
يبحث مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيناريوهات عدة بشأن فنزويلا حال الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، تتمحور حول نفيه إلى الخارج أم اعتقاله ومحاكمته داخل الولايات المتحدة، حسبما نقلت مجلة "بوليتيكو".
ونقلت المجلة عن مسؤول أميركي ومصدرين مطلعين على الملف، أن هناك سيناريوهات عدة تشمل نفي مادورو مع أقرب مساعديه إلى دول مثل تركيا أو روسيا أو أذربيجان أو حتى كوبا، إلى جانب خيار اعتقاله ومحاكمته في الولايات المتحدة.
وتقول الإدارة الأميركية إنها أطلقت عمليات عسكرية في منطقة الكاريبي من أجل القضاء على منابع تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، وليس تغيير النظام في فنزويلا، رغم أن مادورو يواجه مزاعم أميركية بأنه متورط في قضايا تهريب مخدرات، الأمر الذي ينفيه الأخير.
وحض مادورو، الخميس، الولايات المتحدة على عدم الدخول في صراع جديد طويل الأمد، مطالباً الشعب الأميركي، بالاتحاد من أجل "سلام الأميركتين".
وأدلى مادورو بهذه التصريحات لمراسل شبكة CNN الأميركية، خلال تجمع جماهيري بالعاصمة كاراكاس، وسط تصاعد التوتر مع إدارة ترمب، التي تواصل تعزيز حشودها العسكرية في البحر الكاريبي.
إضعاف قبضة مادورو
وقالت مصادر مطلعة لـ"بوليتيكو" إن بعض مساعدي ترمب يأملون أن تؤدي التهديدات العسكرية وحدها إلى إحداث فوضى داخل نظام مادورو وإضعاف قبضته على السلطة.
وأشارت المجلة إلى أن النقاش داخل إدارة ترمب يُظهر أن هناك تفكيراً في رفع بعض العقوبات عن فنزويلا، ودور البنك الدولي وصندوق النقد في إعادة بناء اقتصادها المنهار، إضافة إلى بحث إمكانية الاستعانة بشركات أمن خاصة لحماية القيادة الجديدة إذا كانت موالية لواشنطن.
غير أن هذه الخطط لا تزال غير منسقة بشكل كامل بين المؤسسات الأميركية المختلفة، فيما تؤكد المعارضة الفنزويلية أنها وضعت خططها الخاصة لمرحلة ما بعد مادورو، رغم أن الإدارة الأميركية لم تدمجها بشكل جدي في تحضيراتها، وفق "بوليتيكو".
ولا تعترف واشنطن بشرعية مادورو، وتعتبر أن الانتخابات الأخيرة زُوّرت، وترى أن الفائز الحقيقي هو إدموندو جونزاليس، الدبلوماسي السابق المتحالف مع زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، الحائزة على جائزة نوبل للسلام هذا العام، والتي أهدتها لترمب.
"غياب خطة واضحة"
في المقابل، يحذر خبراء ومسؤولون سابقون من أن غياب خطة واضحة قد يؤدي إلى فراغ في السلطة، ما يفاقم أنشطة تهريب المخدرات والجريمة المنظمة ويهدد أهداف واشنطن في مكافحة عصابات تهريب المخدرات.
كما يلفت بعضهم إلى أن المساعدين الأكثر ارتباطاً بقطاع النفط والغاز يبدون اهتماماً كبيراً بكيفية إدارة مرحلة ما بعد مادورو.
ورغم الحشد العسكري الأميركي في المنطقة، بما في ذلك نشر حاملة طائرات ضخمة و15 ألف جندي، يبدي ترمب حذراً من إرسال قوات إلى داخل فنزويلا، وسط انقسام داخل قاعدته السياسية بشأن التدخلات العسكرية الخارجية.









