جهود أميركية لبدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة وقلق إسرائيلي من "تغيّر الأولويات"

وزير الخارجية المصري: قوة تثبيت الاستقرار الدولية مهمتها مراقبة الالتزام بوقف النار

time reading iconدقائق القراءة - 11
دبي -الشرق

على وقع استعداد مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار أميركي يتضمن إنشاء قوة دولية في غزة، تكثف الولايات المتحدة جهودها لدفع المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في وقت تتصاعد فيه المخاوف الإسرائيلية من احتمالية توجه واشنطن لبدء إعادة إعمار القطاع قبل نزع سلاح حركة "حماس".

ويستعد مجلس الأمن، الاثنين، للتصويت على مشروع قرار أميركي يتضمن إنشاء قوة دولية في غزة تنتشر تحت قيادة موحدة مقبولة لدى "مجلس السلام" الذي وصفه القرار بأنه "إدارة حكم انتقالي يتمتع بشخصية قانونية دولية تتولى وضع إطار العمل وتنسيق التمويل لإعادة تطوير غزة وفقاً للخطة الشاملة".

كما يشمل مشروع القرار "ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، وإنشاء "مسار حوار بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي يضمن التعايش السلمي والمزدهر".

وأعربت الولايات المتحدة، والسعودية، ومصر، وقطر، والإمارات، وإندونيسيا، وباكستان، والأردن، وتركيا، في بيان مشترك عن دعمها لمشروع القرار الأميركي، مشيرةً إلى أن هذه العملية "تُمهد الطريق لتقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة".

وتضمن مشروع القرار الأميركي كذلك "قيام القوة الدولية في غزة ببسط السيطرة والاستقرار، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة استناداً إلى معايير ومعالم وأطر زمنية مرتبطة بنزع السلاح".

وتعد خطوة إنشاء قوة أمنية دولية في غزة جزء من المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار والتي تتضمن كذلك نزع سلاح "حماس"، وتنفيذ انسحاب إضافي للقوات الإسرائيلية.

مهام قوة تثبيت الاستقرار الدولية

وفي السياق، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لقناة Habertürk التركية، السبت، إن "قوة تثبيت الاستقرار الدولية مهمتها مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار، وتيسير تدفق المساعدات الإنسانية، وتهيئة المجال لبدء مرحلة إعادة الإعمار، وصولاً إلى بلورة أفق سياسي جاد يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

واعتبر عبد العاطي أن "الانخراط المباشر من جانب الولايات المتحدة كان عنصراً حاسماً في تذليل العقبات التي واجهت جولات التفاوض السابقة"، مشدداً على "أهمية استمرار الدفع نحو تنفيذ كافة مراحل خطة شرم الشيخ للسلام، بما في ذلك تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة القطاع مؤقتاً، تمهيداً لتمكين السلطة الفلسطينية من الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة".

وطالبت إسرائيل بمنح "قوة تثبيت الاستقرار الدولية"، تفويضاً واسعاً، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، السبت.

ونقلت الهيئة عن مسؤولين أن إسرائيل تطالب بأن يكون التفويض الممنوح لقوة الاستقرار الدولية وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وأن تستخدم القوة الدولية السلاح للحفاظ على المدنيين.

وأضاف المسؤولون أن إسرائيل تطالب بأن تستخدم القوة الدولية السلاح، لتجريد المجموعات المسلحة من أسلحتها.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قرار مجلس الأمن بشأن صلاحيات القوة الدولية، سيحدد هوية الدول التي ستشارك فيها.

"طريق مسدود"

وتصرّ الولايات المتحدة وإسرائيل على نزع سلاح "حماس"، فيما تتمسّك الحركة برفض التخلي عنه.

وقال مسؤولون مشاركون في مناقشات مع واشنطن لقناتي "13"، و"أي 24" الإسرائيليتين إن إدارة ترمب تدرس تخطي مسألة نزع سلاح "حماس" وبدء تنفيذ إعادة إعمار القطاع.

ويرى المسؤولون، أن هذا التغيير المحتمل في الاتجاه يدفع المحادثات مع إسرائيل حول مستقبل غزة إلى "طريق مسدود".

وقال مسؤول أمني لـ"القناة 13" إنه "لا يمكن أن يكون هناك إعادة إعمار قبل نزع السلاح، وهذا يتعارض مع خطة الرئيس دونالد ترمب، ويجب نزع سلاح غزة".

