وزير الدفاع الأميركي يزور المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث يزور المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، 3 نوفمبر 2025 - via REUTERS
وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث يزور المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، 3 نوفمبر 2025 - via REUTERS
دبي-الشرق

زار وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث الاثنين، المنطقة منزوعة السلاح (DMZ) التي تفصل بين الكوريتين، برفقة نظيره الكوري الجنوبي آهن جيو-باك، فيما يسعى البلدان لاستئناف المحادثات الدبلوماسية مع كوريا الشمالية مع الحفاظ على موقف دفاعي مشترك قوي، حسبما أفادت وكالة "يونهاب".

وتفقد الوزيران موقع مراقبة تابع للقيادة العسكرية للأمم المتحدة بالقرب من خط الحدود العسكرية، والمنطقة الأمنية المشتركة داخل المنطقة منزوعة السلاح، في أول زيارة مشتركة للمنطقة بين وزيري دفاع البلدين منذ أكتوبر 2017، عندما زار المنطقة آنذاك وزير الدفاع الكوري الجنوبي سونج يونج-مو ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس.

ووصل هيجسيث إلى كوريا الجنوبية، الاثنين، في زيارة تستمر يومين. وهذه أول زيارة له إلى البلاد، وتشكل المرحلة الأخيرة من جولته في آسيا التي شملت اليابان وماليزيا وفيتنام.

وقالت "يونهاب" إنه من غير الواضح ما إذا كان هيجسيث حمل رسالة لكوريا الشمالية خلال زيارته للمنطقة منزوعة السلاح.

ونقلت الوكالة عن مراقبين قولهم إن الوزير قد يكون قد جاء برسالة سلام على شبه الجزيرة الكورية المنقسمة، بدلاً من توجيه تحذير لبيونج يانج، نظراً لمساعي سول وواشنطن لإيجاد مدخل لاستئناف العملية الدبلوماسية مع كوريا الشمالية.

محادثات الدفاع السنوية

وجاءت زيارة المنطقة منزوعة السلاح بعد نحو ساعة من هبوط هيجسيث في قاعدة أوسان الجوية في بيونجتايك، على بعد نحو 65 كيلومتراً جنوب سول، لتبدأ بذلك زيارته التي تستغرق يومين إلى كوريا.

وسيحضر الوزيران آن وهيجسيث المحادثات الدفاعية السنوية للحليفين، والمعروفة باسم اجتماع التشاور الأمني (SCM).

وخلال الاجتماع، من المتوقع أن يناقش الجانبان مجموعة من القضايا الرئيسية للتحالف، بما في ذلك نقل مركز السيطرة التشغيلية وقت الحرب (OPCON) من واشنطن إلى سول، وإنفاق كوريا الجنوبية على الدفاع، والموقف الدفاعي المشترك للتحالف، من بين قضايا أخرى.

ومن المرجح أن يكون موضوع نقل مركز OPCON، بارزاً خلال الاجتماع، حيث تسعى إدارة الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج لاستعادة السيطرة التشغيلية وقت الحرب ضمن ولايتها الخمسية التي تنتهي في 2030.

ويأتي الدفع نحو هذا النقل في وقت عزز فيه الجيش الكوري الجنوبي جهوده لتطوير قدراته الدفاعية المستقلة، فيما دعت واشنطن سول إلى تحمل مسؤوليات أمنية أكبر.

وسلّمت كوريا الجنوبية السيطرة التشغيلية على قواتها خلال الحرب الكورية 1950-1953، واستعادت السيطرة وقت السلم في 1994، إلا أن السيطرة التشغيلية وقت الحرب لا تزال بيد الولايات المتحدة.

ما هي المنطقة منزوعة السلاح؟

والمنطقة منزوعة السلاح شريط طوله 148 ميلاً يضم أراضي من كل من كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. تقع على بعد نحو 35 ميلاً من عاصمة كوريا الجنوبية، سول، وتمر على الخط 38، وهو الخط الفاصل بين البلدين، والذي شهد معظم أحداث الحرب الكورية.

وتم إنشاء المنطقة منزوعة السلاح في نهاية الحرب الكورية عام 1953، بعد توقيع الهدنة. ولا يزال البلدان منقسمين تقنياً، ويقعان في حالة حرب، لكن المنطقة تضمن بقاء الفصل بينهما بشكل سلمي. وتحرسها قوات مسلحة بكثافة على كلا الجانبين.

وتعد المنطقة وجهة سياحية في كوريا الجنوبية، وقد صنفتها صحيفة "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت" كواحدة من أفضل 10 أنشطة يمكن القيام بها عند زيارة سول.

وتحتوي المنطقة على نصب تذكارية ومنطقة مراقبة تطل على كوريا الشمالية، وتقدم العديد من شركات السياحة رحلات جماعية للزوار.

وتتمركز القوات الأميركية مع كتيبة الأمن التابعة لقيادة الأمم المتحدة في منطقة الأمن المشتركة (JSA) داخل المنطقة منزوعة السلاح في بانمونجوم، بحسب الجيش الأميركي.

وقد تمركزت هذه الوحدة في الموقع منذ عام 1952 للمساعدة في حماية الهدنة التي تم توقيعها هناك من قبل ممثلين عن كوريا الشمالية والولايات المتحدة والصين والأمم المتحدة عام 1953.

زيارة ترمب في 2019

في عام 2019، عبر الرئيس دونالد ترمب المنطقة منزوعة السلاح إلى كوريا الشمالية، ليصبح أول رئيس أميركي في منصبه يزور البلاد. وهناك التقى زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون. وقال كيم لترمب عبر مترجم: "لم أتوقع أن ألتقي بك في هذا المكان".

والتقى ترمب مع قادة كلا الكوريتين في محاولة للتوصل إلى اتفاق لنزع السلاح النووي.

ويخاطر بعض الأشخاص بحياتهم عبر المنطقة منزوعة السلاح للهروب من كوريا الشمالية. ففي عام 2020، فرّ 229 شخصاً من كوريا الشمالية إلى كوريا الجنوبية، بحسب وسائل إعلام محلية نقلاً عن وزارة توحيد الكوريتين. وفي وقت سابق من العام، قال وزير التوحيد الكوري الجنوبي، كوان يونج-سي إن "الموقف تجاه المنشقين من كوريا الشمالية يحتاج إلى أن يكون أكثر انفتاحاً وإيجابية".

في عام 2017، هرب جندي كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية عبر منطقة الأمن المشتركة، لكن أطلق عليه زملاؤه النار قبل أن يتم نقله إلى مستشفى في كوريا الجنوبية.

وفي نفس العام، تم توقيف رجل أميركي في كوريا الجنوبية بتهمة محاولته عبور المنطقة منزوعة السلاح إلى كوريا الشمالية، وتم ترحيله لاحقاً إلى الولايات المتحدة.

وفي عام 2020، أفادت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية بأن لاعبة جمباز كورية شمالية سابقة قفزت فوق سياج يبلغ ارتفاعه نحو 10 أقدام للهروب.

تصنيفات

قصص قد تهمك