واشنطن تدفع نحو المرحلة الثانية من اتفاق غزة وإغلاق ملف مقاتلي حماس في رفح

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي تظهر جنوداً إسرائيليين ينفذون عمليات في رفح جنوب قطاع غزة. 2 أبريل 2025 - REUTERS
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي تظهر جنوداً إسرائيليين ينفذون عمليات في رفح جنوب قطاع غزة. 2 أبريل 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

تدفع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقوة نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مع إغلاق ملف مقاتلي حركة "حماس" العالقين في مدينة رفح جنوب القطاع، والتي تسيطر عليها تل أبيب، بحسب شبكة CNN الأميركية.

ووفقاً لمصادر إسرائيلية تحدّثت لـCNN، أثار "صهر " جاريد كوشنر مؤخراً قضية مقاتلي "حماس" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت تضغط فيه واشنطن لإيجاد حل ينهي هذا الملف العالق، والذي يهدد مسار الاتفاق.

يوجد عشرات من مقاتلي "حماس" عالقين في أنفاق تحت الأرض خلف ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" شرقي غزة، وهي المنطقة التي انسحب إليها الجيش الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، ووصفت الشبكة القضية بأنها "مسألة دبلوماسية حساسة ليس لها مخرج واضح".

وذكر نتنياهو أنه لا ينوي ببساطة السماح لمقاتلي "حماس" بالخروج من الأنفاق، والعودة إلى الجزء الخاضع لسيطرة الحركة من غزة، وقالت "حماس" إن مقاتليها "لن يسلموا أنفسهم، ولن يسلموا أسلحتهم".

وتضغط إدارة ترمب على إسرائيل لإحراز تقدم نحو نوع من الحلول القابلة للتطبيق، وفقاً لمصدرين إسرائيليين.

الانتقال إلى المرحلة التالية

وأثار جاريد كوشنر القضية مع نتنياهو في اجتماعات جرت في وقت سابق هذا الأسبوع، وقال أحد المصدرين إن "الأميركيين يريدون الانتقال إلى المرحلة التالية".

وتشمل المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار إنشاء قوة أمنية دولية في غزة، ونزع سلاح "حماس"، وتنفيذ انسحاب إضافي للقوات الإسرائيلية.

ويستلزم كل بند من بنود المرحلة الثانية مفاوضات شاقة مع عدة دول، فيما يشكل مقاتلو "حماس" في غزة جزءاً إضافياً من لغز دبلوماسي يزداد تعقيداً، وفق الشبكة.

أحد المقترحات كان ترحيل المقاتلين إلى دولة ثالثة، مع اعتبار تركيا أحد الخيارات الممكنة، بحسب المصدر الآخر، غير أن أيّ حل من هذا النوع لم يتحقق.

وبينما نفى مكتب نتنياهو عدة مرات تقارير بشأن إمكانية الإفراج عن مقاتلي "حماس"، قال مسؤول إسرائيلي كبير في بيان الثلاثاء الماضي: "لم يلتزم رئيس الوزراء للأميركيين بالإفراج عن الأسرى من رفح"، مضيفاً بعد ساعات: "خلافاً للتقارير، لا يوجد حلّ متفق عليه".

وقال محمد شحادة، الخبير في شؤون غزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية لـCNN إن "حماس لا تعرف حتى عدد الذين ما زالوا أحياء هناك".

وتعرض وقف إطلاق النار المستمر منذ شهر تقريباً، للتهديد مرتين، بسبب الغارات الجوية، التي شنتها إسرائيل رداً على كمائن نُصبت لجنودها حول مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ألقت إسرائيل باللائمة فيها على "حماس". 

وفي ظل الجمود الدبلوماسي القائم بين المرحلتين الأولى والثانية من وقف إطلاق النار، لا تُبدي إسرائيل ولا "حماس" أي تحرك.

وقالت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في بيان، الأحد، إن إسرائيل تتحمل "المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع مقاتلينا في رفح، الذين يدافعون عن أنفسهم في منطقة خاضعة لسيطرتها"، مضيفة: "ليعلم العدو أنه لا يوجد في قاموس كتائب القسام مبدأ الاستسلام، وتسليم النفس للعدو".

ولم تعلق "كتائب القسام" بشكل مباشر على استمرار المحادثات حول مسألة المقاتلين في رفح، لكنها ألمحت إلى أن الأزمة ربما تؤثر على وقف إطلاق النار، وحضت الدول الوسيطة على "إيجاد حل لضمان استمرار وقف إطلاق النار، وعدم تذرع العدو بحجج واهية لخرقه، واستغلال ذلك لاستهداف الأبرياء والمدنيين في غزة".

ضغوط على نتنياهو

وبعدما اشتبك مع مقاتلي "حماس" داخل الأنفاق، قال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء الماضي، إن قواته تعمل على "تفكيك بنية تحتية تحت الأرض"، مشيراً إلى أنه رصد 4 أشخاص في مناطق خاضعة لسيطرة إسرائيل.

وأضاف أن هذه العمليات "تتماشى مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الولايات المتحدة، والذي يسمح بتدمير البنية التحتية العسكرية والأنفاق في غزة"، لكن "حماس" تعتبرها انتهاكاً واضحاً لخطة ترمب المكوّنة من 20 بنداً.

وتعرّض نتنياهو لضغوط من اليمين الإسرائيلي لرفض أي اتفاق يمنح المقاتلين ممراً آمناً نحو المناطق الخاضعة لسيطرة "حماس".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيجدور ليبرمان على منصة "إكس"، الثلاثاء: "بالنسبة للإرهابيين الذين قتلوا جنود الجيش الإسرائيلي بعد إعلان وقف إطلاق النار، لا يجب أن يكون أمامهم سوى خيارين: الاستسلام والسجن أو الموت".

هذا الضغط السياسي يحد من الخيارات المتاحة أمام نتنياهو، إذ يعلم أنّه سيواجه انتقادات إذا بدا وكأنه يقدم تنازلات لـ"حماس"، بحسب CNN.

وبحسب الخطة الأميركية، يمكن منح مقاتلي "حماس" عفواً إذا تخلّوا عن أسلحتهم، وتعهدوا بـ"التعايش السلمي".

واستبعدت الشبكة الأميركية أن تنسف قضية المقاتلين جهود وقف إطلاق النار بالكامل، لافتةً إلى أن الولايات المتحدة تستثمر جهوداً سياسية ضخمة لضمان تقدم الخطة، لكنها تمثّل عقبة إضافية أمام الوسطاء الذين يحاولون الحفاظ على الهدنة.

تصنيفات

قصص قد تهمك