
عقد الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جين بينج أول لقاء لهما منذ 2019، الخميس، في مطار جيمهاي الدولي بكوريا الجنوبية، بمدينة بوسان، والتي تبعد نحو 85 كيلومتراً عن مدينة جيونججو، وتستضيف فعاليات قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ APEC، وهو ما أثار التساؤلات عن سبب اختيار المدينة البعيدة عن مقر القمة التي يشارك فيها الرئيسين.
وجاء اختيار بوسان، رغم أن ترمب عقد بالفعل اجتماعات مع الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج الأربعاء، جيونججو، وألقى فيها عدة كلمات، وسافر منها إلى بوسان على متن مروحيته الرئاسية مارين وان.
ورجح خبراء أن تكون الاعتبارات الأمنية وراء اختيار بوسان، إذ أن قاعة الاستقبال في مطار جيمهاي الدولي بالمدينة، المعروفة باسم "ناراي مارو"، خضعت مؤخراً لعمليات تجديد، وفق ما نقلت صحيفة South China Morning Post الصادرة في هونج كونج.
وتقع قاعة "ناراي مارو"، ضمن قاعدة تابعة لسلاح الجو الكوري الجنوبي، وهي مقرّ الجناح الخامس للنقل الجوي التكتيكي.
"اعتبارات أمنية واستخباراتية"
وقال كانج جون-يونج أستاذ الدراسات الصينية في جامعة هانكوك" للدراسات الأجنبية في سول، إن اختيار القاعدة الجوية كموقع للاجتماع قد يعود إلى اعتبارات أمنية واستخباراتية.
وأوضح كانج أن القاعدة الجوية موقع يتمتع بدرجة عالية من التحصين الأمني، حيث لا يمكن للأشخاص العاديين الدخول أو الخروج بسهولة، مما يضمن مستوى أعلى من السلامة.
وأشار كانج إلى أن القاعدة استضافت أيضاً قمة رفيعة المستوى عام 2005، في إشارة إلى اجتماع "أبيك" الذي عُقد في "ناراي مارو" في ذلك العام.
ووفقاً لوسائل إعلام كورية جنوبية، فإن "ناراي مارو"، التي تتميز بإجراءات أمنية مشددة، ولا يسمح للجمهوري بالوصول إليها، استخدمت أيضاً كقاعة استقبال خلال قمة عام 2019 بين كوريا الجنوبية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وأشار كانج إلى أن المخاوف من اندلاع احتجاجات مناهضة للصين أو للولايات المتحدة ربما كانت عاملاً إضافياً وراء اختيار القاعدة الجوية كموقع مقترح لاجتماع شي وترمب.
قادة صينيون يستخدمون قواعد أميركية
وأشارت South China Morning Post إلى أن القادة الصينيين استخدموا في السنوات الأخيرة قواعد جوية أميركية كمحطات وصول أثناء مشاركتهم في اجتماعات دولية كبرى، ولكنهم لم يعقدوا اجتماعات في أي منها.
فعلى سبيل المثال، في عام 2011، هبط الرئيس الصيني حينها هو جينتاو في قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن خلال زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة، بينما وصل سلفه جيانج زيمين إلى قاعدة "إلينجتون فيلد"، المشتركة قرب مدينة هيوستن خلال زيارته إلى الولايات المتحدة عام 2002.
ومع ذلك، لا توجد أي سابقة لمشاركة زعيم صيني في قمة دولية تُعقد داخل قاعدة عسكرية.
لكن الوضع قد يختلف بالنسبة لقادة آخرين حول العالم. ففي أغسطس الماضي، عقد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثات في قاعدة "إلمندورف-ريتشاردسون" المشتركة بمدينة أنكوراج في ولاية ألاسكا.








