
قلل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، الأربعاء، من أهمية إعلان الولايات المتحدة، سحب مئات الجنود من رومانيا، معرباً عن استعداد الحلف لملء الفراغ الناجم عن سحب تلك القوات، فيما تواجه دول الناتو عدداً متزايداً من "الهجمات الهجينة"، والتي تتهم روسيا بالضلوع فيها، بينما تنفي موسكو تورطها.
وشملت هذه الهجمات تخريب البنى التحتية للطاقة والاتصالات، مثل الكابلات البحرية، بالإضافة إلى توغل طائرات أو غواصات روسية لفترات قصيرة داخل المجال الجوي أو البحري التابع لدول حلف الناتو.
والأسبوع الماضي، قالت واشنطن إنها ستعيد نشر لواء مشاة يضم نحو 700 جندي يتمركز في رومانيا إلى قاعدته الرئيسية في ولاية كنتاكي، حيث تعيد وزارة الحرب "البنتاجون" توجيه جهودها من أجل التركيز على أولويات داخلية مثل حماية الحدود، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقال روته، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروماني، نيكوسور دان، في القصر الرئاسي، بالعاصمة بوخارست: "هذا يحدث باستمرار... أرجوكم لا تركزوا كثيراً على ذلك الأمر. يمكننا دائماً توسيع نطاق العمل الجماعي، في أي مكان وزمان يقتضي الأمر، بما في ذلك في رومانيا"، وفق ما أوردت مجلة "بوليتيكو".
واتفق معه الرئيس الروماني قائلاً: "في أوروبا ورومانيا، الوجود الأميركي أقوى مما كان عليه في عام 2020. لذلك لا داعي للخوف أو القلق".
هجمات هجينة مكثفة
تأتي هذه التعليقات في الوقت الذي يواجه فيه التحالف انتهاكات متزايدة للمجال الجوي و"هجمات هجينة". فخلال الأشهر الأخيرة أعلنت بولندا اعتراض وإسقاط مسيّرات اخترقت أجواء البلاد، بينما رُصدت طائرة مسيرة روسية أخرى فوق رومانيا، كما عطلت طائرات مسيرة مجهولة المصدر حركة الملاحة الجوية في مطارات الدنمارك والنرويج وألمانيا.
ونفت موسكو وقوفها وراء العديد من هذه الحوادث، رغم أنها عادة لا تعلق على حوادث دخول طائراتها إلى أجواء الناتو، أو على الطائرات المسيّرة التي تسببت في إغلاق مطارات دنماركية وتعطيل الرحلات الجوية.
ورداً على هذه التوغلات، وافق حلف الناتو على نشر المزيد من الطائرات الحربية، وأنظمة الدفاع الجوي في دول المواجهة مع روسيا، في برنامج جديد أطلق عليه عملية اسم "الحارس الشرقي".
وأشار روته إلى أن عمليات النشر الجديدة يمكن أن تساعد أيضاً في سد أي فجوة يخلفها الانسحاب الأميركي، مضيفاً: "مع عملية الحارس الشرقي، يمكننا توفير المزيد من القدرات أينما ومتى ما دعت الحاجة... في رومانيا أيضاً".
وأضاف روته: "هذا النشاط العسكري لا يضيف فقط أصولاً إضافية من الحلفاء، بل يربط بشكل أفضل بين مجموعة الأصول المتاحة بالفعل على طول جانبنا الشرقي".
روته: مستعدون للدفاع عن بوخارست
وذكر الأمين العام للناتو أن الحلف يجري حالياً تدريبات عسكرية مكثفة في رومانيا، مضيفاً أن الحلفاء يزيدون عدد القوات المشاركة "من 1500 إلى أكثر من 5 آلاف جندي حتى نكون قادرين، عند الضرورة، على إرسال جميع القوات اللازمة في رومانيا على الفور".
وأكد روته أن الحلف مستعد للدفاع عن بوخارست، في حال إعادة توزيع القوات أو بقائها في أماكنها، قائلاً: "يمكننا جلب المزيد من القدرات عند الحاجة، ولكن... إذا تعرض هذا البلد للهجوم، فإن 31 دولة أخرى ستأتي لنجدة رومانيا".
وأردف: "هذا ما يجعلنا لا نهزم -غير قابلين للهزيمة بالتأكيد- ولهذا السبب أعتقد أنه لن يحاول أحد أن يفعل ذلك أبداً".
على نحو مماثل، قلل حلفاء الناتو بما في ذلك النرويج وبريطانيا، الأربعاء، من أهمية إعلان واشنطن، حتى في الوقت الذي انتقد فيه كبار المشرعين الجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين هذه الخطوة.
والولايات المتحدة لديها نحو 85 ألف جندي في أوروبا، بما في ذلك 20 ألف جندي نشرتهم بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
وسيشمل الانسحاب المعلن، الذي سيترك نحو 1000 جندي أميركي في رومانيا، القوات المتمركزة في قاعدة "ميهايل كوجالنيتشانو" الجوية شرقي رومانيا، وهي مركز رئيسي لعمليات التحالف في البحر الأسود.










