
توقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن يشهد لقائه المرتقب مع نظيره الصيني شي جين بينج، الخميس، خفض التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الصينية بسبب مخدر الفنتانيل، فضلاً عن مناقشة مسألة شريحة "بلاك ويل" الرائدة للذكاء الاصطناعي من شركة "إنفيديا"، وذلك في وقت يسعى فيه قادة أكبر اقتصادات العالم إلى تخفيف التوترات.
وذكر ترمب، في تصريحات صحافية على متن طائرة الرئاسة الأميركية أثناء توجهه إلى كوريا الجنوبية، الأربعاء: "أتوقع خفض التعريفات الجمركية، لأنني أعتقد أنهم سيساعدوننا في مسألة الفنتانيل".
وأضاف ترمب أنه يتوقع أن "تتخذ بكين إجراءات، وأن تتعاون معه مباشرةً لمعالجة مسألة تصدير المواد الكيميائية الأولية الضرورية لتصنيع الفنتانيل"، ولم يقدم تفاصيل إضافية حول حجم خفض التعريفات.
وفي وقت سابق الثلاثاء، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر قولها إن الولايات المتحدة قد تخفض الرسوم الجمركية، المرتبطة بمخدر الفنتانيل، على السلع الصينية، والبالغة 20%، بنسبة تصل إلى 10%.
معالج "بلاك ويل"
كما أشار ترمب إلى انفتاحه على منح الصين إمكانية الوصول إلى معالج "بلاك ويل" للذكاء الاصطناعي من شركة "إنفيديا" كجزء من صفقة تجارية، وهو ما سيمثل تنازلاً كبيراً ويثير غضب صقور الأمن القومي في واشنطن.
وقال ترمب في هذا الصدد: "سنتحدث عن بلاك ويل"، مشيداً بالرقاقة ووصفها بأنها "رائعة للغاية" وتتقدم بسنوات على ما هو متاح حالياً من دول أخرى.
وأضاف أن الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جنسن هوانج، أحضر مؤخراً نسخة من الشريحة إلى المكتب البيضاوي ليراها.
وقد يناقش الزعيمان تغييراً جذرياً في تجارة التكنولوجيا المتقدمة بين البلدين، إذ قال هوانج، في فعالية بواشنطن، في وقت سابق الثلاثاء، إن شركة صناعة الرقائق لم تطلب بعد إذناً من الولايات المتحدة لبيع معالج "بلاك ويل" للذكاء الاصطناعي في الصين، لأن السلطات في بكين منعت الشركة من الشحن إلى السوق الصينية.
وفي إحاطة دورية في بكين، الأربعاء، قال المتحدث باسم وزير الخارجية الصينية، قوه جيا كون، إن الصين "مستعدة لضخ زخم جديد في العلاقات الأميركية". وأضاف: "يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات ملموسة لتسهيل التعاون بشأن الفنتانيل وحماية استقرار الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد، فيما يتعلق بالرقائق".
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت الحكومة الأميركية أنها ستوافق على تراخيص رقاقة H20 من "إنفيديا"، المصممة خصيصاً للامتثال لضوابط التصدير الأميركية، رغم أن هذه الشحنات لم تتم بعد.
مصير تايوان
وقلل ترمب من أهمية فكرة مناقشته مصير تايوان مع الرئيس الصيني، حتى مع إشارة بكين إلى اهتمامها بمناقشة الموقف الأميركي تجاه الجزيرة، وتصريح مسؤولين أميركيين بأن الزعيمين يخططان لمناقشة جهد أمني عالمي شامل.
ومع ذلك، أشارت الولايات المتحدة إلى أنها "غير مستعدة لتغيير سياستها تجاه تايوان"، إذ قال ترمب: "لا أعرف إن كنا سنتحدث حتى عن تايوان. لست متأكداً ليس هناك الكثير مما يمكن طرحه بشأن تايوان".
ووفي وقت سابق الجمعة، قال ترمب إن قضية تايوان ستكون من بين الموضوعات التي ستتم مناقشتها عندما يجتمع مع الرئيس الصيني،
وتنظر الصين إلى تايوان على أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها، وتعهدت بإعادة التوحيد مع الجزيرة الديمقراطية التي تحظى بحكم ذاتي، بالقوة إذا لزم الأمر. وتعترض تايوان بشدة على مطالبات الصين بالسيادة عليها.
تطلعات صينية
وتتطلع بكين إلى تخفيف عبء التعريفات الجمركية على السلع التي ترسلها إلى الولايات المتحدة، ما يجعل المنتجات الصينية أكثر تنافسية في السوق الأميركي.
وتوصل المسؤولون الصينيون والأميركيون إلى اتفاق إطاري شامل خلال عطلة نهاية الأسبوع في ماليزيا، ما مهد الطريق أمام شي وترمب لإبرام صفقة تجارية من شأنها إلغاء العديد من التعريفات الجمركية والرسوم وقيود التصدير التي تم التهديد بفرضها أو تنفيذها في الأسابيع الأخيرة.
ومن المتوقع أن يُبقي الاتفاق معدلات التعريفات الجمركية على السلع الصينية ثابتة، مع تأجيل بكين القيود المعلنة على صادراتها من المعادن النادرة لمدة عام على الأقل.
وكان لدى ترمب خطط سابقة لزيادة الضريبة الإضافية على معظم السلع الصينية بنسبة 100% في الأول من نوفمبر المقبل، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع شي.










