
قالت نائبة رئيس الفلبين، الاثنين، إن الرئيس فرديناند ماركوس جونيور يواجه "أزمة ثقة"، وذلك فيما شهد اليوم الثاني من التظاهرة ضد الفساد مشاركة مئات الآلاف من المحتجين، حسبما أوردته "بلومبرغ".
وجاء في مقطع فيديو نشرته سارة دوتيرتي على حسابها في "فيسبوك": "الرئيس يواجه الآن أزمة ثقة عميقة، خصوصاً في طريقة التعامل مع تحقيقات الفساد التي يبدو أنها تفتقر إلى التوجيه والجدية".
وأضافت: "نبحث أيضاً عن إجابات واضحة حول كيفية الموافقة على موازنة حرمت الفلبينيين من مليارات ومليارات البيزوات في عهده".
وأكدت دوتيرتي، التي انهارت علاقاتها مع ماركوس على خلفية خلافات سياسية بعد فوزهما معاً في انتخابات 2022، أنها تتفهم غضب الشارع من عدم محاسبة أيٍ من المسؤولين عن الفساد المتفشي في مشاريع كان يفترض أن تخفف من حدة الفيضانات في واحدة من أكثر دول العالم عرضةً للكوارث.
احتجاجات حاشدة
وجاءت تصريحات دوتيرتي فيما تجمع أكثر من 200 ألف من أعضاء كنيسة المسيح (إغليسا ني كريستو) لليوم الثاني في متنزه ريزال التاريخي في مانيلا.
وتدفقت الحشود، التي ارتدى كثير من أفرادها قمصاناً بيضاء طُبعت عليها عبارة "الشفافية من أجل ديمقراطية أفضل"، منذ صباح الاثنين، إذ قضى آلاف منهم ليلتهم في المكان عقب تجمع الأحد الذي استقطب نحو 650 ألف شخص.
وتُضيف الاحتجاجات الحاشدة التي خرجت هذا الأسبوع، بدعم من جماعة دينية نافذة، مزيداً من الضغط على إدارة ماركوس لملاحقة المتورطين قضائياً.
وقد نصب كثيرون خياماً وفرتها الكنيسة، فيما أحضر آخرون طعامهم الخاص أو جهزوا مواقد للطهي، وأخذ البعض قسطاً من الراحة على حصر أرضية أو داخل سياراتهم المتوقفة، بينما عزفت فرق موسيقية أغاني البوب على المنصة.
وعلى المنصة الرئيسة في المتنزه، استُعرضت بشكل متواصل مقاطع فيديو لأعضاء في الكنيسة ينتقدون فيها الفساد، بما في ذلك معاناتهم من الفيضانات الواسعة والمشاريع غير المكتملة التي كان يفترض أن تحد منها.
اتهامات ضد ماركوس
وتأتي تصريحات دوتيرتي بعد أن اتهم مشرع سابق، كان في صلب بعض الاتهامات، الرئيس ماركوس خلال عطلة نهاية الأسبوع بتلقي 25 مليار بيزو (423 مليون دولار) على شكل رشى من مخصصات مشاريع، قال إن الرئيس "أمر بإدراجها في موازنة 2025".
وقالت "بلومبرغ" إن زيدلي كو، النائب السابق ورئيس لجنة المخصصات في مجلس النواب سابقاً، متورط في مخطط للاستيلاء على أموال مشاريع بنى تحتية لمكافحة الفيضانات، فيما وصف مكتب ماركوس الاتهامات بأنها "دعاية".
في الإطار، قالت وكيلة مكتب الاتصالات الرئاسية، كلير كاسترو، إن ماركوس نفسه "قاد التحقيق في فضيحة الفساد، وهو أمر لم يحدث خلال إدارة رودريجو دوتيرتي والد نائبة الرئيس الحالية".
وقال وزير المالية رالف ركتو في بيان، إن البلاد ليست "غافلة عن التحديات، ولن تهتز بسببها". وأضاف: "ما نشهده اليوم ليس أزمة قيادة، بل حكومة تعيد إصلاح نفسها من الداخل، بقيادة رئيس اختار أن يكون المُبلغ عن الفساد لا المدافع عنه".
واستحوذت فضيحة الفساد على اهتمام الفلبينيين منذ أن كشف ماركوس لأول مرة في يوليو الماضي، عن إساءة استخدام أموال الدولة، كما هزت ثقة المستثمرين في البلاد، ما تسبب في تباطؤ النمو الاقتصادي خلال الربع الثالث، وتراجع قيمة البيزو، وانهيار سوق الأسهم.










