كولومبيا تعلق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أميركا بسبب ضربات القوارب

time reading iconدقائق القراءة - 4
قارب يحترق قبالة ساحل فنزويلا في لقطة مأخوذة من فيديو صدر في 14 أكتوبر 2025، يُظهر ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على منصة Truth Social إنه ضربة أميركية ضد قارب يُشتبه في تهريبه المخدرات. - Reuters
قارب يحترق قبالة ساحل فنزويلا في لقطة مأخوذة من فيديو صدر في 14 أكتوبر 2025، يُظهر ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على منصة Truth Social إنه ضربة أميركية ضد قارب يُشتبه في تهريبه المخدرات. - Reuters
دبي-الشرق

أمر الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو بتعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة، وذلك احتجاجاً على الضربات العسكرية التي ينفذها الجيش الأميركي في منطقة البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، ضد ما يصفها بـ"قوارب المخدرات".

وكتب بيترو في حسابه على منصة "إكس" مساء الثلاثاء: "أُمرت جميع مستويات أجهزة الاستخبارات التابعة للقوى الأمنية بتعليق إرسال الاتصالات والتعاملات الأخرى مع أجهزة الأمن الأميركية".

وأضاف بيترو، وهو مقاتل يساري سابق، أن هذا الإجراء "سيظل سارياً حتى توقف الولايات المتحدة هجماتها على القوارب في منطقة البحر الكاريبي".

وقال بيترو، الذي سبق أن وصف الضربات الأميركية بأنها "جريمة قتل": "يجب أن تكون مكافحة المخدرات خاضعة لحقوق الإنسان لشعوب منطقة البحر الكاريبي".

وأرفق بيترو في منشوره تقريراً لشبكة CNN يفيد بأن "بريطانيا علّقت تبادل بعض المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة بشأن سفن يُشتبه في تورطها في تهريب المخدرات بسبب الضربات".

ونشرت الولايات المتحدة قوات، بما في ذلك ثماني سفن حربية و10 آلاف جندي، في المنطقة منذ أواخر أغسطس الماضي، في إطار ضربات جوية أودت بحياة 76 شخصاً على الأقل من "تجار المخدرات المزعومين" في 19 ضربة على الأقل، في جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، حسبما أفادت به صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وأرسلت الولايات المتحدة مؤخراً أربع سفن حربية أخرى، بما في ذلك حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد"، أحدث حاملة طائرات وأكثرها تطوراً في البلاد. ودخلت مجموعتها الضاربة المياه القريبة من أميركا اللاتينية، وفقاً لبيان البحرية الأميركية.

لماذا كولومبيا مهمة استخباراتياً لواشنطن؟

وقالت إليزابيث ديكنسون، كبيرة محللي شؤون كولومبيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن كولومبيا قدمت حوالي 80% من المعلومات الاستخباراتية العملية التي استخدمتها الولايات المتحدة لضبط المخدرات في منطقة البحر الكاريبي.

وأضافت ديكنسون: "إذا توقف تبادل المعلومات الاستخباراتية تماماً، فستفقد الولايات المتحدة قدراً من وضوحها بشأن التهديدات الأمنية... وسيكون ذلك خسارة استراتيجية كبيرة لواشنطن".

وأضافت أن الولايات المتحدة "استثمرت بكثافة في بناء واحترافية جمع المعلومات الاستخباراتية لمكافحة التهديدات المشتركة من الجريمة المنظمة".

ويخوض بيترو خلافاً مع الرئيس دونالد ترمب بشأن الإجراءات الأميركية في المنطقة، ما أدى إلى زعزعة علاقات وطيدة على مدى عقود بين دولتين لطالما كانتا شريكتين أمنيتين.

وقدمت واشنطن لبوجوتا تمويلاً بقيمة 14 مليار دولار تقريباً منذ عام 2000، بما في ذلك حزمة المساعدات العسكرية "خطة كولومبيا"، التي عززت القوات المسلحة للبلاد في حربها ضد العصابات اليسارية ومهربي المخدرات.

كما اختلف ترمب وبيترو علناً بشأن الهجرة وسياسة مكافحة المخدرات غير المشروعة وحرب إسرائيل على غزة منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير.

وفرضت الولايات المتحدة الشهر الماضي، عقوبات على الرئيس الكولومبي وأفراد عائلته، مدّعيةً أن "بيترو سمح لعصابات المخدرات بالازدهار".

وفي سبتمبر الماضي، سحبت واشنطن اعتماد بوجوتا كحليف في مكافحة تهريب المخدرات، مُحمّلةً بيترو مسؤولية زيادة إنتاج الكوكايين، الذي تُعدّ كولومبيا أكبر منتج له في العالم، كما أُلغيت تأشيرة بيترو الأميركية في سبتمبر، بعد أن دعا القوات الأميركية إلى "عصيان أوامر ترمب" خلال مسيرة مؤيدة لفلسطين في نيويورك.

تصنيفات

قصص قد تهمك