وسط تصاعد مستوى التوتر مع الغرب، استعرضت روسيا في مدينة كوبينكا، أحدث الأسلحة والمعدات التي طورتها أخيراً، وذلك ضمن فعاليات معرض "الجيش 2021" العسكري التقني الدولي، الذي شهد مشاركةً دولية واسعة.
وتهدف النسخة السابعة من المعرض، الذي تنظمه وزارة الدفاع الروسية في الفترة الممتدة بين 22 و28 أغسطس الجاري، إلى "إعادة التجهيز التقني وزيادة كفاءة أنشطة وزارة الدفاع، وتحفيز الابتكار للمجمع الصناعي العسكري في روسيا، والمساهمة في تطوير التعاون العسكري التقني بين روسيا والدول الأجنبية"، بحسب ما أفادت به وكالة "نوفوستي" الروسية.
أسلحة روسية متطورة
وتعرض موسكو خلال المنتدى، ولأول مرة عدداً من الأسلحة الروسية المتطورة، منها طائرة نقل عسكرية من طراز "IL-112V" والقادرة على نقل 5 أطنان من الحمولة، بما في ذلك الجنود والمعدات العسكرية، والتحليق في مختلف الظروف الجوية والمناخية، بسرعة تصل إلى 550 كيلومتراً في الساعة.
واستعرضت الشركات الروسية خلال فعاليات المنتدى نماذج مئات الأسلحة العسكرية الحديثة، بما في ذلك طائرات مسيّرة، من ضمنها طائرة "جروم"، المخصصة لتنفيذ المهام القتالية، التي يبلغ وزنها عند الإقلاع 7 آلاف كيلوجرام، ووزن الأسلحة والذخائر التي تحملها 2000 كيلوجرام، وسرعتها القصوى 1000 كيلومتر في الساعة، وتحلق على ارتفاع 12 كيلومتراً.
وخلال المنتدى، تسلمت القوات الروسية أولى الدفعات من دبابات "تي-14 أرماتا"، التي تستطيع حماية الآليات العسكرية الأخرى من طائرات العدو وأسلحته المضادة للدبابات، بفضل وسائل التشويش الإلكتروني والإعاقة التشويشية المتوفرة فيها، كما تستطيع توفير الدعم الناري لمركبات المشاة عند الضرورة، بفضل مدفعها الفريد عيار 125 ملم.
عقود بـ6.8 مليار دولار
وجعل الكرملين التحديث العسكري أولوية قصوى، على خلفية تدهور العلاقات مع الغرب إلى أدنى مستوياتها بعد الحرب الباردة. وكانت الأزمة تفاقمت بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في أوكرانيا عام 2014.
ووقعت وزارة الدفاع الروسية خلال المعرض أكثر من 40 عقداً حكومياً، بقيمة تزيد على 6.8 مليار دولار، بهدف تسليم أكثر من 1300 سلاح للقوات الروسية، بحسب وكالة "تاس".
وأعلن نائب وزير الدفاع أليكسي كريفوروتشكو أن "القوات المسلحة الروسية ستحصل بموجب الاتفاقيات على أكثر من 1300 نوع جديد من المعدات، بينما سيتم إصلاح وتطوير أكثر من 150 قطعة من الأسلحة والمعدات العسكرية".
بوتين: لا بديل لأسلحتنا
وسبق أن دشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سفينتين حربيتين جديدتين وأربع غواصات، منها غواصتان نوويتان حاملتان للصواريخ، كجزء من الجهود الروسية لتطوير الأسلحة والمعدات.
وفي كلمة ألقاها لدى افتتاحه منتدى "الجيش-2021" قال بوتين إن "حصة أحدث أنواع الأسلحة في قواتنا النووية الاستراتيجية تفوق 80%"، مضيفاً أن "الكثير من الأسلحة الروسية لا توجد لها بدائل في العالم من حيث خواصها، وسيستمر هذا الوضع مدة طويلة بالنسبة لبعض أنواعها".
وأكد أن المعرض يظهر "المستوى الحالي لقواتنا المسلحة، والأهم أنه يمثل الطاقات الابتكارية والتقنية القوية التي ستحدد مسارات التطور الديناميكي النوعي للجيش والأسطول في روسيا خلال السنوات المقبلة"، مشيراً إلى أن "هذا التطوير يعد من أولويات الدولة الروسية".
وقال الرئيس الروسي إنه بـ"إمكان الاختصاصيين الروس وزملائهم الأجانب من 100 دولة، أن يطّلعوا على المنتجات الجديدة لقطاع الصناعات الحربية، ومناقشة آفاق تعميق الاتصالات في مجال التقنيات العسكرية شؤون الدفاع وضمان مصالحها الوطنية للدول".
تطلعات دولية
شهد المعرض الروسي حضور قادة ومسؤولي عدد من دول العالم، منهم ملك الأردن عبد الله الثاني، ونائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الذي أعلن رفع مستوى التعاون العسكري مع روسيا، وذلك بعد توقيع البلدين على اتفاقية تهدف إلى تطوير مجالات التعاون العسكري المشترك بين الجانبين.
وقال نائب وزير الدفاع السعودي على تويتر: "وقعت اليوم مع معالي نائب وزير الدفاع الروسي الفريق أول الكسندر فومين اتفاقية بين المملكة وروسيا الاتحادية تهدف إلى تطوير مجالات التعاون العسكري المشترك بين البلدين الصديقين".
ولفت إلى أنه بحث مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، سبل تعزيز التعاون العسكري والدفاعي، و"سعينا المشترك لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وأبرز التحديات المشتركة التي تواجه البلدين".
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن وزير الدفاع سيرجي شويجو، أن وزارته تعتزم إجراء تطوير مكثف للتعاون العسكري التقني مع المملكة العربية السعودية.
وقالت الوكالة الروسية، إن شركة الأسلحة "روس أوبورون إكسبورت" تلقت طلبات من دول خليجية وإفريقية لشراء ناقلة الجنود "بوميرانج" القتالية.
وتمتلك الناقلة الروسية مدفعاً رشاشاً عيار 30 ملم ومدفع عيار 7.62 ملم، إضافة إلى أجهزة ملاحة ورؤية ليلية وتدريع عالٍ، ونظام إدارة نيران متطور، في حين يتكوّن طاقمها من 3 إلى 7 أشخاص، ويصل وزنها إلى 20 طناً.
وتمتلك المدرعة منصتي إطلاق صواريخ مضادة للدبابات طراز "كورنيت إيه إم" مثبتتين على جانبي المدرعة، وهي صواريخ ذاتية التوجيه لا تحتاج إلى متابعة بعد إطلاقها.
ووفقاً لـ"تاس"، أبدت دول جنوب وشرق آسيا رغبتها في شراء النظام الروسي المضاد للطائرات المسيرة، والذي يتميز بقدرته على التشويش على مجال التحكم في الطائرات المسيرة، داخل دائرة نصف قطرها 2 كيلومتر، بغض النظر عن الوقت والظروف الجوية، بالإضافة إلى قدرته على البقاء غير مرئي وغير معرض للإجراءات المضادة للراديو، كما يمكن نشره بالكامل في وقت لا يزيد على 30 دقيقة.