
بدأت بوادر تصدع في صفوف الديمقراطيين بشأن إغلاق الحكومة في الظهور، بعدما صوت عضوان ديمقراطيان بمجلس الشيوخ الأميركي الخميس، لصالح مشروع تمويل جمهوري جزئي، بعد أن كانا قد رفضا سابقاً كافة مشاريع القوانين التي تقدم بها الحزب الجمهوري لإعادة فتح الحكومة أو تمويل بعض أجزائها.
وصوّت السيناتور جون أوسوف والسيناتور رافاييل وورنك الخميس، وهما ديمقراطيان من ولاية جورجيا لصالح مشروع قانون جمهوري لدفع رواتب العسكريين وبعض موظفي الحكومة الفيدرالية الآخرين، خلال الإغلاق الحكومي، لينضما بذلك، إلى جون فيترمان الديمقراطي من بنسلفانيا، والذي صوت مع الجمهوريين على مشاريع الإنفاق السابقة، وفق ما نقل "أكسيوس".
ويشكل انشاق أوسوف وورنوك تحدياً جديداً لزعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر، الذي لا يزال يتحكم في أغلب أصوات حزبه، لكن دائرة الديمقراطيين المستعدين لمعارضته تتوسع.
ويخطط قادة الحزب الجمهوري لطرح مشاريع قوانين مماثلة الأسبوع المقبل، ربما تشمل إجراء لدفع رواتب مراقبي الحركة الجوية خلال فترة الإغلاق.
وإضافة إلى ذلك، تضع نهاية فترة التسجيل المفتوح لقانون الرعاية الطبية الميسرة، وإمكانية توقف برامج المساعدات الغذائية على نطاق واسع في بداية نوفمبر، المزيد من الضغوط على الديمقراطيين لفتح الحكومة.
ويلوح الجمهوريون أيضاً برغبتهم في حل أزمة انتهاء إعانات الرعاية الصحية، وهي الأولوية القصوى للديمقراطيين.
اجتماع لقيادة الجمهوريين
وعقدت قيادة الحزب الجمهوري وبعض كبار الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ اجتماعاً الأربعاء، لمناقشة المسارات الممكنة للمضي قدماً.
وقالت السيناتور شيلي مور كابيتو، والتي شاركت في الاجتماع، لـ"أكسيوس"، إن هناك خطة واقعية قد يقبلها الجمهوريون لتمديد الإعانات، مع بعض التعديلات.
لكنها حذّرت من أن هذه النية "بدأت تتلاشى بسبب الإحباط الناتج عن عدم قدرتنا على الدخول في مفاوضات نشطة بهذا الشأن على جانبنا".
"اجتماع غداء"
كما عرض البيت الأبيض على الديمقراطيين اجتماع غداء بمجرد إعادة فتح الحكومة، حسبما قال نائب كبير موظفي البيت الأبيض، جيمس بلير لموقع Punchbowl News.
وكان ترمب قد رفض الثلاثاء، دعوات من قيادات ديمقراطية لعقد لقاء معهم بهدف بحث سبل إنهاء الإغلاق الحكومي، في وقت يتمسك الديمقراطيون بتمديد إعفاءات الرعاية الصحية، ويُصر الجمهوريون على تمرير مشروع تمويلٍ مؤقت قبل بدء أية مفاوضات
وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: "أودّ أن ألتقي بهما كليهما، لكنني قلت شرطاً بسيطاً: سألتقي فقط إذا سمحا بفتح البلاد"، في إشارة إلى طلب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، عقد اجتماع "في أي وقت وأي مكان".
وحتى الآن، نجح شومر في الحفاظ على انضباط الديمقراطيين، إذ رفضوا مشروع قانون مؤقت للإنفاق بقيادة الجمهوريين، صوّت مجلس النواب لصالحه 12 مرة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال "أكسيوس"، إن تصويت الخميس، أثبت صعوبة استمرار هذا الانضباط.
قال أوسوف للصحافيين بعد التصويت: "أعضاء الخدمة العسكرية، وعمال إدارة أمن النقل، ومراقبو الحركة الجوية من بين من يجب عليهم الحضور للعمل، ويجب أن يتقاضوا رواتبهم لقاء هذا العمل".
ويواجه أوسوف اختبار إعادة انتخابه في ولاية جورجيا المتأرجحة العام المقبل.
الجمهوريون يتمسكون بتمويل قصير الأجل
وتستمر استراتيجية الحزب الجمهوري في التمسك بمشروع تمويل قصير الأجل للحكومة، أملاً في أن يتراجع الديمقراطيون عن مطلبهم بتمديد الإعفاء الضريبي المرتبط بـ"قانون الرعاية الصحية الميسّرة"، غير أن مجلس الشيوخ رفض المشروع 11 مرة متتالية.
ولم يعقد ترمب سوى اجتماع واحد مع شومر وجيفريز في 29 سبتمبر الماضي، قبل يومين من بدء الإغلاق الحكومي، وانتهى اللقاء بشكل غير ودي، إذ نشر الرئيس الأميركي بعد ساعات منشوراً ساخراً مستخدماً الذكاء الاصطناعي، يُظهر شومر يتحدث بكلمات مفبركة وجيفريز مرتدياً قبعة مكسيكية.
وشدد العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ آدم شيف على ضرورة تدخل ترمب لإنهاء الإغلاق، مشيراً إلى أن "الجمهوريين في الكونجرس لن يعقدوا أي صفقة دون موافقته"، مضيفاً أن الرئيس "لا يبدو مهتماً بالأمر، وحتى يتغيّر ذلك سنبقى في طريق مسدود".










