الاتفاق التجاري المرتقب بين أميركا والصين.. أبرز النقاط

time reading iconدقائق القراءة - 9
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الصيني شي جين بينج خلال قمة قادة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. 29 يونيو 2019 - Reuters
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الصيني شي جين بينج خلال قمة قادة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. 29 يونيو 2019 - Reuters
دبي -الشرق

أعد مسؤولون أميركيون وصينيون، الأحد، إطار عمل لاتفاق تجاري تمهيداً لعرضه على الرئيسين الأميركي دونالد ترمب، والصيني شي جين بينج، في اجتماعهما، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، والذي في حال إقراره سيعلق الرسوم الجمركية الأميركية على بكين، وفي المقابل القيود الصينية على صادرات المعادن الاستراتيجية.

ويتطلع الجانبان، من خلال الاتفاق المحتمل، إلى تجنب تصعيد الحرب التجارية بينهما بعدما هدد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على السلع الصينية وغيرها من القيود التجارية، بدءاً من الأول من نوفمبر، رداً على توسيع الصين نطاق ضوابط التصدير على سلع بالغة الأهمية من بينها معادن نادرة.

وأجرى كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، لي تشنج جانج، إلى جانب نائب رئيس الوزراء الصيني، محادثات مع وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأميركي، جيميسون جرير، بهدف خفض تصعيد الحرب التجارية، وذلك على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا.

وعقب الاجتماع، أعلن الجانبان التوصل إلى "إطار عمل لاتفاق تجاري" تمهيداً لعرضه على شي وترمب الذي بدأ، الجمعة، جولة آسيوية تستغرق 5 أيام، وتشمل ماليزيا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وهي أول زيارة له إلى المنطقة، وأطول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه في يناير الماضي.

وقال بيسنت للصحافيين: "أعتقد أن لدينا إطار عمل ناجحاً للغاية سيناقشه قادة البلدين، الخميس المقبل" في كوريا الجنوبية، فيما أعرب جرير عن اعتقاده بأن "الإطار وصل إلى نقطة حيث سيعقد الزعيمان اجتماعاً مثمراً للغاية".

وفي المقابل، أكد كبير المفاوضين التجاريين الصينيين التوصل إلى "توافق مبدئي" مع واشنطن بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك تمديد الهدنة التجارية بينهما، وأزمة مخدر "الفنتانيل"، وضوابط التصدير.

المعادن النادرة

وذكرت شبكة CNN أن من أبرز القضايا التي قد يتضمنها إطار العمل تأجيل القيود المفروضة على تصدير المعادن النادرة، وهي خطوة من شأنها الحفاظ على وصول الولايات المتحدة إلى المواد الأساسية المستخدمة في الصناعات العسكرية، والهواتف الذكية، وأجهزة التلفزيون، والبطاريات الخاصة بالمركبات الكهربائية.

وقال وزير الخزانة الأميركي إن المحادثات التي جرت في كوالالمبور أزالت تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية 100% على الواردات الصينية، بدءاً من أول نوفمبر، لافتاً إلى أنه من المتوقع، في المقابل، أن تؤجل بكين تطبيق نظام تراخيص المعادن الاستراتيجية لعام، حتى تعيد النظر في هذه السياسة.

وتسيطر الصين على أكثر من 90% من إمدادات العالم من هذه المواد، والتي تعد ضرورية لتصنيع التكنولوجيا الفائقة من السيارات الكهربائية إلى أشباه الموصلات والصواريخ.

تُستخدم "المعادن النادرة"، ذات الأسماء الغريبة مثل الغادولينيوم، والديسبروسيوم في مختلف القطاعات، من أشباه الموصلات وهواتف "آيفون" إلى أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وعلاجات السرطان. وفي الآونة الأخيرة، ازداد الطلب عليها بفضل التقنية الخضراء التي تُساعد في خفض انبعاثات الكربون.

لطالما اعتمد العالم على الصين في الحصول على المعادن النادرة، وهو أمر استغلته البلاد لصالحها في الرد على الحرب التجارية التي بدأها ترمب. وقد استفادت بكين من هيمنتها على سلسلة التوريد للرد على الرسوم الجمركية الأميركية من خلال تقييد تصدير المعادن النادرة.

نقل ملكية "تيك توك"

ومن المقرر أن يتوصل الرئيسان ترمب، وشي جين بينج خلال اللقاء المحتمل إلى اتفاق نهائي بشأن نقل ملكية عمليات تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة، الذي كان من المقرر حظره في 20 يناير قبل أن يحصل على عدة تمديدات.

وأشار وزير الخزانة الأميركي إلى أن تفاصيل صفقة نقل ملكية تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة الصيني "تيك توك" إلى الولايات المتحدة تمت تسويتها، وإن ترمب وشي سيتمكنان من "إتمامها" خلال أيام.

وأضاف وزير الخزانة لشبكة CBS NEWS: "كانت مهمتي إقناع الجانب الصيني بالموافقة على الصفقة، وأعتقد أننا نجحنا في تحقيق ذلك خلال اليومين الماضيين".

ولفتت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن تصريحات بيسنت لم تختلف كثيراً عمّا أعلنه مع البيت الأبيض في سبتمبر الماضي، حين كشف عن التوصل إلى "إطار أولي لاتفاق بشأن "تيك توك"، مشيرةً إلى أن التفاصيل التي تم حسمها مؤخراً ما زالت غير واضحة، كما لم يُعرف ما إذا كانت تصريحاته تعكس تغييرات جوهرية في الاتفاق الرامي إلى نقل ملكية التطبيق إلى جهات أميركية.

