
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مسؤولين أميركيين كبار، بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو أبلغوا الرئيس دونالد ترمب بأن بيع رقائق ذكاء اصطناعي متطورة إلى الصين سيهدد الأمن القومي، محذرين من أن بيع هذه الرقائق سيعزز قدرات مراكز البيانات الصينية، وسيؤثر سلباً على الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "موافقة واشنطن على تصدير رقائق من طراز بلاكويل من نفيديا تمثل تحولاً كبيراً في السياسة، ومن شأنه أن يمنح الصين، الخصم الجيوسياسي الأكبر للولايات المتحدة، دفعة تكنولوجية متقدمة".
وبحسب المسؤولين، فإن ترمب، وبعد "مواجهة معارضة شبه موحدة من كبار مستشاريه"، قرر عدم طرح مسألة رقائق "إنفيديا" المتقدمة خلال اجتماعه مع نظيره الصيني شي جين بينج في بوسان بكوريا الجنوبية، الأسبوع الماضي.
وذكرت الصحيفة أن من بين المعارضين للموافقة على الصفقة روبيو، وممثل التجارة الأميركي جيميسون جرير، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، اللذان شاركا في قيادة مفاوضات التجارة.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأميركية أن ترمب أعرب عن رغبته في مناقشة طلب تقدم به الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جنسن هوانج، للسماح ببيع جيل جديد من رقائق الذكاء الاصطناعي إلى بكين.
وكانت واشنطن تستعد لتقديم تنازلات أخرى خلال الاجتماع مع شي، مقابل سماح بكين بتصدير المعادن والعناصر النادرة، وفقاً للصحيفة.
ترمب لم يحسم قراره بعد
ويسعى هوانج إلى إقناع الرئيس الأميركي بالسماح لتصدير رقائق "بلاكويل" إلى الصين بصفقات تتجاوز عشرات المليارات من الدولارات، معتبراً أنها "قد تسهم في إبقاء شركات الذكاء الاصطناعي الصينية معتمدة على تقنيات إنفيديا".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، إن "ترمب يستمع إلى مجموعة متنوعة من الآراء في ما يتعلق بسياسات تصدير الرقائق المتطورة إلى بكين، بما في ذلك من كبار قادة الأعمال"، معتبراً أن "الاجتماع بين ترمب وشي يثبت أن المعيار الوحيد الذي يوجه قراراته هو مصلحة الشعب الأميركي".
وكان ترمب قال، في أغسطس الماضي، إنه قد يسمح لشركة "إنفيديا" ببيع رقاقة ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً إلى الصين، بعد تأكيده أنه "تفاوض على صفقة صغيرة" لمنح الولايات المتحدة حصة من عائدات الشركة، حسبما أفادت حينها صحيفة "فاينانشيال تايمز".
والصفقة التي أبرمها ترمب مع الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جنسن هوانج، تتضمن حصول الولايات المتحدة على 15% من مبيعات الصين من رقاقة H20، التي طرحتها الشركة في عام 2023، امتثالاً لضوابط التصدير في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
وتحتاج "إنفيديا" إلى إذن من الإدارة الأميركية لبيع رقائقها الأكثر تقدماً إلى الصين، بموجب ضوابط التصدير التي فُرضت لأول مرة في عام 2022. وقد أظهرت إدارة ترمب استعداداً للسماح ببعض الصادرات والتفاوض بشأن القيود المفروضة على قطاع التكنولوجيا الصيني، ما يزيد من حالة عدم اليقين في هذه الصناعة.









