفة فتتطلب من القوى السياسية الفلسطينية أن تتنازل عن مصالحها الحزبية لتفسح المجال أمام الشعب الفلسطيني كي يعيد إعمار بلده ليبقى على أرضه".

تصنيفات

قصص قد تهمك