مصادر: انتهاء محادثات السلام بين باكستان وأفغانستان في إسطنبول دون قرار

time reading iconدقائق القراءة - 5
القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني مولوي أمير خان متقي ووزير خارجية باكستان محمد إسحاق دار، كابول، 20 أغسطس 2025 - الخارجية الباكستانية
القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني مولوي أمير خان متقي ووزير خارجية باكستان محمد إسحاق دار، كابول، 20 أغسطس 2025 - الخارجية الباكستانية
إسلام آباد/دبي-رويترزالشرق

قال مصدران مطلعان، الثلاثاء، لوكالة "رويترز"، إن المحادثات بين أفغانستان وباكستان في إسطنبول بهدف التوصل إلى هدنة طويلة الأمد انتهت دون التوصل إلى قرار، في ضربة للسلام في المنطقة بعد الاشتباكات الدامية التي وقعت هذا الشهر.

وكانت المحادثات تهدف إلى التوصل لسلام دائم بين البلدين بعد سقوط العشرات على حدودهما في أسوأ أعمال عنف من هذا القبيل منذ سيطرة طالبان على السلطة في كابول عام 2021.

وذكرت مصادر أفغانية وباكستانية مطلعة لـ"رويترز"، أن الطرفين وافقا على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الدوحة في 19 أكتوبر، لكنهما لم يتمكنا من التوصل إلى أرضية مشتركة في جولة ثانية من المحادثات توسطت فيها تركيا وقطر في إسطنبول، وألقى كل منهما بالمسؤولية على الآخر في ذلك.

وقال مصدر أمني باكستاني إن حركة طالبان لا ترغب في الالتزام بكبح جماح حركة طالبان الباكستانية، وهي جماعة مسلحة منفصلة عن طالبان الأفغانية ومعادية لباكستان، وتقول إسلام آباد إنها تعمل داخل أفغانستان دون خوف من عقاب.

فيما قال مصدر أفغاني مطلع على المحادثات إنها انتهت بعد "تراشق بالكلام" بشأن هذه القضية، مضيفاً أن الجانب الأفغاني قال إنه لا سيطرة له على حركة طالبان الباكستانية التي شنت هجمات على القوات الباكستانية في الأسابيع القليلة الماضية.

وطلبت المصادر عدم الكشف عن هوياتها؛ لأنها غير مخولة بالحديث علناً.

ولم يرد المتحدثون باسم حكومة طالبان ووزارة الدفاع في أفغانستان، والجيش ووزارتي الدفاع والخارجية في باكستان على الفور على طلبات للتعليق.

بدأت الاشتباكات بعد غارات جوية باكستانية هذا الشهر على العاصمة الأفغانية كابول، من بين مواقع أخرى، استهدفت زعيم حركة طالبان الباكستانية.

وردت طالبان بهجمات على مواقع عسكرية باكستانية على الحدود البالغ طولها 2600 كيلومتر.

ورغم وقف إطلاق النار بين باكستان وحركة طالبان الأفغانية، أعلن الجيش الباكستاني، الأحد، سقوط 5 من جنوده و25 مسلحاً من حركة طالبان الباكستانية في اشتباكات قرب الحدود مع أفغانستان.

تحذير من حرب مفتوحة

وحذّر وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، السبت، من اندلاع "حرب مفتوحة" مع أفغانستان، إذا لم تُسفر المحادثات الجارية بين البلدين في مدينة إسطنبول التركية، عن نتائج إيجابية.

وفي حديثه لوسائل الإعلام بمدينة سيال كوت، خلال حفل افتتاح إعادة بناء مستشفى "سردار بيجوم التعليمي" الحكومي، قال آصف إنه "من المتوقع إعلان نتائج المناقشات قريباً".

وأضاف في تصريحات أوردها تلفزيون "سما" الباكستاني: "عقدتُ اجتماعاً مع مسؤولين أفغان قبل ساعتين. وستتضح النتائج غداً"، محذراً السلطات الأفغانية: "إذا لم تُحسم الأمور، فستكون هناك حرب. الخيار لنا؛ أما خياركم فهو حرب مفتوحة".

وتتولى قطر، وتركيا دور الوساطة في المحادثات بين باكستان، وأفغانستان، فيما أكد الجانبان أن مشاركتهما تقتصر على "دور حيادي" يهدف فقط إلى تيسير الحوار بين كابول وإسلام آباد.

وعُقدت الجولة الأولى من المناقشات في قطر، بوساطة شركاء إقليميين، إذ وصل وفدان من باكستان وأفغانستان إلى العاصمة الدوحة على أمل نزع فتيل أعنف أزمة بينهما منذ عدة سنوات، بعد قرابة مرور أسبوع على اشتباكات حدودية أسفرت عن سقوط العشرات وإصابة المئات من الجانبين.

ما المطالب الباكستانية والأفغانية؟

وكانت مصادر مطلعة، قالت إن باكستان طرحت 3 مطالب رئيسية خلال المفاوضات الجارية، وهي إنشاء "نظام رقابة حدودية"، ووضع "آلية أمنية قابلة للتحقق"، بالإضافة إلى تأسيس "خلية تنسيق واستجابة مشتركة".

وأشار الوفد الباكستاني إلى أن القبول بهذه المبادئ وتنفيذها سيمهّد الطريق لإعادة بناء العلاقات الثنائية على أساس من الثقة المتبادلة، محذراً من أن إسلام آباد تحتفظ بحقها في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها الوطنية وأمنها القومي في حال عدم الالتزام بها. 

ومن جانبه، أعرب الوفد الأفغاني، الذي يسعى إلى تعزيز التعاون الثنائي مع باكستان دون المساس بسيادة كابول ووحدة أراضيها، عن رغبته في "حل النزاعات الحدودية بسرعة"، و"استئناف حركة التجارة"، و"تجنب عمليات الإعادة المبكرة للاجئين الأفغان". 

وفي وقت سابق، قال مسؤول أفغاني لـ"الشرق"، إن "النهج الباكستاني في المفاوضات كان حازماً بشكل كبير"، مضيفاً أن "هذا القلق تم نقله إلى الجانب التركي".

ولفت المسؤول إلى أن "أفغانستان حثت باكستان على النظر في جميع الأبعاد المرتبطة بحركة طالبان الباكستانية"، مع الأخذ في الاعتبار أن كابول تواجه تحديات متعددة في الوقت ذاته. 

تصنيفات

قصص قد تهمك