اتهام بكين بتشويش اتصالات قوات فلبينية أثناء مهمة في بحر الصين الجنوبي

time reading iconدقائق القراءة - 5
سفينة حربية فلبينية قرب جزيرة "سكند توماس شول" في بحر الصين الجنوبي. 11 مايو 2015 - REUTERS
سفينة حربية فلبينية قرب جزيرة "سكند توماس شول" في بحر الصين الجنوبي. 11 مايو 2015 - REUTERS
دبي -الشرق

اتهم مسؤولان فلبينيان، الثلاثاء، سفناً صينية بـ"التشويش على الاتصالات"، أثناء تنفيذ قوات الجيش الفلبيني، مهمة إعادة تزويد بالإمدادات إلى سفينة قرب مياه ضحلة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، حسبما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".

ونقلت الوكالة الأميركية عن المسؤولين، اللذين طلبا عدم كشف هويتيهما، قولهما، إن عملية نقل القوات المسلحة الفلبينية الطعام والوقود ودفعة جديدة من أفراد البحرية إلى جزيرة "سكند توماس شول" تمت بنجاح "دون وقوع أي حادث غير مرغوب فيه"، الجمعة، رغم وجود سفن خفر سواحل صينية وغيرها من السفن الصينية التي تحرس محيط الجزيرة التي تسيطر عليها الفلبين منذ سنوات.

في المقابل، لم يصدر المسؤولون الصينيون بياناً على الفور.

وقال أحد المسؤولين الفلبينيين إن قوات خفر السواحل الصيني قامت بالتشويش على الاتصالات داخل المياه الضحلة، بينما كانت القوات الفلبينية تنقل الإمدادات إلى السفينة "سييرا مادري" BRP Sierra Madre، على ما يبدو، لمنع مراقبة محتملة من قبل الولايات المتحدة، وقوات أجنبية أخرى التزمت بالمساعدة في الحفاظ على سيادة القانون في بحر الصين الجنوبي، وهو طريق تجاري عالمي رئيسي.

وكان الجيش الفلبيني نفّذ، منذ العام الماضي، 12 عملية تسليم إمدادات وأفراد جدد من هذا القبيل دون وقوع حوادث إلى السفينة "سييرا مادري"، وهي سفينة حربية متهالكة من حقبة الحرب العالمية الثانية، فيما طالبت الصين مراراً بسحب السفينة الراسية.

وحدثت مواجهات سابقة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه مع إصرار الصين بأحقيتها في السيادة على منطقة "سكند توماس شول" المتنازع عليها ضمن مجموعة جزر "سبراتلي"، وتشير الصين إليها باسم "ريناي جياو"، وتقول مانيلا إنها تقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة. 

توتر متصاعد

وتفادي الجانبان حدوث مواجهات بعد أن وقعت الصين والفلبين "تدابير عدم اعتداء" مؤقتة في يوليو 2024، لمنع وقوع مواجهات جديدة في الجزيرة المرجانية المخصصة لصيد الأسماك، والتي تطالب الدولتان الآسيويتان بالسيادة عليها منذ فترة طويلة.

لكن في أغسطس، نشرت الصين المزيد من سفن خفر السواحل وغيرها من السفن في المياه الضحلة الخاضعة لحراسة مشددة، بما في ذلك بعض السفن المزودة برشاشات أكثر قوة، مدعومة بمروحيات وطائرة مراقبة مسيرة.

في ذلك الوقت، شوهدت سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تطلق مدفعها المائي القوي في ما يبدو أنه تدريب أو لفتة ترهيبية، واقترب قارب صيني من مسافة 50 متراً (164 قدماً) من "سييرا مادري".

وقال الجيش الفلبيني إن زورقين من القوات الفلبينية منعا السفينة الصينية من الاقتراب من موقع السفينة الفلبينية.

وكان الجيش الفلبيني تعمد إرساء السفينة "سييرا مادري" في المياه الضحلة الفيروزية في منطقة "سكند توماس شول" في عام 1999 لتكون بمثابة قاعدة أمامية. وفي وقت لاحق، قامت الصين، التي تطالب أيضاً بالمياه الضحلة، بتطويق الجزيرة المرجانية بسفنها.

وتسببت المواجهة الإقليمية التي استمرت لسنوات في مواجهات متكررة بين قوارب الإمداد العسكرية الفلبينية، والقوات الصينية في الماضي إلى أن أبرم الدبلوماسيون الفلبينيون والصينيون العام الماضي "اتفاق عدم اعتداء" يغطي المياه الضحلة، والذي يعد اتفاقاً تاريخياً بين الدولتين الآسيويتين المطالبتين بالسيادة.

وتطالب الصين بالسيادة على كامل بحر الصين الجنوبي تقريباً، وهو ممر مائي يمر عبره تجارة تتجاوز قيمتها ثلاثة تريليونات دولار سنوياً، على الرغم من وجود مطالبات أخرى بالسيادة من الفلبين وبروناي وماليزيا وفيتنام.

ولا تدعي الولايات المتحدة أي مطالبات في المياه، لكنها حذرت مراراً من أنها ملزمة بالدفاع عن الفلبين، أقدم حليف لها بموجب معاهدة في آسيا، إذا تعرضت القوات والطائرات والسفن الفلبينية لهجوم مسلح، بما في ذلك في بحر الصين الجنوبي.

تصنيفات

قصص قد تهمك