
قال الكرملين، الاثنين، إن روسيا ما تزال تأمل في عقد لقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب فور الانتهاء من التحضيرات اللازمة وتوفير الظروف الملائمة لإنجاح هذا الاجتماع.
وأوضح بيان نقله تلفزيون "آر.تي" الروسي، أن جميع الأطراف حريصة على أن تتوافر الظروف لعقد اللقاء في أقرب وقت ممكن، مع التأكيد على أن أي قمة تجمع الزعيمين يجب أن تحقق نتائج فعلية ومثمرة، وهو ما يستدعي استعداداً دقيقاً ومتأنياً.
ومع ذلك، أشار الكرملين إلى أنه من الصعب حالياً تحديد موعد يمكن القول فيه إن الظروف باتت ملائمة لعقد الاجتماع.
ويأتي هذا الموقف بعد أن كان ترمب أعلن الشهر الماضي إلغاء قمة كان من المقرر عقدها مع بوتين في العاصمة المجرية بودابست، مبرراً ذلك بعدم إحراز تقدم في الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
لكن الرئيس الأميركي عاد وألمح في تصريحات سابقة هذا الشهر إلى وجود إمكانية لعقد لقاء جديد مع نظيره الروسي، ما أعاد الحديث عن احتمال استئناف التواصل المباشر بين الطرفين.
وخلال إحاطته الصحافية اليومية، أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن موسكو وواشنطن تدركان أن التحضير الجيد شرط أساسي لنجاح أي لقاء محتمل بين بوتين وترمب.
وشدد بيسكوف على أن روسيا مهتمة بضمان تهيئة الظروف التي تسمح بعقد الاجتماع في أقرب فرصة، لكنه حذّر في الوقت نفسه من تصاعد الخطاب العسكري المؤيد للحرب في عدد من العواصم الأوروبية، في إشارة إلى تصريحات وزير الدفاع الألماني بشأن احتمال اندلاع مواجهة بين روسيا وحلف الشمال الأطلسي (الناتو).
وأكد بيسكوف أنه "لا توجد في روسيا أطراف تدفع نحو مواجهة مع الحلف، وأن الجهود الروسية تركز على تجنب التصعيد".
كما تحدث عن ملف تبادل الأسرى بين موسكو وكييف، موضحاً أن التعاون مستمر على مستوى خبراء الجانبين، بينما لا توجد معلومات يمكن الإعلان عنها بشأن اجتماع محتمل بشأن هذا الموضوع في الوقت الراهن.
هجمات كييف
وفي ما يخص الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية، قال المتحدث باسم الكرملين إن موسكو ترد بانتظام على تلك الهجمات، خصوصاً ما يستهدف البنية التحتية للطاقة، مؤكداً امتلاك روسيا الإمكانات اللازمة لإزالة آثار الأضرار واستئناف شحنات التصدير دون تأخير كبير.
وفي سياق آخر، عبّر الكرملين عن موقف "سلبي للغاية" تجاه مشروع قانون أميركي مقترح يهدف إلى فرض عقوبات على الدول التي تستمر في التعاون التجاري مع روسيا.
ويمنح المشروع الرئيس الأميركي صلاحية فرض رسوم جمركية قد تصل إلى 500% على واردات الدول التي تواصل شراء الطاقة الروسية دون أن تقدم دعماً لأوكرانيا، في خطوة تُعد استهدافاً مباشراً لكبار المستهلكين مثل الصين والهند.
وكان ترمب قد اعتبر في وقت سابق أن هذا المشروع مقبول بالنسبة له، الأمر الذي أثار استياء موسكو التي ترى فيه توسعاً في الضغوط الاقتصادية المفروضة عليها.
وأشار الكرملين إلى أن بوتين سيعقد اجتماعاً مع رئيس اتحاد النقابات العمالية المستقلة، تشيرنوجاييف، لبحث قضايا العمال والعلاقات الاجتماعية داخل روسيا، في إطار متابعة الملفات الداخلية بالتوازي مع التطورات الدولية المتسارعة.










