الصين تبدي استعدادها لتعزيز التعاون الأمني مع روسيا لـ"حماية مصالح البلدين"

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج يستقبل رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، هانغتشو، 3 نوفمبر 2025 - via REUTERS
رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج يستقبل رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، هانغتشو، 3 نوفمبر 2025 - via REUTERS
موسكو -رويترز

أكد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج استعداد بكين لتعزيز التعاون مع موسكو لـ"حماية مصالح البلدين بشكل أكثر فعالية"، بما في ذلك في المجال الأمني.

وقال تشيانج في اجتماع مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين الذي وصل الصين الاثنين، إن الوضع الدولي يشهد حالياً "تغيرات جوهرية"، وإن الجانب الصيني "مستعد لتعزيز الحوار الاستراتيجي مع زملائنا الروس، بروح الاتفاقات المهمة التي توصل إليها قادتنا، ولتطوير التعاون في جميع المجالات لحماية مصالحنا التنموية والأمنية بشكل أكثر فعالية".

وأشار تشيانج إلى أن روسيا والصين أقامتا هذا العام فعاليات لإحياء "الذكرى الثمانين للانتصار في الحرب الوطنية العظمى والحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى الانتصار على اليابان العسكرية".

 
وقال لي: "أقام بلدانا فعاليات احتفالية عززت صداقتنا. والتقى قادتنا مرتين هذا العام في إطار هذه الفعاليات، ما أسهم في تطوير العلاقات الروسية الصينية رفيعة المستوى".

"زيارة هامة للغاية"

ووصل ميشوستين إلى الصين الاثنين، في زيارة تستغرق يومين يجري خلالها محادثات مع الرئيس شي جين بينج ورئيس الوزراء لي تشيانج.

وبعد الاجتماع مع تشيانج في مدينة هانغتشو الاثنين، سيتوجه إلى بكين الثلاثاء، لإجراء محادثات مع الرئيس الصيني.

وعُقد آخر اجتماع بين الصين وروسيا على مستوى رئيسي الحكومتين في أغسطس من العام الماضي، بالعاصمة الروسية موسكو حيث أشاد رئيس الوزراء الصيني بما وصفها "الحيوية والنشاط الجديدين" في العلاقات الثنائية.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة، إن الكرملين يولي أهمية "بالغة" للزيارة، بينما أحجم عن الإفصاح عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبعث برسالة إلى شي عبر ميشوستين، حسبما ذكرت وكالة إنترفاكس.

كان بوتين قد وقّع مع الرئيس الصيني اتفاقية شراكة "بلا حدود" في فبراير 2022، قبيل غزو روسيا لأوكرانيا.

ومنذ ذلك الحين، لجأت موسكو إلى بكين لتخفيف آثار العقوبات الغربية، مسلطةً الضوء على حجم التجارة الثنائية القياسي، وزيادة التسويات باليوان وتعزيز التعاون في مجال الطاقة.

وشجّع الخلاف الأميركي الصيني حول التجارة والتكنولوجيا في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والذي أدى إلى توتر العلاقات بين واشنطن وبكين، كلا من موسكو وبكين على تعزيز التجارة عبر الحدود لمواجهة الضغوط الغربية.

وذكرت وكالة تاس أن من المتوقع أن تركز محادثات ميشوستين في الصين على العلاقات التجارية والاقتصادية، والنقل والتعاون الصناعي، وتعزيز شراكات الطاقة، وتوسيع التعاون في التكنولوجيا المتقدمة والزراعة.

"علاقة ود بين الجيران"

وخلال استقباله للرئيس الروسي في سبتمبر الماضي، قال شي إن العلاقات الصينية الروسية "ضربت مثالاً على العلاقات بين قوتين عظميين"، وأضاف أن العلاقات بين الصين وروسيا تتميز بـ"الود بين الجيران، والتنسيق الاستراتيجي الشامل، والتعاون المتبادل والمفيد"، معتبراً أنها "صمدت في وجه اختبار التغيرات الدولية".

وذكر شي في الاجتماع مع بوتين، والذي ضم أيضاً رئيس منغوليا  أوخناغين خوريلسوخ أنه "كلما أصبح الوضع العالمي أكثر فوضوية، كلما تعين على الصين وروسيا ومنغوليا تقوية التضامن والتعاون، وزيادة الدعم المشترك".

وأضاف شي: "الصين مستعدة للعمل مع روسيا لدعم مسيرة التنمية والنهضة لدى الطرفين، والدفاع بحزم عن العدالة والإنصاف الدوليين، وبناء نظام حوكمة عالمي عادل ومعقول".

 وأعرب بوتين عن امتنانه للرئيس الصيني الذي وصفه بأنه "صديقه العزيز"، على الترحيب الحار في بكين، وقال إن قرار روسيا والصين الاحتفال بالنصر في الحرب العالمية الثانية بشكل مشترك هو "أمر له أهمية كبيرة".

واستعاد بوتين في كلمته ذكريات التحالف السوفيتي مع الصين خلال الحرب العالمية الثانية، مضيفاً أن "ذاكرة الأخوة في السلاح، والثقة، والدعم المتبادل، والصلابة في الدفاع عن المصالح المشتركة تمثّل أساس التوافق الاستراتيجي بين موسكو وبكين، في العصر الجديد"، وفق ما نقلت CNN.

وأضاف بوتين موجهاً كلامه إلى شي: "كنا دائماً معاً آنذاك، وما زلنا معاً اليوم".

تصنيفات

قصص قد تهمك