
أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، الانتهاء من شن سلسلة غارات استهدفت ما وصفها بـ"بنى تحتية عسكرية" تابعة لجماعة "حزب الله" في جنوب لبنان، فيما اعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون هذه الهجمات بأنها "جريمة مكتملة الأركان".
ونفَّذ الجيش الإسرائيلي هجماته، التي قال إنها "استهدفت محاولات حزب الله لإعادة إعمار قدرات قوة الرضوان"، وذلك بعد أن أصدر تحذيراً لسكان أربع مناطق بالإخلاء.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن شخصاً واحداً لقي حتفه، وأصيب 8 في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة طورا في قضاء صور بجنوب البلاد.
عون عن هجمات إسرائيل: "وصلت رسالتكم"
من جانبه، قال الرئيس اللبناني جوزاف عون إن الهجمات الإسرائيلية على جنوب البلاد تُعد "جريمة مكتملة الأركان، وجريمة سياسية نكراء".
وأضاف عون في بيان، أن "إسرائيل لم تدخر جهداً منذ اتفاق وقف إطلاق النار قبل عام لإظهار رفضها لأي تسوية تفاوضية بين البلدين".
وتابع: "كلما عبَّر لبنان عن انفتاحه على نهج التفاوض السلمي لحل القضايا العالقة مع إسرائيل، أمعنت الأخيرة في عدوانها على السيادة اللبنانية، وتباهت باستهانتها بقرار مجلس الأمن رقم 1701، وتمادت في خرقها لتفاهم وقف الأعمال العدائية"، مضيفاً: "وصلت رسالتكم".
فيما أدان الجيش اللبناني "الاعتداءات الإسرائيلية" في جنوب البلاد، قائلاً في بيان إنها تهدف إلى "إدامة الحرب وإبقاء التهديد قائماً ضد اللبنانيين، إضافة إلى منع استكمال انتشار الجيش تنفيذاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية".
وأوضح الجيش اللبناني أن قيادته تواصل التنسيق مع قوة الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل)، مؤكداً أن الشراكة بين الجانبين "تبقى على درجة عالية من الثقة والتعاون".
والأسبوع الماضي، أصدر الرئيس اللبناني، تعليمات للجيش بمواجهة أي توغل إسرائيلي في جنوب لبنان، وذلك بعد أن عبرت القوات الإسرائيلية الحدود ليلاً، وقتلت موظفاً في الإدارة المحلية.
من جهته، قال وزير الإعلام اللبناني بول مرقص للصحافيين، رداً على سؤال بشأن رفض "حزب الله" التفاوض مع إسرائيل، إن قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، مشيراً إلى أن الحكومة لم تبحث بعد أي تفاصيل بخصوص التفاوض مع إسرائيل.
وأضاف مرقص: "نحن في انتظار اتضاح الموقف".
اليونيفيل تدعو إسرائيل إلى الوقف الفوري لانتهاكاتها
وفي سياق متصل، دعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" إسرائيل إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات وجميع انتهاكات القرار 1701.
وأضافت القوة الأممية في بيان أنها "رصدت اليوم (الخميس) عدة غارات جوية إسرائيلية في طير دبا والطيبة وعيتا الجبل، ضمن منطقة عملياتنا في جنوب لبنان".
وقالت إن هذه الغارات الجوية تُشكل "انتهاكات واضحة لقرار مجلس الأمن الدولي 1701. وتأتي في الوقت الذي تُنفذ فيه القوات المسلحة اللبنانية عمليات للسيطرة على الأسلحة والبنية التحتية غير المصرح بها في منطقة جنوب الليطاني".
واعتبرت أن "أي عمل عسكري، وخاصةً على هذا النطاق المدمر، يُهدد سلامة المدنيين ويقوّض التقدم المحرز نحو حل سياسي ودبلوماسي".
وتابعت: "تواصل قوات حفظ السلام دعم كل من لبنان وإسرائيل في تنفيذهما للقرار 1701، وهي موجودة على الأرض مع الجنود اللبنانيين، وتعمل على استعادة الاستقرار".
وأردفت بالقول: "نحث الجهات الفاعلة اللبنانية على الامتناع عن أي رد من شأنه أن يزيد من تأجيج الوضع. يجب على كل من لبنان وإسرائيل التقيّد بالتزاماتهما بموجب القرار 1701 وكذلك الالتزام بالتفاهم الذي تم التوصل إليه في نوفمبر، لتجنب تعريض التقدم الذي تحقق بشق الأنفس للخطر".
وترفض جماعة "حزب الله" نزع سلاحها، لكنها سمحت للجيش اللبناني بالسيطرة على مستودعاتها في جنوب البلاد منذ اتفاق وقف إطلاق النار العام الماضي ولم تطلق النار على إسرائيل منذ ذلك الحين.
وكانت الحكومة اللبنانية أقّرت في سبتمبر خطة قائد الجيش رودولف هيكل لحصر السلاح بيد الدولة.
ورغم أن الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين بيروت وتل أبيب دخلت حيز التنفيذ في نوفمبر 2024، إلا أن الجيش الإسرائيلي يشن غارات يومية على لبنان بزعم استهداف مواقع تابعة لـ"حزب الله"، كما يسيطر على مواقع في جنوب لبنان.








