
استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشو سون هوي، التي تجري زيارة رسمية إلى موسكو لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وطلب بوتين من تشو سون هي، أن تخبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، أن "كل شيء يسير وفق الخطة" في العلاقات بين البلدين، وفق ما أفاد الكرملين.
بدوره، أكد لافروف، خلال استقباله نظيرته الكورية الشمالية، الاثنين، أن العلاقات الثنائية بين بيونج يانج وموسكو شهدت دفعة قوية في الأشهر الأخيرة.
وأضاف لافروف، حسبما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء: "أتذكر دائماً اجتماعنا خلال الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي في يوليو الماضي في منتجع (وونسان كالما) الرائع. وعلى مدار الأشهر الثلاثة والنصف الماضية، حظيت علاقاتنا بدفعة إضافية قوية للغاية في تطوير الاتفاقات الأساسية التي توصل إليها قادتنا في يونيو 2024 خلال قمة بيونج يانج".
كما أعرب لافروف عن امتنان بلاده لكوريا الشمالية لدعمها العملية العسكرية الخاصة التي اضطرت موسكو لشنها. لافتاً إلى أن الغرب يحاول تصوير كييف على أنها "تهديد دائم للاتحاد الروسي، ونقطة انطلاق لتدمير كل ما هو روسي".
وخلال اللقاء البروتوكولي، قال لافروف، إن الروس "لن ينسوا أبداً الأعمال البطولية التي قام بها جنود كوريا الشمالية خلال (تحرير) منطقة كورسك الحدودية الروسية".
وأضاف: "لن ينسى الروس أبداً الأعمال البطولية التي قام بها جنود وضباط جيش الشعب الكوري في منطقة كورسك لتحرير الأراضي الروسية. وستعزز هذه الأعمال، بلا شك، روابط الصداقة والتاريخ المشترك في نضالنا المشترك من أجل العدالة".
وأكد لافروف أهمية اللجنة البرلمانية الثنائية بين روسيا وكوريا الشمالية.
وفي سياق المحادثات، جدد الوزير الروسي امتنانه لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون للاهتمام الذي حظي به نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف ووفده خلال الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس حزب العمال الكوري.
بدورها، أكدت تشوي سون هوي، أن بيونج يانج تدعم باستمرار سياسة روسيا في الحفاظ على وحدة أراضيها. مشددة في الوقت نفسه، على أن لقاء بوتين وكيم جونج أون، ارتقى بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق جديدة، مشيرة إلى أن الوفاء بالتزامات كوريا الشمالية بموجب المعاهدة مع روسيا هو "الموقف الثابت" للقيادة الكورية الشمالية.
في سياق متصل، لفتت وزيرة خارجية كوريا الشمالية، إلى تكثيف البلدين تبادلاتهما في مجالات مختلفة، بما في ذلك العلوم والتعليم والرعاية الصحية، والرياضة.
شراكة شاملة واتفاق دفاعي
وفي يونيو من العام الماضي، وقع بوتين وكيم جونج أون، معاهدة للشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتتضمن اتفاق دفاع متبادل لتقديم المساعدة العسكرية على الفور، إذا واجه أي منهما عدواناً مسلحاً.
ودخلت الاتفاقية التي وقعها الزعيمان في بيونج يانج خلال زيارة لبوتين، حيز التنفيذ في ديسمبر 2024.
وينص الاتفاق الموقع بين روسيا وكوريا الشمالية، على أنه "إذا واجه أي من الجانبين غزواً مسلحاً ودخل في حالة حرب، يستخدم الجانب الآخر على الفور كل السبل المتاحة لتقديم المساعدة العسكرية وغيرها من المساعدات، وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وقوانين كلا البلدين".
وتنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على حق كل دولة عضو، في اتخاذ إجراءات للدفاع عن النفس بشكل فردي أو جماعي.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أن الاتفاق الذي يتضمن التعاون في مجالات مختلفة منها الطاقة النووية واستكشاف الفضاء والأمن الغذائي والطاقة، ينص أيضاً على ألا يوقع أي من الطرفين أي معاهدة مع دولة ثالثة تنتهك مصالح الطرف الآخر، وألا يسمح أي منهما باستخدام أراضيه من قبل أي دولة للإضرار بأمن وسيادة الآخر.
وتتطلب الاتفاقية من البلدين، اتخاذ خطوات لإعداد تدابير مشتركة وأغراض تعزيز قدراتهما الدفاعية من أجل تجنب الحرب وحماية السلام والأمن الإقليميين والعالميين.
مخاوف صينية
وتتخوف الصين من أن يؤدي تعميق العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا، إلى تعزيز تحالف الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية العسكري في شرق آسيا، والذي تعتبره بكين بالفعل يهدف إلى "احتواء قوتها المتنامية".
وأبدت بكين انزعاجها من بيونج يانج وعدم رضاها بشأن تعميق علاقاتها مع روسيا، وذلك حتى قبل أن تثبت مزاعم إرسال بيونج يانج جنوداً لدعم موسكو في غزو أوكرانيا.
وفي رسالة يُنظَر إليها على أنها إشارة إلى "استياء بكين" المتزايد، شكر الرئيس الصيني شي جين بينج، السنة الماضية نظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون كيم على رسالة التهنئة بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس الصين الشيوعية، لكنه أغفل الإشارة التقليدية إلى كوريا الشمالية باعتبارها "دولة مجاورة صديقة".
وفي سبتمبر الماضي زار الزعيم الكوري الشمالي، الصين، لحضور احتفال الصين بذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، وظهر جنباً إلى جنب مع الرئيسين الصيني والروسي. وكانت تلك هي المرة الأولى منذ 66 عاماً التي يظهر فيها قادة كوريا الشمالية وروسيا والصين، التي تربطها علاقات تاريخية تعود إلى الحرب الباردة، في نفس المكان.









