بعد التوصل لـ"هدنة تجارية".. الصين تشتري القمح الأميركي لأول مرة منذ 2024

time reading iconدقائق القراءة - 5
ماكينة لحصاد القمح في بلدة كرملين بمقاطعة جارفيلد بولاية أوكلاهوما الأميركية. 12 يونيو 2025 - REUTERS
ماكينة لحصاد القمح في بلدة كرملين بمقاطعة جارفيلد بولاية أوكلاهوما الأميركية. 12 يونيو 2025 - REUTERS
سنغافورة/ بكين/ دبي -الشرقرويترز

أفادت وكالة "رويترز" نقلاً عن تجار، الخميس، بأن الصين حجزت شحنتين من القمح الأميركي، وذلك بعد اجتماع الأسبوع الماضي بين رئيسي البلدين، في أول عملية شراء منذ أكتوبر من العام الماضي، ما يشير إلى تراجع التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.

ورحب المستثمرون بالاجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية، والذي أسفر عن إبرام "هدنة تجارية" لمدة عام، ضمن جهود تهدئة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم بعدما هز التجارة العالمية، وأنهى فصلاً من النزاع التجاري الذي عطل تدفقات سلع تشمل منتجات زراعية رئيسية.

ووافق ترمب على خفض الرسوم الجمركية على واردات الصين إلى 47% من 57%، مقابل استئناف بكين مشتريات فول الصويا من الولايات المتحدة، واستمرار صادرات المعادن الاستراتيجية، وفرض قيود صارمة على التجارة غير المشروعة في مادة الفنتانيل.

وأعلنت بكين، الأربعاء، أنها ستلغي اعتباراً من 10 نوفمبر الرسوم الجمركية التي أعلنتها في 4 مارس الماضي، على بعض السلع الزراعية الأميركية، وتشمل هذه الخطوة، إلغاء رسوم بنسبة 15% على القمح الأميركي.

وبحسب "رويترز"، فإن المشتريات الصينية الجديدة، تبلغ نحو 120 ألف طن متري لشحنات شهر ديسمبر، تشمل شحنة واحدة من القمح الأبيض الأميركي اللين، وأخرى من القمح الربيعي.

تحرك سياسي

وقال أحد تجار الحبوب في سنغافورة، لديه معرفة مباشرة بهذه الصفقات: "هذا أكثر من مجرد إظهار الصين التزامها بشراء الحبوب الأميركية، لأن القمح الأميركي ليس أرخص أنواع القمح الموجودة. لذا ربما يكون أقرب إلى تحرك سياسي لشراء هذه الشحنات".

وقد حولت الصين، وهي أكبر سوق للمزارعين الأميركيين، شهيتها الواسعة للمحاصيل الأميركية، إلى "ورقة مساومة" قوية في الحرب التجارية.

بعد عدة جولات من الرسوم الجمركية المتبادلة، تجنب المشترون الصينيون إلى حد كبير السلع الزراعية الأميركية، بما في ذلك القمح وفول الصويا، لصالح إمدادات من دول أخرى.

واستوردت الصين 1.9 مليون طن من القمح الأميركي في عام 2024، وهو ما يشكل 17% من إجمالي وارداتها.

مع ذلك، خفضت الصين وارداتها الإجمالية من القمح خلال العام الجاري، بعد محاصيل زراعية كبيرة، إذ انخفضت في الفترة من يناير إلى سبتمبر بنسبة 72% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وفي بادرة إيجابية أخرى على الصعيد التجاري، أُرسلت شحنة من الذرة الرفيعة من الولايات المتحدة إلى الصين منذ لقاء ترمب وشي، حسبما صرح رئيس مجلس الحبوب والمنتجات الحيوية الأميركي، مارك ويلسون، لوكالة "رويترز".

وشحنت الولايات المتحدة، 5.7 مليون طن من الذرة الرفيعة إلى الصين في عام 2024، وهو ما يمثل 66% من وارداتها من الذرة الرفيعة.

أول عملية شراء منذ عام

وقبل أيام، أفادت "بلومبرغ" بأن الصين تسعى إلى شراء القمح الأميركي، فيما سيكون أول عملية شراء منذ أكثر من عام، وذلك عقب الهدنة التجارية التي أُبرمت بين البلدين الأسبوع الماضي.

ونقلت عن أشخاص مطّلعين على الأمر، طلبوا عدم كشف هوياتهم، قولهم، إن مستورداً رئيسياً للحبوب في أكبر اقتصاد آسيوي قدّم استفسارات خلال عطلة نهاية الأسبوع بشأن شحنات قمح أميركية من المقرر تحميلها في الفترة بين ديسمبر وفبراير المقبلين.

وبحسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية، لم تشترِ الصين أي قمح أميركي منذ أوائل أكتوبر من العام الماضي، وتأتي هذه الاستفسارات بعد أن استأنفت الدولة الآسيوية الأسبوع الماضي مشتريات فول الصويا الأميركي.

وارتفعت العقود المستقبلية للقمح في بورصة شيكاجو بما يصل إلى 1.8%، الاثنين الماضي (بداية الأسبوع)، لتسجل أعلى مستوى لأكثر العقود تداولاً، وذلك منذ يوليو.

والتزمت بكين بفتح سوقها أمام الصادرات الزراعية الأميركية، وفقاً لورقة معلومات نشرها البيت الأبيض خلال عطلة نهاية الأسبوع، وذلك عقب الاجتماع الذي عُقد بين ترمب وشي في كوريا الجنوبية، الخميس الماضي.

وقالت الحكومة الأميركية، إن الصين سترفع أيضاً الرسوم الجمركية المفروضة على القمح الأميركي منذ مارس الماضي.

كما أصدرت الصين بياناً بعد القمة، أكدت فيه توصّلها إلى توافق مع الولايات المتحدة بشأن توسيع التجارة الزراعية، لكنها لم تقدّم تفاصيل إضافية.

تصنيفات

قصص قد تهمك