
أدّت دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للجمهوريين لإعادة رسم الدوائر الانتخابية في الولايات التي يسيطرون عليها، قبل انتخابات التجديد النصفي في 2026، إلى موجة غير مسبوقة من عمليات إعادة الترسيم في منتصف العقد، في الولايات الحمراء، وهو ما رد عليه الديمقراطيون بمحاولة إعادة ترسيم دوائرهم الانتخابية.
وعادة ما يتم ترسيم الدوائر الانتخابية كل عقد، بعد إجراء الإحصاء السكاني والذي يجري كل 10 سنوات، لكن ترمب دفع الولايات الجمهورية لإجراء العملية في منتصف العقد، للحفاظ على الأغلبية في مجلس النواب بانتخابات التجديد النصفي.
وتسمح إعادة ترسيم الدوائر (إذ تمت على أساس حزبي) للحزب الحاكم في ولاية ما بانتزاع مقاعد إضافية عبر تفتيت الدوائر ذات الأغلبية الديمقراطية مثلاً، وتوزيعها على دوائر ذات أغلبية جمهورية، ويسعى الديمقراطيون لفعل الأمر نفسه في ولاياتهم لإلغاء تأثير إعادة الترسيم الجمهورية، ففيما نجحت تكساس في انتزاع 5 مقاعد إضافية، تسعى كاليفورنيا الديمقراطية إلى تمرير خريطة جديد تمنح الديمقراطيين 5 مقاعد.
ويحتاج الديمقراطيون إلى انتزاع 3 مقاعد فقط لاستعادة السيطرة على مجلس النواب من الجمهوريين، بينما يأمل ترمب أن تساعده إعادة ترسيم الدوائر على تجنّب السيناريو التاريخي المعتاد، حيث يفقد حزب الرئيس مقاعد في انتخابات التجديد النصفي، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وفي ما يلي لمحة عن أبرز التطورات في الولايات المختلفة:
ولايات أقرت خرائط جديدة
تكساس
كانت تكساس أول ولاية تبادر إلى إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية تماشياً مع دعوة ترمب. فقد وقع الحاكم الجمهوري جريج أبوت، في 29 أغسطس، قانوناً يقرّ خريطة جديدة لدوائر مجلس النواب يمكن أن تمنح الجمهوريين خمسة مقاعد إضافية في انتخابات العام المقبل.
ويمتلك الحزب الجمهوري حالياً 25 من أصل 38 مقعداً بالولاية، فيما تواجه الخريطة الجديدة طعوناً قضائية.
كاليفورنيا
في خطوة مضادة، كانت كاليفورنيا أول ولاية ديمقراطية تردّ على تحرك ترمب، إذ أقر برلمان الولاية خريطة جديدة للدوائر الانتخابية تتجاوز الخرائط التي رسمتها لجنة المواطنين المستقلة بعد تعداد عام 2020، وتتيح للديمقراطيين إمكانية الفوز بخمسة مقاعد إضافية. ويملك الديمقراطيون حالياً 43 من أصل 52 مقعداً.
لكن الخطة تحتاج إلى موافقة الناخبين في استفتاء يجري في 4 نوفمبر.
ميزوري
ثاني ولاية جمهورية تُقرّ خريطة جديدة استجابة لدعوة ترمب، إذ وقع الحاكم الجمهوري مايك كيو على الخطة في 28 سبتمبر.
وقد تُمكّن الخطة الجمهوريين من كسب مقعد إضافي عبر إعادة رسم دائرة انتخابية يسيطر عليها الديمقراطيون في مدينة كانساس سيتي.
ويشغل الجمهوريون حالياً 6 من أصل 8 مقاعد. وقدّم المعارضون عدة دعاوى قضائية، ويسعون إلى استفتاء عام لإلغاء الخطة.
نورث كارولاينا
الولاية الثالثة ذات الأغلبية الجمهورية التي أقرت خرائط جديدة تماشياً مع توجيهات ترمب، فقد أقرّ البرلمان المحلي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، التعديلات النهائية الأربعاء الماضي، ما قد يمنح الحزب مقعداً إضافياً عبر إعادة رسم دائرة ديمقراطية في شرق الولاية.
ولا يحتاج القرار إلى توقيع الحاكم، ويملك الجمهوريون حالياً 10 من أصل 14 مقعداً، فيما تواجه الخريطة الجديدة طعوناً قضائية.
يوتا
وافق برلمان الولاية الذي يسيطر عليه الجمهوريين، في 6 أكتوبر، على خرائط معدلة بعد أن ألغى قاض الخرائط السابقة التي اعتمدت عقب تعداد 2020، بحجة أن المشرعين تجاوزوا اللجنة المستقلة التي أنشأها الناخبون.
