قادة العالم يجتمعون "افتراضياً" في منتدى دافوس

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة عامة لمنتجع دافوس بسويسرا حيث يعقد المنتدى الاقتصادي العالمي - REUTERS
صورة عامة لمنتجع دافوس بسويسرا حيث يعقد المنتدى الاقتصادي العالمي - REUTERS
باريس-أ ف ب

يفتتح المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد افتراضياً هذا العام، الاثنين، بخطاب الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي يبدو أن بلاده قد طوت صفحة فيروس كورونا المستجد.

وعادة ما يعقد هذا المنتدى في دافوس الواقعة في جبال الألب السويسرية، إلا أن جائحة كوفيد-19 أجبرت قادة العالم على الاجتماع افتراضياً هذا العام.

وفي وقت لاحق من اليوم، ستناقش رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، إلى جانب وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير ونظيره الألماني بيتر ألتماير والمدير التنفيذي لشركة غولدمان ساكس، طريقة "إنعاش النمو الاقتصادي".

وخلال نسخة عام 2020 من المنتدى الاقتصادي العالمي، لم يكن ظهور ما وُصف حينها بـ"الاتهاب الرئوي الغامض" في الصين، قبل أن يصبح فيما بعد وباء كورونا، يثير قلقاً واسع النطاق. وكانت النخب الاقتصادية المجتمعة في جبال الألب مهتمة بالجدل الحاصل بين دونالد ترمب وغريتا تونبرغ أكثر من اهتمامها بالحجر الصحي المفروض في ووهان.

"عام حاسم"

بعد مرور عام، ومع مغادرة الملياردير الجمهوري البيت الأبيض على مضض، عادت القارة الآسيوية إلى الواجهة في النسخة الحادية والخمسين من المنتدى التي تحمل عنوان "عام حاسم لإعادة بناء الثقة".

وتضاءلت حدة التفاؤل الذي ساد في نوفمبر عندما أصبحت اللقاحات واقعاً في بداية العام، مع فرض قيود جديدة في أنحاء العالم لمكافحة الوباء إثر ظهور نسخ متحورة من فيروس كورونا.

وتضم قائمة الشخصيات الكبيرة المشاركة في المؤتمر هذا العام المستشارة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

ويمثل إدارة بايدن الجديدة التي وعدت بإحياء سياسة خارجية متعددة الأطراف، في المؤتمر خبير الأمراض المعدية الطبيب أنطوني فاوتشي وهو المستشار الرئاسي حول الوباء، بالإضافة إلى جون كيري، المبعوث الخاص للمناخ، والذي من المرتقب أن يحظى باستقبال جيد بعد قرار الرئيس الديمقراطي الجديد جو بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ. وسيمثل آسيا رئيسا الصين وكوريا الجنوبية ورئيسا وزراء الهند واليابان.

تركيز على آسيا

وبعد التجمع الافتراضي الأول، من المقرر أن ينتقل منتدى دافوس في مايو إلى سنغافورة، بعيداً عن المنتجع الشتوي السويسري الفخم، حيث تواصل انعقاده منذ أن أسسه البروفسور الألماني كلاوس شفاب عام 1971.

ويعود السبب المعلن وراء نقله إلى المخاوف الصحية، إذ تعتبر هذه المدينة التي سجلت فيها 29 وفاة فقط، أكثر أماناً من جنيف.

ويعكس هذا التركيز على آسيا، من جانب منظمي المنتدى الاقتصادي العالمي، نتائج دراسة حديثة أجرتها شركة "يولر هيرميس" للتأمين تظهر أنه بفضل الوباء، من المفترض أن يعادل الناتج المحلي الإجمالي الصيني الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بحلول عام 2030 ، أي قبل عامين مما كان متوقعاً قبل الأزمة.

والصين هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي حقق نمواً في عام 2020 بلغت نسبته 2.3%، كما أنها زادت حصتها في السوق، في حين ازداد فائضها بنسبة 7% مقارنة بالولايات المتحدة في عام 2020، وهو دليل على فشل سياسة الحرب التجارية التي شنها دونالد ترمب.

انعدام المساواة

ومن المفترض أيضاً التطرق خلال المؤتمر إلى موضوع مهم آخر هذا الأسبوع هو تفاقم انعدام المساواة والمخاطر التي يمثلها ذلك على تماسك المجتمعات.

وفي مقالة نشرت منتصف يناير، قال شفاب "مرة أخرى لدينا فرصة لإعادة البناء" داعياً إلى إعادة النظر في الرأسمالية في ضوء جائحة فاقمت انعدام المساواة.

وأعلنت منظّمة أوكسفام لمكافحة الفقر، الاثنين، أن أزمة كورونا تفاقم انعدام المساواة في العالم، مع سرعة تزايد ثروات الأغنياء وأرجحيّة أن يحتاج الأكثر فقراً إلى سنوات للخروج من دائرة الفقر.

ونشر التقرير ليتزامن مع بدء منتدى دافوس الذي سيتم خلاله تخصيص أسبوع كامل لمساعدة القادة على ابتكار حلول لكبح الوباء وإنعاش الاقتصادات بشكل قوي في العام المقبل.

وعالمياً، ازدادت ثروات أصحاب المليارات بـ 3900 مليار بين 18 مارس و31 ديسمبر 2020 وفق المنظمة، التي جددت دعوتها إلى فرض ضرائب على الثروة لمكافحة "فيروس انعدام المساواة".