مصدر يكشف لـ"الشرق" رسالة الوفد الأميركي إلى لبنان: نافذة الفرصة ضيقة

time reading iconدقائق القراءة - 5
جود من الجيش اللبناني يتجمعون في موقع متضرر جراء غارات إسرائيلية في قرية العباسية في قضاء صور، جنوب لبنان. 6 نوفمبر 2025 - REUTERS
جود من الجيش اللبناني يتجمعون في موقع متضرر جراء غارات إسرائيلية في قرية العباسية في قضاء صور، جنوب لبنان. 6 نوفمبر 2025 - REUTERS
بيروت -مها حطيط

قال مصدر سياسي لبناني لـ"الشرق" إن زيارة الوفد الأميركي إلى بيروت، التي امتدت يومين حملت "رسالة حازمة وواضحة"، بشأن تعجيل وتيرة التحرّك في تنفيذ خطط الحكومة؛ وذلك بالتزامن مع ضغط عسكري إسرائيلي ترتفع وتيرته يوماً بعد يوم على البلاد.

واستقبل الرئيس اللبناني جوزاف عون، الأحد، وفداً أميركياً مشتركاً من وزارة الخزانة، ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، برئاسة نائب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب سيباستيان جوركا.

وقال المصدر إن ما سمعه من الوفد الأميركي، هو "أن لبنان أمام نافذة فرصة ضيقة، أي ليس لمدة سنة أو أشهر كثيرة، كما حُكي عن مهلة 60 يوماً؛ لكن قيل لا تأخذوها بحرفيتها".

وأضاف المصدر أن الوفد تطرّق أيضاً إلى "موضوع السلاح باعتبار أن السيادة يجب أن تكون متكاملة، وكان كلاماً مباشراً وصريحاً: تعرفون ما عليكم فعله، ولا تتوقعوا من أحد غيركم القيام به وعليكم أن تتصرفوا، وتثبتوا جديتكم".

وفي ما يتعلق بوجود أي "تهديد مباشر"، أوضح المصدر: "لم يكن هناك تهديد مباشر، لكن بمعنى أنكم تخسرون فرصة مساعدتنا، ونحن مهتمون، ونحن هنا لإظهار هذا الاهتمام، لكن يجب أن تظهروا جديتكم".

وعن كيفية وصول "مبلغ مليار دولار" من إيران إلى جماعة "حزب الله"، بحسب ما قال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي قبل وصوله إلى لبنان، قال المصدر إنّ "الوفد سُئِل من قبل أحد المتواجدين في اللقاء عن هذه النقطة، لكن لم يكن هناك إجابة واضحة".

وبحسب المعلومات، كان نائب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب سيباستيان جوركا "الأكثر وضوحاً، وتحدث بطريقة مباشرة، والنقاش كله تركز على فكرة واحدة قيلت بصيغ مختلفة، وهي أنه على لبنان أن يتصرّف وبسرعة".

عون يطالب بالضغط على إسرائيل

وفي بيان عبر منصة "إكس"، أوضحت الرئاسة اللبنانية، أن عون أكد خلال لقاء منفصل مع الوفد الأميركي أن خيار التفاوض، الذي تدعمه الولايات المتحدة، يحتاج إلى مناخ ملائم، مطالباً بوقف الأعمال العدائية، وتحقيق الاستقرار في الجنوب.

وطالب الرئيس اللبناني بالضغط على إسرائيل للالتزام بقرار مجلس الأمن رقم "1701" والاتفاق الذي تم التوصل إليه العام الماضي من أجل تفعيل خطة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، لتطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة.

وأكد الوفد الأميركي استعداد الولايات المتحدة لمساعدة لبنان في سعيه لتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب، ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية، وإلغاء المظاهر المسلحة، وتمكين القوى الأمنية الشرعية من القيام بدورها كاملاً.

وبحسب البيان، أبلغ عون، الوفد الأميركي، أن لبنان يطبق بصرامة الإجراءات المعتمدة لمنع تبييض الأموال، أو تهريبها أو استعمالها في مجال تمويل الإرهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية مهما كان نوعها.

ولفت عون إلى أنه في موازاة الإجراءات المالية المتخذة، يعمل الجيش، والأجهزة الأمنية على ملاحقة "الخلايا الإرهابية" وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص، وبالتالي إحباط أي محاولة لزعزعة الأمن، والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة.

وجدّد الرئيس اللبناني، وفق البيان، التأكيد على أن خيار التفاوض الذي أعلن عنه مراراً ينطلق من أن "الحرب لم تؤد إلى أي نتيجة"، مشدداً في الوقت نفسه على أن "التفاوض يحتاج إلى مناخات ملائمة، أبرزها وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب، وهو خيار يلقى دعم الولايات المتحدة ودولاً أخرى".

بدوره، أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام خلال لقائه مع الوفد، الأحد، أن موقف كافة الأطراف المعنية في البلاد موحد بضرورة العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات اليومية، واستعادة الأسرى.

وشدد رئيس الوزراء اللبناني على التزام الحكومة باستكمال مسيرة الإصلاح، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وترسيخ سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية.

كما تناول اللقاء الجهود الحكومية في مكافحة تبييض الأموال، من خلال تعزيز الشفافية وتطبيق القوانين الرقابية في القطاع المالي بهدف إعادة الثقة والالتزام بالمعايير الدولية.

تصنيفات

قصص قد تهمك