ويرى مسؤول إسرائيلي كبير أن هذا التغير في الاتجاه "لن ينجح"، معتبراً أنها "في النهاية تنزع سلاح إسرائيل، تماماً كما حدث في لبنان، حيث لم يفعل الفرنسيون كما هو متوقع شيئاً".

وذكرت قناة "أي 24" أن إسرائيل تشعر بالقلق وخيبة الأمل من التغيير المفاجئ في لغة مشروع القرار، الذي يتحدّث عن "مسار نحو تحقيق تقرير المصير الفلسطيني وإقامة دولة".

وقال مسؤولون في واشنطن لنظرائهم الإسرائيليين إنّ "تغيير الصياغة كان ضرورياً لإقناع الدول بالمساهمة بقوات في قوة الاستقرار الدولية".

مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن بشأن غزة

إن مجلس الأمن، إذ يرحب بالخطة الشاملة لإنهاء النزاع في غزة المؤرخة 29 سبتمبر 2025 ("الخطة الشاملة") (المرفق 1 لهذا القرار)، وإذ يشيد بالدول التي وقعت عليها أو قبلتها أو أيدتها، وإذ يرحب كذلك بإعلان ترمب التاريخي للسلام الدائم والازدهار المؤرخ 13 أكتوبر 2025، وبالدور البناء الذي قامت به الولايات المتحدة الأميركية ودولة قطر وجمهورية مصر العربية وجمهورية تركيا في تيسير وقف إطلاق النار في قطاع غزة..

وإذ يقرر أن الحالة في قطاع غزة تهدد السلام الإقليمي وأمن الدول المجاورة، وإذ يشير إلى قرارات مجلس الأمن السابقة ذات الصلة المتعلقة بالحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين،

1. يؤيد الخطة الشاملة، ويقر بقبول الأطراف لها، ويدعو جميع الأطراف إلى تنفيذها بالكامل، بما في ذلك الحفاظ على وقف إطلاق النار، بحسن نية ودون تأخير;

2. يرحب بإنشاء مجلس السلام كإدارة حكم انتقالي يتمتع بشخصية قانونية دولية تتولى وضع إطار العمل وتنسيق التمويل لإعادة تطوير غزة وفقًا للخطة الشاملة، وبطريقة تتفق مع المبادئ القانونية الدولية ذات الصلة، إلى أن يحين الوقت الذي تستكمل فيه السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي بشكل مرضٍ، كما هو مبين في مقترحات مختلفة، بما في ذلك خطة الرئيس ترمب للسلام في عام 2020 والمقترح السعودي الفرنسي، وتستطيع استعادة السيطرة على غزة بشكل آمن وفعال.

وبعد تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بإخلاص، وبعد أن تتقدم عملية إعادة تنمية غزة، قد تكون الظروف قد تهيأت أخيراً لمسار موثوق لتقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة.

وستقيم الولايات المتحدة حواراً بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي للتعايش السلمي والمزدهر.

3. التأكيد على أهمية الاستئناف الكامل للمساعدات الإنسانية بالتعاون مع السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بطريقة تتفق مع المبادئ القانونية الدولية ذات الصلة، ومن خلال المنظمات المتعاونة بما فيها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وضمان استخدام هذه المساعدات في الاستخدامات السلمية فقط وعدم تحويلها من قبل الجماعات المسلحة.

4. يأذن (مجلس الأمن الدولي) لمجلس السلام والدول الأعضاء المشاركة فيه بما يلي:

(أ) الدخول في الترتيبات التي قد تكون ضرورية لتحقيق أهداف الخطة الشاملة، بما في ذلك الترتيبات التي تتناول امتيازات وحصانات أفراد القوة المنشأة في الفقرة 7 أدناه؛

(ب) إنشاء كيانات تشغيلية تتمتع، حسب الضرورة، بشخصية قانونية دولية وسلطات للمعاملات من أجل أداء مهامها، بما في ذلك:

(1) تنفيذ إدارة الحكم الانتقالي، بما في ذلك الإشراف على لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير مسيسة من الفلسطينيين الأكفاء من القطاع ودعمها، على أن تتولى هذه اللجنة التي تؤيدها جامعة الدول العربية مسؤولية العمليات اليومية للخدمة المدنية والإدارة في غزة؛

