
أبلغت الصين اليابان بتعليق واردات المأكولات البحرية اليابانية، حسبما ذكر مصدر حكومي، الأربعاء، لوكالة "كيودو" الرسمية، وذلك وسط خلاف دبلوماسي بين البلدين بشأن تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي المتعلقة بتايوان.
يأتي هذا التعليق بعد أقل من خمسة أشهر من إعلان بكين رفع حظر استيراد بعض المنتجات البحرية اليابانية الذي استمر قرابة عامين. وكانت بكين قد أشارت إلى مخاوفها بشأن تسرب مياه الصرف الصحي المعالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية من اليابان.
قبل الحظر في 2023، كانت الصين، بما في ذلك هونج كونج، تمثل أكثر من ثلث صادرات المأكولات البحرية اليابانية بالكامل، وفق البيانات الرسمية لعام 2022، والتي نشرتها صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وتصاعدت التوترات بين اليابان والصين بعد فشل أولى محادثاتهما الدبلوماسية لتهدئة الخلافات، إثر تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بشأن مضيق تايوان، وفق "بلومبرغ".
وردّت بكين بإجراءات حازمة تضمنت تحذيرات سفر وتهديدات اقتصادية، فيما يزداد القلق من تأثيرات محتملة على التجارة والسياحة بين البلدين.
اجتماع عاصف
وقال ليو جينسونج، مدير إدارة الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية الصينية، إنه "غير راضٍ" عن نتائج اجتماعه مع المدير العام لمكتب الشؤون الآسيوية والأوقيانوسية بوزارة الخارجية اليابانية، كاناي ماساكي، الثلاثاء، وفق تقرير نشرته منصة "ذا بيبر" الإخبارية الصينية.
وأثارت جوانب بروتوكولية في الاجتماع، الانتباه كذلك. فقد نقلت وسائل إعلام صينية حكومية عن محللين قولهم، إن رتبة كاناي المتوسطة تعكس عدم جدية اليابان في إنهاء الخلاف، كما أثارت ملابس ليو جدلاً حول ما إذا كانت تحمل رسالة رمزية.
وذكر حساب على مواقع التواصل الاجتماعي تابع لهيئة الإذاعة الصينية، أن البدلة التقليدية التي ارتداها ليو تشبه تلك التي ارتداها الطلبة المحتجون خلال حركة الرابع من مايو في عام 1919، وهو انتفاضة تاريخية قادها الشباب للاحتجاج على نقل أراضٍ صينية إلى اليابان، وأسهمت في إطلاق مقاطعة للبضائع اليابانية.
وذكرت "بلومبرغ"، أن ليو ارتدى ملابس مشابهة في فعاليات دبلوماسية سابقة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان اختياره هذه المرة متعمداً لإرسال رسالة محددة.
وتدهورت العلاقات بين الجارتين بعدما أصبحت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي، أول رئيس للوزراء في اليابان منذ عقود، يربط علناً بين أزمة محتملة في مضيق تايوان وبين احتمال نشر قوات يابانية. وأثارت تصريحاتها رداً سريعاً من بكين التي حذّرت من إجراءات إضافية.
من جهتها، قالت اليابان، إن كاناي أكد تمسّك بلاده بموقفها الثابت بشأن تايوان. كما ردّ على ما وصفه بـ"التصريحات غير المناسبة للغاية" التي أدلى بها شيو جيان، القنصل الصيني في أوساكا، والذي هدّد بـ"قطع رأس الأفعى" في منشور على "إكس" قبل أن يُحذف لاحقاً.
وطالبت طوكيو باتخاذ إجراءات فورية بحق الدبلوماسي الصيني.
تأثيرات اقتصادية
وتشير التفاعلات الحادة بين الطرفين، إلى أن الخلاف لا يُظهر أي بوادر للانفراج. فقد حذّرت بكين مواطنيها من السفر إلى اليابان، وهي خطوة دفعت وكالتين سفريتين مملوكتين للدولة إلى إلغاء رحلات جماعية كانت مقررة منذ أشهر، بحسب مصادر مطلعة.
وقد أدّى التحذير إلى عمليات بيع مكثّفة في أسهم كبرى شركات السياحة والتجزئة اليابانية، قبل أن تستعيد جزءاً من خسائرها، وفق "بلومبرغ".
كما نصحت شركات صينية مملوكة للدولة، موظفيها بتجنب السفر إلى اليابان، فيما أرسلت مجموعات استثمارية وبنوك ووسطاء ماليون رسائل تحذيرية لموظفيهم هذا الأسبوع، وفق أشخاص مطلعين على الأمر.
وبحسب بيانات رسمية، انخفضت الحجوزات النشطة إلى اليابان من حوالي 1.5 مليون في 15 نوفمبر الجاري إلى مليون فقط بعد يومين.
ويُعدّ السياح الصينيون، أكبر مصدر للسياحة إلى اليابان، حيث زار ما يقرب من 7.5 مليون سائح صيني، اليابان، في الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، وفق الأرقام اليابانية.
مطالب قصوى
وطالبت الصين بأن تتراجع تاكايتشي عن تصريحاتها، بينما هاجمت وسائل الإعلام الرسمية في بكين تصريحاتها بشدة.
وقال جيريمي تشان، الدبلوماسي الأميركي السابق، وكبير المحللين في مجموعة أوراسيا و سابق: "تُظهر بكين عبر هذا التبادل أنها ليست مستعدة بعد لترك الأزمة تهدأ أو لفسح المجال لحلول أكثر عقلانية".
وأضاف: "لقد كررت أيضاً مطلبها المتشدد بأن تتراجع تاكايتشي بالكامل عن تصريحها، وهو أمر لا تستطيع القيام به، مما يترك الأزمة من دون مخرج فوري لخفض التصعيد".











