
تحشد الولايات المتحدة عدداً غير مسبوق من السفن الحربية، والطائرات المقاتلة، وطائرات الاستطلاع قبالة سواحل فنزويلا، في وقت توسع فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب حملتها العسكرية ضد ما تصفه بـ"منظمات إجرامية عابرة للحدود"، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
وكانت وزارة الحرب الأميركية "البنتاجون" قالت، الجمعة، إن حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" (USS Gerald R. Ford)، والسفن الحربية المرافقة لها تتجه إلى المنطقة، في خطوة تمثل توسعاً كبيراً في الوجود العسكري الأميركي هناك.
وتنتشر بالفعل في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ سفن حربية، ووحدة استكشافية من مشاة البحرية الأميركية، إلى جانب طائرات مُسيرة، ومقاتلات، وطائرات استطلاع.
والأحد، رست المدمرة "يو إس إس جرافلي" (USS Gravely)، المزودة بصواريخ موجهة، في عاصمة ترينيداد وتوباجو، بورت أوف سبين، لإجراء مناورات مشتركة مع القوات العسكرية للبلاد.
ومنذ مطلع سبتمبر الماضي، استهدفت القوات الأميركية ما لا يقل عن 10 سفن في المنطقة، ما أسفر عن سقوط 43 شخصاً على الأقل، اتهمتهم الإدارة بتهريب مخدرات إلى الولايات المتحدة، لكنها امتنعت عن تقديم أدلة، ما أثار انتقادات من بعض أعضاء الكونجرس.
وقال السيناتور الجمهوري من كنتاكي راند بول في مقابلة مع شبكة Fox News، الأحد: "حتى الآن، زعموا أن هؤلاء الأشخاص تجار مخدرات، لكن لم يذكر أحد أسماءهم، ولا ما الأدلة ضدهم، ولا ما إذا كانوا مسلحين، ولم تُقدم أي أدلة حتى الآن".
واستهدفت عدة ضربات سفناً تسلك طريقاً يُستخدم عادة لتهريب الماريجوانا، والكوكايين إلى أوروبا وغرب إفريقيا.
لكن السيناتور بول قال إن جرائم تهريب المخدرات وما يرتبط بها "عادة ما تُعالج عبر أجهزة إنفاذ القانون، لا من خلال الجيش"، مضيفاً: "لذا، يمكنني وصف ما يحدث في هذه المرحلة بأنه عمليات قتل خارج إطار القانون".
تصعيد مستمر ضد فنزويلا
ويبدو أن الإدارة الأميركية تمضي في توسيع حملتها العسكرية. فبعد تنفيذها عدة ضربات قبالة الساحل الكاريبي لأميركا الجنوبية، شنت القوات الأميركية، الثلاثاء، هجمات جديدة استهدفت سفناً قبالة الساحل المطل على المحيط الهادئ، وقال ترمب، الأربعاء: "المرحلة التالية ستكون على البر".
وأضاف ترمب للصحافيين: "سيدخلون الآن براً لأنهم لم يعودوا يأتون بحراً.. وسنضربهم بقوة كبيرة حين يدخلون براً، وهم لم يختبروا ذلك بعد، لكننا جاهزون تماماً الآن".
ويتهم ترمب نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، وعصابة "ترين دي أراجوا" بتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، وصرح بأنه فوض وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بتنفيذ عمليات داخل فنزويلا.
وأبلغت الإدارة الكونجرس، هذا الشهر، أن الولايات المتحدة تخوض حرباً ضد ما تصفه بـ"الإرهاب المرتبط بالمخدرات"، في محاولة لتبرير استخدام القوة عبر تصنيف عصابات تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية كـ"منظمات إرهابية".
وأعرب السيناتور الجمهوري من ساوث كارولاينا ليندسي جراهام عن اعتقاده بأن الرئيس ترمب "اتخذ قراره بأن مادورو، زعيم فنزويلا، متهم بالاتجار بالمخدرات، وأن الوقت قد حان لرحيله"، مضيفاً: "لقد كانت فنزويلا وكولومبيا ملاذاً آمناً للإرهابيين المرتبطين بالمخدرات لفترة طويلة"، على حد تعبيره.
وذكر جراهام في مقابلة مع برنامج Face the Nation المُذاع على شبكة CBS News، الأحد، أن ترمب أبلغه، السبت، أنه "يخطط لإطلاع أعضاء الكونجرس على التطورات فور عودته من آسيا، بشأن العمليات العسكرية المحتملة ضد فنزويلا وكولومبيا. وستكون هناك جلسة إحاطة في الكونجرس عن احتمال توسيع العمليات من البحر إلى البر".
وتضم حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" والسفن المرافقة لها قدرات هجومية، ودفاعية متقدمة، بما في ذلك إمكانات مراقبة واستطلاع تُعد حيوية لأي عملية عسكرية موسعة.
وتُعد "فورد" أكبر حاملة طائرات في العالم، وتضم عادة عشرات المقاتلات والمروحيات وأكثر من 4000 بحار، وخلال توقفها الأخير في أوروبا، رافقتها المدمرات "يو إس إس ماهان" (USS Mahan)، و"يو إس إس وينستون إس تشرشل" (USS Winston S. Churchill)، و"يو إس إس باينبريدج" (USS Bainbridge)، غير أن من غير الواضح ما إذا كانت هذه السفن ستواصل الرحلة معها إلى البحر الكاريبي.
ونشرت البحرية الأميركية، ومشاة البحرية قوة مهام قبالة سواحل فنزويلا، تضم أكثر من 4500 بحار وجندي من مشاة البحرية، وتشمل المجموعة مدمرات مزودة بصواريخ موجهة، وغواصة هجومية، وسفينة عمليات خاصة، وطائرات استطلاع.
قوات خاصة
نشر البنتاجون السفينة "إم في أوشن تريدر" (MV Ocean Trader)، وهي سفينة مدنية حُولت إلى قاعدة عائمة لقوات العمليات الخاصة، يمكن أن تُستخدم كمقر قيادة وسكن للقوات في المنطقة.
كما انتشر هناك "الفوج 160 للعمليات الجوية الخاصة"، وهو وحدة مروحية نخبوية تتولى تنفيذ أخطر المهام في العالم.،’ ورُصدت مروحيات "ليتل بيرد"، التي تُستخدم عادة في عمليات هذا الفوج، وهي تحلق على بُعد أقل من 90 ميلاً من الساحل الفنزويلي هذا الشهر، وفق تحليل بصري أجرته صحيفة "واشنطن بوست".
وقال مسؤول أميركي للصحيفة، إن هذه المروحيات كانت تشارك في تدريبات قد تكون استعداداً لتوسيع العمليات، بما في ذلك احتمال تنفيذ مهام داخل الأراضي الفنزويلية.
جنود وبحارة
يقدر عدد البحارة وجنود مشاة البحرية الأميركية المنتشرين في منطقة الكاريبي بنحو 10 آلاف فرد، استناداً إلى ما أعلنه البنتاجون من قطع بحرية، ولا يشمل هذا العدد الجنود المتمركزين في بورتوريكو، ما يعني أن العدد الفعلي ربما يكون أكبر بكثير.
كما أظهرت صور وتقارير نشرتها وكالة "رويترز" وجود طائرات إضافية، من بينها طائرات بدون طيار من طراز MQ-9، ومقاتلات F-35، في القواعد الأميركية في بورتوريكو.








