مستشارو زهران ممداني يشكلون ملامح إدارته الجديدة في نيويورك.. من هم؟

يواجه زهران ممداني، الذي فاز مؤخراً بمنصب عمدة مدينة نيويورك، التحدي الأكبر بعد الانتخابات، والمتمثل في اختيار فريقه الإداري الجديد من دون إغضاب أنصاره المقرّبين أو تعميق الفجوة مع خصومه السياسيين، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

وذكرت الصحيفة أن رجال الأعمال المحليون يبدون قلقهم من احتمال أن يميل العمدة المنتخب، البالغ من العمر 34 عاماً، إلى تعيين شباب تقدميين يفتقرون إلى الخبرة في المناصب العليا.

وفي المقابل، يتعرض ممداني لضغوط من أنصاره لتشكيل إدارة تضم أشخاصاً يتشاركون معه القيم الاشتراكية التي يؤمن بها. 

وأوضحت الصحيفة أن الدائرة المقربة من ممداني تضم مزيجاً من مستشارين قدامى على صلة بـ"الاشتراكيين الديمقراطيين في أميركا”، إلى جانب شخصيات مخضرمة من العاملين في بلدية نيويورك.

وأشارت إلى أن ممداني ألمح إلى نيّته الاستعانة بمزيد من أصحاب الخبرة، إذ عرض على مفوضة شرطة نيويورك، جيسيكا تيش، البقاء في منصبها، كما أظهر استعداداً لإثارة الجدل باختياره الناشطة في مكافحة الاحتكار لينا خان لقيادة فريقه الانتقالي.

وفي ما يلي أبرز الأسماء المحيطة بالعمدة المنتخب، وبعض المرشحين المحتملين لتولّي مناصب رئيسية في إدارته المقبلة:

الدائرة المقربة

لم يسبق لبيسجارد-تشرش أن أدارت أي حملة سياسية قبل انضمامها إلى فريق ممداني الانتخابي، غير أن النجاح اللافت للحملة جعلها أقرب مستشاريه وأكثرهم تأثيراً.

وهي تتولى حالياً قيادة جهود الفريق الانتقالي، ومن المرجّح أن تشغل منصب رئيسة موظفي العمدة أو موقعاً قيادياً رفيعاً آخر.

وسبق لبيسجارد-تشرش أن أدارت مكتب ممداني في الجمعية التشريعية للولاية، وهي عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الأميركي، ولعبت دوراً حاسماً في إقناع قيادة الحزب بدعم ترشّحه لمنصب العمدة.

تزوجت دواجي، وهي فنانة تشكيلية أميركية من أصول سورية تبلغ من العمر 28 عاماً، من ممداني مطلع العام الجاري بعد تعارفهما عبر تطبيق المواعدة "هينج".

وتستخدم دواجي حسابها على منصة "إنستجرام"، الذي يتابعه نحو مليون شخص، للتعبير عن دعمها لحقوق الفلسطينيين وعرض أعمالها الفنية.

ورغم ابتعادها النسبي عن الأضواء خلال الحملة الانتخابية، رافقت زوجها أثناء الإدلاء بصوته، وظهرت إلى جانبه على المنصة عقب خطابه الاحتفالي بالفوز.

وكانت دواجي أول مَن ناقش معه فكرة الترشح، واستمرّت في تقديم المشورة له خلال كافة مراحل الحملة، كما أسهمت في تصميم الهوية البصرية للحملة وإخراجها الفني، بحسب "وول ستريت جورنال".

ساعد كاتس في إنتاج عدد من الإعلانات الانتخابية التي أسهمت بشكل كبير في جذب الناخبين الشباب والتواصل معهم بفعالية.

كما قدّم استشارات لمرشحين من خارج المؤسسة السياسية التقليدية، من بينهم زعيم النقابات دان أوزبورن، الذي كاد أن يهزم السيناتور الجمهوري عن ولاية نبراسكا ديب فيشر في انتخابات العام الماضي.

