
أعلن الاتحاد الأوروبي، الخميس، فرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات "الدعم السريع" في السودان، والتي يقودها شقيقه محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، معرباً عن استعداده لـ"فرض المزيد من العقوبات إذا تطلب الأمر على جميع المتسببين في زعزعة استقرار السودان".
وأدان التكتل الأوروبي، في بيان، ما وصفه بـ"الفظائع الجسيمة والمستمرة التي ترتكبها عناصر قوات الدعم السريع في السودان، بما في ذلك ما ارتكبته بعد حصار مدينة الفاشر"، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأضاف: "رداً على هذه الجرائم قرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو الرجل الثاني في قيادة الدعم السريع"، وفق البيان الأوروبي.
وسبق أن فرضت وزارة الخزانة الأميركية، في سبتمبر 2023، عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو، مشيرةً حينها إلى أن هذه العقوبات "تظهر التزام واشنطن بمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة والواسعة النطاق في السودان".
وتسيطر قوات "الدعم السريع" حالياً على إقليم دارفور بالكامل في غرب السودان، بعدما أعلنت سيطرتها على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور عقب محاصرتها لها لمدة 18 شهراً، فيما يسيطر الجيش على النصف الشرقي من البلاد.
وشدد الاتحاد الأوروبي على أن "استهداف المدنيين والقتل على الهوية العرقية، والعنف على أساس جنسي، والتجويع، والحرمان من المعونات الإنسانية هي مخالفات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، وقد ترقى لكونها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
ودعا التكتل إلى "وضع حد لثقافة الإفلات من العقاب ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في السودان"، مضيفاً: "على جميع أطراف الصراع في السودان استئناف المفاوضات لتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار".
كما دعا لـ"السماح للأمم المتحدة بوجود دائم في دارفور والمناطق الأخرى التي لا يسيطر عليها الجيش"، معرباً عن التزامه "بدعم وحدة السودان والحفاظ على مؤسساته الحكومية ورفض أي هياكل حكم موازية".
تحركات أميركية
وتأتي هذه العقوبات بالتزامن مع ترحيب الحكومة السودانية، وقوات الدعم السريع، وقوى سياسية سودانية أخرى، الخميس، بجهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترمب، الداعمة لوضع حد للصراع الدائر في البلاد منذ أبريل 2023.
وأعلن الرئيس ترمب، الأربعاء، أنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان، بعد أن طالبه ولي العهد السعودي بـ"التدخل لحل الصراع".
وتوجه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بالشكر إلى ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي، قبل أن يصدر مجلس السيادة بياناً، أكد فيه الاستعداد لـ"لانخراط الجاد من أجل تحقيق سلام ينتظره الشعب السوداني".
على نحو مماثل، أعرب رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس عن ترحيب حكومة السودان وشعبه بجهود ومساعي الرياض وواشنطن من أجل إحلال "السلام العادل والمستدام" في البلاد.
وكتب إدريس في منشور على منصة "إكس"، "أشكرهم (السعودية والولايات المتحدة) علي جهودهم المستمرة منذ اندلاع الحرب في البلاد لإيقاف القتال والسعي لإحلال السلام بالسودان"، مؤكداً الاستعداد التام لـ"الانخراط الجاد معهم من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار والرفاه للشعب السوداني".
تهيئة الطريق أمام "حل مستدام"
في المقابل، شدد عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع الباشا محمد طبيق على ضرورة التوصل إلى سلام يذهب إلى "تشخيص جذور الأزمة".
واعتبر القيادي في تحالف السودان التأسيسي المعروف اختصاراً بـ"تأسيس" إبراهيم الميرغني أن ترمب يرمي بثقله الرئاسي لوقف الحرب، مثمناً مساعي الأمير محمد بن سلمان.
وفي فبراير الماضي، تشكل تحالف "تأسيس" بالعاصمة الكينية نيروبي، ويضم عناصر من قوات الدعم السريع، وحركات مسلحة، وأحزاب سياسية وقوى مدنية.