اقرأ أيضاً

صفقة "أوراكل".. هل ينجو تيك توك من الحظر الأميركي؟

تقود شركة "أوراكل" صفقة تهدف إلى توفير الحماية والمساعدة في الإشراف على إعادة إنشاء نسخة أميركية جديدة من خوارزمية تطبيق تيك توك لمنع حظره في الولايات المتحدة.

وبحسب الاتفاق الذي أعلنه البيت الأبيض، في سبتمبر الماضي، عقب محادثات تجارية مع الصين في مدريد، سيملك مستثمرون أميركيون الحصة الأكبر في عمليات تطبيق "تيك توك" داخل الولايات المتحدة، في حين ستحتفظ الشركة الصينية الأم "بايت دانس" بحصة تقل عن 20%.

ووفقاً للبيت الأبيض، ستمنح "بايت دانس" مجموعة استثمارية أميركية بقيادة مؤسس "أوراكل"، لاري إليسون، ترخيصاً لتشغيل خوارزمية التطبيق، ما يسمح له بمواصلة عمله داخل الولايات المتحدة، حيث يتجاوز عدد مستخدميه 170 مليون شخص.

أزمة الفنتانيل

ومن المتوقع أن يتضمن إطار العمل مسألة ضرورة مكافحة إنتاج مادة الفنتانيل، التي أصبحت في السنوات الأخيرة أحد أبرز أسباب الوفيات بين القصر في الولايات المتحدة.

وقال كبير المفاوضين التجاريين الصينيين إن المناقشات مع المسؤولين الأميركيين في كوالالمبور تناولت مجموعة من القضايا، من بينها أزمة "الفنتانيل"، لكنه لم يقدّم أي تفاصيل حول القضايا أو الشروط التي تم الاتفاق عليها.

وتتهم الولايات المتحدة، الصين بالفشل في الحد من تدفّق المواد الكيميائية الأولية المستخدمة في تصنيع هذا المخدر القاتل، والذي استشهد به ترمب مراراً كأحد مبرراته لفرض الرسوم الجمركية.

ووفقاً لشبكة CNN، قد تزيل واشنطن، أو تخفّض الرسوم الجمركية البالغة 20% التي فرضتها إدارة ترمب في أبريل الماضي على الصين، بهدف الحد من تصدير المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع "الفنتانيل".

فول الصويا

واتفقت الولايات المتحدة والصين كذلك في ماليزيا على أن تزيد بكين بشكل كبير مشترياتها من فول الصويا الأميركي، وفقاً لوزير الخزانة.

واستعملت الصين فول الصويا كورقة رئيسية للضغط على واشنطن، إذ توقفت عن شراء المحصول تماماً، بعد أن كانت أحد أكبر المشترين لفول الصويا الأميركي.

واشترت الصين العام الماضي، ما قيمته حوالي 12.6 مليار دولار من البذور الزيتية، لكنها بدلاً من ذلك، تحولت إلى عمليات الشراء من أميركا الجنوبية، ما أضر بالمزارعين الأميركيين.

وتزايدت الإحباطات بين المزارعين، الذين يمثلون أساس قاعدة دعم ترمب الانتخابية، ويواجهون ضغوطاً من انخفاض الأسعار، وهم ينتظرون بفارغ الصبر المساعدة من واشنطن، والتي توقفت بسبب إغلاق الحكومة.

وفي أغسطس الماضي، حث ترمب الصين على مضاعفة مشترياتها من فول الصويا من الولايات المتحدة 4 مرات. في تأكيدٍ لإحباطه من عدم حدوث ذلك.

وهدد ترمب في المقابل، بوقف واردات زيت الطهي من الصين، التي اتهمها بتعمد "التسبب في صعوبات لمزارعي فول الصويا لدينا".

وفي المقابل، تعهدت الصين بتعزيز الاكتفاء الذاتي في مجال التكنولوجيا وتنمية السوق المحلية خلال السنوات الخمس المقبلة، في إطار مساعيها لحماية اقتصادها من "الضغوط الخارجية".

أبرز مضامين إطار العمل المتفق عليه بين الولايات المتحدة والصين

  • الفنتانيل:
    قال كبير المفاوضين الصينيين لي تشنج جانج إن البلدين توصلا إلى توافق بشأن مكافحة إنتاج الفنتانيل، وهو أحد أبرز أسباب وفيات القصر في أميركا، في حين قد تزيل واشنطن الرسوم الجمركية بنسبة 20% المفروضة على المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيعه.
  • فول الصويا:
    أعلن وزير الخزانة الأميركي أن الصين ستشتري كميات كبيرة من فول الصويا الأميركي، بعد تراجع وارداتها من ولايات رئيسية مثل إلينوي وأيوا، رغم أنها كانت أكبر مشتر بقيمة 12.5 مليار دولار سنوياً.
  • العناصر النادرة:
    يتضمن إطار العمل تأجيل القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة، لضمان استمرار وصول الولايات المتحدة إلى المواد المستخدمة في الصناعات العسكرية والتقنية مثل الهواتف والبطاريات.
  • تيك توك:
    من المنتظر أن يوقع ترمب وشي اتفاقاً لنقل ملكية تطبيق "تيك توك" إلى مجموعة استثمارية أميركية بقيادة رئيس شركة "أوراكل" لاري إليسون، ما يسمح باستمراره في العمل داخل الولايات المتحدة التي تضم أكثر من 170 مليون مستخدم.
تصنيفات

قصص قد تهمك