
بحث قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك" (APEC) في كوريا الجنوبية، السبت، مستقبل الذكاء الاصطناعي، فيما اقترح الرئيس الصيني شي جين بينج إنشاء هيئة عالمية لتنظيم هذا القطاع، الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة وترفض إخضاعه لهيئات دولية.
وقال شي في كلمته أمام اجتماع "أبيك"، إن "منظمة التعاون الدولي للذكاء الاصطناعي" يمكنها وضع "قواعد للحوكمة وتعزيز التعاون، بما يجعل الذكاء الاصطناعي منفعة عامة للمجتمع الدولي".
وتُعد هذه أول تصريحات لشي بشأن المبادرة التي كشفت عنها بكين هذا العام، في وقت ترفض فيه الولايات المتحدة الجهود الرامية لتنظيم الذكاء الاصطناعي عبر الهيئات الدولية، وفق "رويترز".
وأضاف شي، في التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء الصين الرسمية "شينخوا"، أن "الذكاء الاصطناعي ذو أهمية كبيرة لمستقبل التنمية، ويجب أن يُسخّر لصالح شعوب جميع الدول والمناطق".
وقال مسؤولون صينيون إن "منظمة التعاون الدولي للذكاء الاصطناعي" التي اقترحها شي، يمكن أن تتخذ من مدينة شنغهاي الصينية مقراً لها.
ووصف شي كتلة "أبيك" بأنها "المنصة الأهم للتعاون الاقتصادي في منطقة آسيا-المحيط الهادئ"، مشيداً بـ"بروزها بشكل أكثر في السنوات الأخيرة".
وأكد الرئيس الصيني تمسك بلاده بـ"النظام الدولي القائم، وتطبّق تعددية حقيقية"، وتابع: "نحن نتمسك بالتنمية السلمية، ونرفض القول إن الدولة القوية حتماً تسعى للهيمنة، وندعم التعاون القائم على المنفعة المتبادلة، ونرفض مبدأ الرابح يأخذ كل شيء".
وحث شي أيضاً "أبيك" على تعزيز "التداول الحر للتقنيات الخضراء"، وهي قطاعات تشمل البطاريات والألواح الشمسية والتي تهيمن عليها الصين.
وحضر الرئيس الصيني ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت هذا الاجتماع، لمناقشة كيفية التعامل مع الانتشار السريع للذكاء الاصطناعي، والاستجابة للتغيرات الديموغرافية التي تؤدي إلى شيخوخة المجتمعات وانخفاض معدلات المواليد.
إعلان مشترك بشأن الذكاء الاصطناعي
وأقرّ أعضاء أبيك إعلاناً مشتركاً واتفاقات حول الذكاء الاصطناعي، ومواجهة تحديات الشيخوخة السكانية خلال الاجتماع.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج، خلال كلمته في الاجتماع، إنه يأمل في التعاون مع دول آسيا والمحيط الهادي لمعالجة القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتغيرات الديموغرافية.
وتطمح كوريا الجنوبية في أن تصبح واحدة من أقوى ثلاث دول في العالم بمجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن آفاقها الاقتصادية تواجه تحديات بسبب التقدم السريع في الشيخوخة السكانية، مع تسجيل أدنى معدل للمواليد في العالم عام 2024.
وأوضح لي، أن كوريا الجنوبية اقترحت إطار عمل لمنطقة أبيك للتعامل بشكل مشترك مع ما أسماه "أزمة ديموغرافية".
وأضاف في كلمة ألقاها في بداية الجلسة: "يمثل الهيكل الديموغرافي المتغير أزمة خطيرة وهامة تؤثر على جميع جوانب المجتمع، بما في ذلك النمو الاقتصادي وسوق العمل ورعاية الأطفال والرعاية الاجتماعية".
وتابع: "لذلك، أصبح من الصعب معالجة هذه الأزمة من خلال حلول جزئية وفردية".
وتُمثل كتلة "أبيك"، التي تضم 21 دولة، 50% من التجارة العالمية و61% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وأشار لي، إلى أن "مبادرة الذكاء الاصطناعي في إطار أبيك، التي اقترحتها كوريا الجنوبية، هي نتيجة لإرادتنا القوية في تحويل هذا التغيير الكبير إلى فرصة".
والتقى لي، الجمعة، بالرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" جنسان هوانج على هامش القمة، حيث أعلنت شركة تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي الأميركية عن شراكات مع شركات كورية جنوبية.
ورغم أن الرقاقات المتقدمة التي تنتجها "إنفيديا" في كاليفورنيا تُعد محور الطفرة في الذكاء الاصطناعي، فإن شركة DeepSeek الصينية أطلقت نماذج أقل تكلفة تدعمها بكين ضمن مساعيها للوصول إلى ما تسميه "السيادة الخوارزمية".
وستستضيف الصين قمة "أبيك" لعام 2026 في مدينة شنتشن، وهي مركز صناعي كبير في مجالات الروبوتات وصناعة السيارات الكهربائية.