قالت الصحيفة إن جاسبارد، أحد كبار مساعدي الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، يعرف ممداني منذ أكثر من عشر سنوات، وكان مستشاراً غير رسمي له طوال الحملة الانتخابية.

ويُعد جاسبارد، الذي شغل سابقاً منصب المدير التنفيذي للجنة الوطنية الديمقراطية، حلقة الوصل بين ممداني والمؤسسة السياسية للحزب، كما يتمتع بخبرة واسعة في شؤون بلدية نيويورك، إذ عمل مستشاراً لعمدتين تقدميين سابقين هما بيل دي بلاسيو وديفيد دنكنز.

قالت الصحيفة إن زارا رحيم، التي تولّت سابقاً إدارة الاتصالات في حملة هيلاري كلينتون الانتخابية، تشغل حالياً منصب المستشارة الإعلامية لممداني.

أما دورا بيكيتش، التي سبق أن شاركت في حملة انتخابية لأحد منافسيه، فتعمل الآن متحدثة باسم فريقه الانتقالي، موضحة أن كلتيهما كانتا ضمن فريق الحملة الانتخابية الذي أسهم في إيصال ممداني إلى منصب عمدة نيويورك.

فريق المرحلة الانتقالية

تشغل لينا خان، التي ترأست لجنة التجارة الفيدرالية خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، الآن قيادة الفريق الانتقالي التابع لممداني.

واكتسبت خان شهرة واسعة بصفتها ناشطة بارزة في مكافحة الاحتكار، إذ استخدمت صلاحيات اللجنة لتشديد الرقابة على الشركات الكبرى في خطوات غير مسبوقة منذ عقود، ما أدّى إلى مواجهات حادة مع دوائر الأعمال في الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأسماء الأربعة أُعلنت بعد يوم واحد فقط من فوز ممداني في الانتخابات، وجميعهنّ شغلن مناصب رفيعة في واحدة أو أكثر من الإدارات البلدية الثلاث السابقة في نيويورك.

وأضافت أن اختيارهنّ يعكس رغبة العمدة المنتخب في الاعتماد على كوادر تمتلك خبرة إدارية عميقة ومعرفة عملية بآليات تسيير شؤون المدينة.

مسؤولو البلدية المخضرمون

تولّت تيش، وهي خريجة جامعة "هارفارد" ووريثة عائلة تملك مجموعة الشركات العملاقة Loews Corp، منصب مفوضة شرطة نيويورك في أواخر العام الماضي، ويُنسب إليها الفضل في المساهمة بخفض معدلات الجريمة في المدينة. 

ورغم اختلاف رؤيتها مع ممداني في عدد من قضايا العدالة الجنائية، أكد العمدة المنتخب رغبته في الإبقاء عليها في منصبها ضمن إدارته المقبلة، في خطوة وُصفت بأنها "بادرة حُسن نية" تجاه مجتمع الأعمال وجهاز الشرطة.

ومع ذلك، لم تؤكد تيش بعد ما إذا كانت ستقبل العرض.

يحظى جارودنيك بتقدير من كل من التيار التقدمي والمعتدلين المقرّبين من دوائر الأعمال، بفضل إنجازاته في العمل الحكومي، إذ يشغل حالياً رئاسة لجنة التخطيط العمراني في مدينة نيويورك.

ويُعد جارودنيك، العضو السابق في مجلس المدينة، من أبرز المرشحين لتولّي دور محوري في إدارة ممداني الجديدة. 

وكان قد قاد العام الماضي جهوداً لإجراء إصلاحات واسعة في سياسات تقسيم المناطق بهدف تسهيل بناء المساكن داخل المدينة، وهي القضية التي يضعها ممداني في صدارة أولوياته ضمن خطته لتوسيع نطاق الإسكان الميسّر والحد من أزمة الإيجارات المرتفعة.