دبي-الشرق
أعلنت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، الحليفة السابقة للرئيس دونالد ترمب ، الجمعة، أنها ستستقيل من الكونجرس في يناير المقبل، بعدما هددها ترمب بدعم منافس لها إذا أعادت ترشحها.
وشرحت جرين قرارها في فيديو نُشر عبر الإنترنت مدته أكثر من 10 دقائق، وقالت إنها لا تريد لدائرتها "أن تتحمّل معركة تمهيدية مؤذية ومليئة بالكراهية ضدي من قبل الرئيس الذي قاتلنا جميعاً من أجله"، كما قالت.
وجاءت استقالة جرين بعد خلاف علني مع ترمب في الأشهر الأخيرة، إذ انتقدته بشأن موقفه من ملفات جيفري إبستين، إلى جانب قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية والرعاية الصحية.
ووصفها ترمب بأنها "خائنة" و"مجنونة"، وقال إنه سيدعم منافساً ضدها إذا ترشحت لإعادة الانتخاب العام المقبل.
وقالت إن آخر يوم لها في المنصب سيكون 5 يناير 2026. ولم يرد البيت الأبيض فوراً على طلب للتعليق من "أسوشيتد برس" مساء الجمعة.
وفي مكالمة هاتفية قصيرة مساء الجمعة، قال ترمب لشبكة ABC إن استقالة جرين "خبر رائع للبلاد". وأضاف أنه لا ينوي التحدث معها، لكنه يتمنى لها التوفيق.
خلاف داخل حركة "ماجا"
وكانت جرين واحدة من أكثر الأصوات دعماً وظهوراً لسياسات ترمب "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، وتبنّت الكثير من أسلوبه السياسي الصدامي.
وكان انفصالها عنه شرخاً ملحوظاً في نفوذه على المحافظين، خصوصاً القاعدة الأكثر ولاءً له. لكن قرارها بالتنحي تحت ضغطه وضعها في المسار ذاته الذي سلكه العديد من الجمهوريين الأكثر اعتدالاً ممن تجرأوا على معارضته.
النائبة، التي ظهرت في فيديو إعلان استقالتها وهي جالسة في غرفة معيشتها مرتديةً قلادة على شكل صليب، وخلفها شجرة عيد الميلاد ونبتة زنبق السلام، قالت: "حياتي مليئة بالسعادة، وقناعاتي الحقيقية لم تتغير، لأن قيمتي لا يحددها رجل، بل يحددها الله".
وكانت جرين على ارتباط وثيق بالرئيس الجمهوري منذ انطلاق مسيرتها السياسية قبل 5 سنوات.
وفي فيديو الجمعة، شددت على ولائها الطويل لترمب باستثناء بعض القضايا، وقالت إن مهاجمته لها؛ لأنها اختلفت معه كانت "غير عادلة وخاطئة".
وأضافت: "الولاء يجب أن يكون طريقاً ذا اتجاهين، ويجب أن يُسمح لنا بأن نصوّت وفق ضمائرنا، ونمثّل مصالح دوائرنا، فمسمى وظيفتنا حرفياً هو: ممثل".
وفازت جرين بمقعدها وهي في طليعة حركة ماجا، وسرعان ما أصبحت شخصية مثيرة للجدل في الكونجرس بسبب مواقفها الخارجة عن التيار العام. وقالت في الفيديو إنها كانت "مكروهة دائماً في واشنطن، ولم أشعر يوماً بأنني أنتمي إليها".
وبينما تبنّت نظريات مؤامرة مرتبطة بـ"كيو أنون" وظهرت إلى جانب شخصيات من القوميين البيض، عارضها قادة الحزب في البداية، لكن ترمب رحّب بها، وأشاد بها قائلاً: "إنها فائزة حقيقية".
ومع الوقت، أثبتت نفسها مشرعة بارزة بعدما تحالفت مع الزعيم الجمهوري آنذاك كيفن مكارثي، الذي أصبح لاحقاً رئيساً لمجلس النواب، وكانت صوتاً مؤثراً في الجناح اليميني، حتى أطيح بمكارثي عام 2023.
تساؤلات بشأن المستقبل
مع موجة من استقالات المشرّعين من الحزبين قبل انتخابات منتصف 2026، وفي ظل جلسات تشريعية مضطربة، فإن إعلان جرين يحمل تداعيات واسعة، ويثير تساؤلات بشأن خطوتها التالية.
وانتُخبت جرين لأول مرة عام 2020. وكانت تخطط للترشح في إحدى ضواحي أتالانتا، لكنها انتقلت إلى الدائرة الـ14 شديدة المحافظة في شمال غرب جورجيا.
وسيتوجب على الحاكم الجمهوري بريان كيمب تحديد موعد لانتخابات خاصة خلال 10 أيام من استقالتها. وستكون هذه الانتخابات لملء بقية مدتها حتى يناير 2027، وربما تُجرى قبل الانتخابات التمهيدية المقررة في مايو.
تاريخ من "نظريات المؤامرة"
حتى قبل انتخابها، كانت جرين معروفة بخطابها الحاد ونظريات المؤامرة، إذ ألمّحت عام 2017 إلى أن إطلاق النار الجماعي في لاس فيجاس كان هجوماً منسقاً لفرض قيود على السلاح.
وفي 2018، دعمت فكرة أن الحكومة الأميركية نفذت هجمات 11 سبتمبر، وتساءلت عما إذا كانت طائرة “مزعومة” قد اصطدمت بالبنتاجون.
كما قالت في 2019 إن النائبتين إلهان عمر ورشيدة طليب — وهما مسلمتان — ليستا "عضوتين رسميتين" لأنهما استخدمتا القرآن بدلاً من الإنجيل في أداء القسم.
وكانت من المتعاطفين السابقين مع "كيو أنون"، ثم تراجعت لاحقاً قائلة إنها "انجرفت" بسبب ما كانت تراه على الإنترنت.
وخلال الجائحة، اعتذرت بعد أن شبّهت ارتداء الكمامات بفظائع الهولوكوست.
كما تعرّضت للسخرية بسبب منشور عام 2018 قالت فيه إن حرائق كاليفورنيا ربما تسببت بها "أشعة ليزر" يتحكم بها "تحالف يساري" مرتبط بعائلة يهودية معروفة.
صوت ترمب عندما لم يكن في السلطة
بعد مغادرة ترمب البيت الأبيض بين ولايتيه، كانت جرين كثيراً ما تعبر عن مواقفه الصدامية في واشنطن.
وأثناء خطاب حالة الاتحاد عام 2022 للرئيس جو بايدن، وقفت جرين وبدأت تهتف "ابنوا الجدار".
وفي خطاب حالة الاتحاد العام الماضي، واجهت بايدن بشأن قضية الهجرة وقتل طالبة التمريض ليكن رايلي على يد مهاجر غير نظامي، وكانت ترتدي قبعة "ماجا" وقميصاً يحمل اسم الضحية.
تصنيفات
