الصين واليابان.. توتر سياسي متصاعد بسبب تايوان

بكين تعتبر تصريحات تاكايتشي "تهديداً من طوكيو باستخدام القوة" ضدها

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بمجلس النواب في طوكيو. 21 أكتوبر 2025 - Reuters
رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بمجلس النواب في طوكيو. 21 أكتوبر 2025 - Reuters
دبي/ بكين -الشرقرويترز

اتهمت الخارجية الصينية، الجمعة، بعض وسائل الإعلام والسياسيين في اليابان، بالمبالغة في تضخيم الروايات، ضمن محاولات تضليل الرأي العام، على خلفية تصاعد الخلاف الدبلوماسي بين الدولتين الآسيويتين، بعد تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بشأن تايوان، والتي اعتبرتها بكين "تهديداً يابانياً" باستخدام القوة ضدها.

وأعربت الخارجية الصينية عن قلقها البالغ إزاء تصريحات اليمين الياباني، ضد الدبلوماسيين الصينيين، وحثت السلطات في اليابان على فتح تحقيق، بعد أن أصدرت سفارة الصين في اليابان تحذيراً لموظفيها.

وفي وقت سابق، طالبت الصين رئيسة الوزراء اليابانية، بالتراجع عن تصريحها بشأن تايوان، والتي وصفها الإعلام الصيني الرسمي، بأنها "أول تهديد من طوكيو باستخدام القوة ضد بكين" منذ 80 عاماً، حسبما نقلت "بلومبرغ".

ووصف نائب وزير الخارجية الصيني، صن ويدونج، تصريحات تاكايتشي، بأنها "خاطئة وخطيرة للغاية"، معتبراً أنها "تدخل سافر في الشؤون الداخلية للصين" وأضرت بأسس العلاقات.

ووصف تعليق في صحيفة الشعب اليومية الحكومية، الجمعة، وهي الصحيفة الناطقة بالحزب الحاكم في بكين، تصريحات تاكايتشي، بأنها أول "تهديد باستخدام القوة ضد الصين" من زعيم ياباني منذ هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية في عام 1945.

وأعلنت الخارجية الصينية في بيان، استدعاء السفير الياباني، الخميس، للاحتجاج على وصف تاكايتشي للنزاع بشأن تايوان بأنه "خطر وجودي محتمل" على بلادها. واعتبر نائب وزير الخارجية الصيني، أنه ينبغي على تاكايتشي التراجع عن تعليقاتها "وإلا ستتحمل اليابان جميع العواقب".

وأضاف صن ويدونج، في البيان: "إذا تجرأ أي شخص على التدخل في قضية إعادة توحيد الصين بأي شكل من الأشكال، فإن الصين سترد بقوة بالتأكيد".

ووصفت صحيفة "الشعب" اليومية الصينية، في تعليق منسوب إلى تشونج شنج، وهو مرادف لـ"صوت الصين" يُستخدم غالباً لتوقيع مقالات الرأي التي تعبر عن مواقف بكين في السياسة الخارجية، تصريحات تاكايتشي بـ"شريرة للغاية".

انتقادات حادة

والاثنين الماضي، دافعت تاكايتشي عن تعليقاتها بعد أن اتهمها دبلوماسي صيني بالتدخل في شؤون بكين. وكانت قد صرحت سابقاً أنه إذا استُخدمت القوة العسكرية، بما في ذلك السفن الحربية، في صراع تايوان، فيمكن اعتبار ذلك "وضعاً يهدد بقاء" بلادها.

ويُعد هذا التصنيف مهماً، لأنه سيوفر مبرراً قانونياً لليابان لنشر جيشها للمساعدة في الدفاع عن الدول الصديقة. وتتعارض تعليقات تاكايتشي مع الغموض الاستراتيجي الياباني السابق بشأن كيفية رد اليابان على أي طارئ في تايوان.

وأثارت تعليقات تاكايتشي غضب شيويه جيان، القنصل العام الصيني في أوساكا، الذي كتب في منشور على منصة "إكس"، حسبما نقلت النسخة الإنجليزية من صحيفة Sankei Shimbun: "إذا وضعت تلك الرقبة القذرة في غير موضعها، فسوف تُقطع على الفور. هل أنت مستعدة لذلك؟". وحُذف المنشور في وقت لاحق.

وصرح كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، مينورو كيهارا، الجمعة، بأن طوكيو قدمت شكوى لبكين بشأن تصريحات شيويه.

وقال كيهارا: "لقد كررنا موقفنا بشأن هذه المسألة، وشرحنا النية وراء تعليقات رئيسة الوزراء تاكايتشي". وأضاف أن اليابان اعترضت على احتجاج الصين أيضاً، مشيراً إلى أن اليابان لا تنوي التراجع عن التعليق.

وغالباً ما تكون العلاقات بين بكين وطوكيو متوترة بسبب قضايا تاريخية، وخاصة غزو اليابان للصين في ثلاثينيات القرن الماضي. وتعتبر الصين قضية تايوان خطاً أحمر.

علاقات متوترة

وبحسب "بلومبرغ"، قد تكون تعليقات صن واستدعاء الصين للسفير الياباني، كينجي كاناسوجي، إشارةً إلى رغبة بكين في التعبير رسمياً عن استيائها من تعليقات تاكايتشي، ومن غير الواضح ما إذا كان لهذه الحادثة أي تأثير على العلاقات التجارية.

وصرح كاناسوجي في قمة "كايكسين" في بكين، الخميس، بأنه ينبغي على الصين واليابان تعميق علاقتهما.

وعندما سُئل عن كيفية تطور العلاقات الثنائية في عهد تاكايتشي، التي أصبحت أول رئيسة وزراء لليابان الشهر الماضي، قال كاناسوجي: "كجيران، نواجه جميع أنواع الصعوبات، وتحدث المشاكل، ونمر بالكثير من التقلبات".

وأضاف: "لكن علينا إدارة هذه الصعوبات، وفي الوقت نفسه، علينا تعزيز وتعميق تعاوننا فيما أسميه بنداً مشتركاً على جدول الأعمال".

ولم تُصرّح تاكايتشي، الاثنين الماضي، أو في تعليقاتها الأولية، بأن اليابان ستنشر جيشها في أي سيناريو يتعلق بتايوان، لكن إقرارها باحتمالية التصنيف الرسمي لخطر وجودي يُوفّر وضوحاً أكبر من الإدارات السابقة حول كيفية رؤية طوكيو لأي صدام، مثل غزو صيني محتمل.

وتعتبر الصين تايوان، التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءاً من أراضيها. ولم تستبعد استخدام القوة لإخضاع الأرخبيل لسيطرتها.

ولا تربط طوكيو علاقات دبلوماسية رسمية مع تايبيه، لكنها عارضت أي محاولات لتغيير الوضع الراهن من جانب واحد، وأكدت على ضرورة حل الخلافات بشكل سلمي.

تصنيفات

قصص قد تهمك