وتحتاج الخطة الجديدة إلى موافقة قضائية نهائية، وقد تجعل بعض الدوائر أكثر تنافسية لصالح الديمقراطيين. ويسيطر الجمهوريون حالياً على المقاعد الأربعة جميعها.
ولايات تخطو نحو إعادة رسم الدوائر
إنديانا
دعا الحاكم الجمهوري مايك برون، الاثنين، إلى عقد جلسة تشريعية استثنائية تبدأ في 3 نوفمبر، لمناقشة إعادة ترسيم دوائر مجلس النواب.
ويملك الجمهوريون حالياً 7 من أصل 9 مقاعد.
فرجينيا
بدأ البرلمان الذي يهيمن عليه الديمقراطيون جلسة استثنائية تمهيداً لإعادة رسم الدوائر الانتخابية.
ويسيطر الديمقراطيون حالياً على 6 من أصل 11 مقعداً، بموجب خريطة فرضها القضاء عام 2021 بعد فشل اللجنة الثنائية في الاتفاق على خطة جديدة.
كما طُرح تعديلاً دستورياً يتطلب موافقة البرلمان في دورتين منفصلتين قبل طرحه على الاستفتاء العام.
لويزيانا
يعقد البرلمان الذي يسيطر عليه الجمهوريون جلسة خاصة لتأجيل الانتخابات التمهيدية المقبلة شهراً واحداً، ما يمنح المشرّعين وقتاً إضافياً لإعادة ترسيم الدوائر في حال ألغت المحكمة العليا الخريطة الحالية.
ويملك الجمهوريون حالياً 4 من أصل 6 مقاعد.
أوهايو
يعقد المسؤولون في الولاية، التي يقودها الجمهوريون، اجتماعات لإعادة رسم دوائر مجلس النواب قبل انتخابات العام المقبل، التزاماً بالدستور المحلي الذي يفرض إعادة التقسيم إذا لم تُعتمد خرائط بتوافق كافٍ بين الحزبين. ويمتلك الجمهوريون حالياً 10 من أصل 15 مقعداً.
كانساس
يسعى المشرّعون الجمهوريون إلى جمع توقيعات كافية من زملائهم لعقد جلسة استثنائية بأنفسهم من أجل إعادة رسم الدوائر. ويملك الجمهوريون 3 من أصل 4 مقاعد في الولاية.
ولايات تبحث في إمكانية إعادة التقسيم منتصف العقد
كولورادو
أعرب المدعي العام الديمقراطي فيل وايزر، المرشح لمنصب الحاكم، عن تأييده لتعديل دستوري يسمح بإعادة ترسيم الدوائر منتصف العقد، رداً على التحركات الجمهورية في ولايات أخرى. ويتعين طرح التعديل على استفتاء عام. ويملك الحزبان الديمقراطي والجمهوري حالياً 4 مقاعد لكل منهما.
فلوريدا
أنشأ رئيس مجلس النواب الجمهوري دانييل بيريز لجنة خاصة لإعادة تقسيم دوائر مجلس النواب. ويملك الجمهوريون حالياً 20 من أصل 28 مقعداً.
إلينوي
حث زعيم الأقلية في مجلس النواب الأميركي حكيم جيفريز المشرعين الديمقراطيين في الولاية على إعادة رسم الدوائر الانتخابية. ويملك الديمقراطيون حالياً 14 من أصل 17 مقعداً.
ماريلاند
قدم المشرعون الديمقراطيون مشروع قانون لإعادة ترسيم الدوائر خلال الدورة التشريعية المقبلة. ويملك الديمقراطيون حالياً 7 من أصل 8 مقاعد.
نيويورك
قدّم المشرعون الديمقراطيون اقتراحاً لتعديل دستوري يسمح بإعادة التقسيم في منتصف العقد، على أن يُعرض على البرلمان في دورتين منفصلتين قبل طرحه على الاستفتاء العام. ويسيطر الديمقراطيون حالياً على 19 من أصل 26 مقعداً.
نبراسكا
أعرب الحاكم الجمهوري جيم بيلين عن دعمه لإعادة التقسيم منتصف العقد. ويهيمن الجمهوريون على المقاعد الثلاثة جميعها في مجلس النواب، لكنهم يسعون إلى تعزيز السيطرة على دائرة انتخابية تُعتبر تنافسية، وتشمل مدينة أوماها.