(2) إعادة إعمار غزة وبرامج الإنعاش الاقتصادي؛

(3) تنسيق ودعم وإيصال الخدمات العامة والمساعدات الإنسانية في غزة؛

(4) أية تدابير لتسهيل حركة الأشخاص من غزة وإليها، بما يتفق مع الخطة الشاملة؛

(5) أية مهام إضافية قد تكون ضرورية لدعم وتنفيذ الخطة الشاملة؛

5. يفهم (مجلس الأمن) أن الكيانات التشغيلية المشار إليها في الفقرة 4 أعلاه ستعمل تحت السلطة الانتقالية وإشراف مجلس السلام وسيتم تمويلها من خلال المساهمات الطوعية من الجهات المانحة والحكومات وآليات تمويل مجلس السلام؛

6. يدعو (مجلس الأمن) البنك الدولي والمؤسسات المالية الأخرى إلى تيسير وتوفير الموارد المالية لدعم إعادة إعمار غزة وتنميتها على النحو الذي سيقدمه لأعضائه، بما في ذلك من خلال إنشاء صندوق استئماني مخصص لهذا الغرض، على أن يخضع لإشراف المانحين؛

7. يأذن (مجلس الأمن) لمجلس السلام والدول الأعضاء فيه بإنشاء قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة (ISF) تنتشر تحت قيادة موحدة مقبولة لدى مجلس السلام، بقوات تساهم بها الدول المشاركة، بالتشاور والتعاون الوثيقين مع جمهورية مصر العربية ودولة إسرائيل، وتتخذ جميع التدابير اللازمة لتنفيذ ولايتها بما يتفق مع القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي.

وتعمل القوة الدولية مع إسرائيل ومصر، دون المساس بالاتفاقات القائمة بينهما، إلى جانب قوة الشرطة الفلسطينية التي تم تدريبها وفحصها حديثاً، للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية؛ وتحقيق الاستقرار بالبيئة الأمنية في غزة من خلال ضمان عملية نزع السلاح في قطاع غزة، بما في ذلك تدمير ومنع إعادة بناء البنية التحتية العسكرية والإرهابية والهجومية، وكذلك نزع السلاح من الجماعات المسلحة غير الحكومية بشكل دائم؛ وحماية المدنيين، بما في ذلك العمليات الإنسانية؛ وتدريب قوات الشرطة الفلسطينية التي تم فحصها وتقديم الدعم لها؛ والتنسيق مع الدول المعنية لتأمين الممرات الإنسانية؛ والقيام بالمهام الإضافية التي قد تكون ضرورية لدعم الخطة الشاملة.

ومع قيام القوة الدولية في غزة ببسط السيطرة والاستقرار، تنسحب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة استناداً إلى معايير ومعالم وأطر زمنية مرتبطة بنزع السلاح، يتم الاتفاق عليها بين الجيش الإسرائيلي والقوة الدولية والدول الضامنة والولايات المتحدة، مع استثناء وجود أمني في محيط غزة سيبقى إلى أن يتم تأمين غزة بشكل مناسب كي لا تكون مصدر أي تهديد إرهابي متجدد.

وستقوم القوة الدولية لتحقيق الاستقرار في غزة بما يلي:

(أ) بمساعدة مجلس السلام في مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، والدخول في الترتيبات التي قد تكون ضرورية لتحقيق أهداف الخطة الشاملة؛

(ب) ستعمل تحت التوجيه الاستراتيجي لمجلس السلام وسيتم تمويلها من خلال التبرعات من المانحين والحكومات وآليات تمويل مجلس السلام؛

8. يقرر (مجلس الأمن الدولي) أن يظل مجلس السلام والوجود المدني والأمني الدولي المأذون به بموجب هذا القرار حتى 31 ديسمبر 2027، رهناً باتخاذ المجلس إجراءات أخرى، وأن تكون أي إعادة تفويض أخرى لقوة الأمن الدولية بالتعاون والتنسيق الكاملين مع مصر وإسرائيل والدول الأعضاء الأخرى التي تواصل العمل مع قوة الأمن الدولية؛

9. يدعو (مجلس الأمن الدولي) الدول الأعضاء والمنظمات الدولية إلى العمل مع مجلس السلام لتحديد فرص المساهمة بالأفراد والمعدات والموارد المالية للكيانات العاملة التابعة له ولقوة الأمن الدولية، وتقديم المساعدة الفنية للكيانات العاملة التابعة له ولقوة الأمن الدولية، والاعتراف الكامل بأعمالها ووثائقها؛

10. يطلب (مجلس الأمن الدولي) من مجلس السلام تقديم تقرير خطي عن التقدم المحرز فيما يتعلق بما ورد أعلاه إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة كل ستة أشهر؛

11. يقرر (مجلس الأمن) أن يبقي المسألة قيد نظره وتحت المتابعة المستمرة.

تصنيفات

قصص قد تهمك