
قالت مصادر لـ"الشرق"، الأحد، إن العاصمة الأميركية واشنطن ستستضيف اجتماعاً عربياً أميركياً، الثلاثاء، بخصوص الحرب في السودان، بحضور كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس.
وأطلق بولس تحركاً دبلوماسياً مكثفاً مع الأطراف المعنية في السودان بهدف وقف إطلاق النار، وذلك فور إعلان ترمب عن نيّته البدء بالعمل على الملف بناء على طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته إلى واشنطن.
وأفادت مصادر لـ"الشرق"، الخميس، بأن التحرك الأميركي يهدف إلى وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر، يتزامن مع بدء إدخال المساعدات الإنسانية، ويسير بالتوازي مع مفاوضات للتوصّل إلى حل سياسي.
وقال ترمب، خلال منتدى الاستثمار الأميركي السعودي الذي انعقد في واشنطن: "ذكر (ولي العهد) السودان أمس، وقال: أنت تتحدث عن الكثير من الحروب، لكن هناك مكان على الأرض يُدعى السودان، وما يحدث هناك أمرٌ مروع".
وأضاف الرئيس الأميركي: "بدأنا العمل على ذلك بالفعل"، ثم أوضح أن إدارته بدأت دراسة القضية بعد نصف ساعة من شرح ولي العهد السعودي لأهميتها.
وفي وقت لاحق الأربعاء، كتب ترمب على منصة "تروث سوشيال" أن واشنطن ستتعاون مع السعودية والإمارات ومصر ودول أخرى في الشرق الأوسط لـ"وضع حد للفظائع التي ترتكب في المنطقة ولإرساء الاستقرار في السودان".
وأضاف: "تُرتكب فظائع في السودان التي صارت أكثر الأماكن عنفاً على وجه الأرض، تحدث هناك أكبر أزمة إنسانية على الإطلاق. هناك حاجة ماسة لتوفير الغذاء والأطباء وكل شيء آخر".
هدنة إنسانية
بدوره، قال مسعد بولس إن الولايات المتحدة "ملتزمة بحل الصراع في السودان"، مضيفاً عبر منصة "إكس": "أعلن اليوم (الأربعاء) أن الولايات المتحدة ملتزمة بإنهاء الصراع المروع في السودان، وتحت قيادة الرئيس ترمب، نعمل مع شركائنا لتسهيل هدنة إنسانية وإنهاء الدعم العسكري الخارجي للأطراف، الذي يغذي العنف".
ورحبت الحكومة السودانية، وقوات الدعم السريع، وقوى سياسية سودانية أخرى، الخميس، بجهود ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي الداعمة لوضع حد للصراع الدائر في البلاد منذ أبريل 2023.
وتوجه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بالشكر إلى ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي، قبل أن يصدر مجلس السيادة بياناً، أكد فيه الاستعداد لـ"الانخراط الجاد من أجل تحقيق سلام ينتظره الشعب السوداني".
في المقابل، شدد عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع الباشا محمد طبيق على ضرورة التوصل إلى سلام يذهب إلى "تشخيص جذور الأزمة".
واعتبر القيادي في تحالف السودان التأسيسي المعروف اختصاراً بـ"تأسيس" إبراهيم الميرغني أن ترمب يرمي بثقله الرئاسي لوقف الحرب، مثمناً مساعي الأمير محمد بن سلمان.
وفي فبراير الماضي، تشكل تحالف "تأسيس" بالعاصمة الكينية نيروبي، ويضم عناصر من قوات الدعم السريع، وحركات مسلحة، وأحزاب سياسية وقوى مدنية.
واندلعت الحرب في السودان في عام 2023، وسط صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، قبيل انتقال مُخطط له إلى الحكم المدني، وتسبب الصراع في عمليات قتل على أساس عرقي ودمار واسع النطاق ونزوح جماعي.








