
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الأحد، إن ما وصفه بـ"التدخلات الغربية في عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، يؤدي إلى إرباك علاقات الوكالة مع الدول الأخرى، مشدداً على أن طهران "لا تحتاج إلى وساطة بيننا وبين الوكالة".
وأضاف بقائي خلال مؤتمر صحافي في طهران، أن التفاهم، الذي تم بين إيران والوكالة في القاهرة (اتفاق القاهرة) "فقد اعتباره، ولا يمكن الاعتماد عليه"، على حد تعبيره.
وكانت إيران حمّلت واشنطن و"الترويكا الأوروبية" (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) مسؤولية "القضاء" على "اتفاق القاهرة"، والذي تم التوصل إليه بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر الماضي، بالقاهرة، في أعقاب إصدار الوكالة تقريراً يلزم طهران بضرورة الكشف عن حالة مخزونها من اليورانيوم المخصب، في أعقاب الضربات الإسرائيلية الأميركية على منشآتها النووية.
وانتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الولايات المتحدة، معتبراً أن "موقفها في التفاوض يفتقر إلى الجدية، ولا علاقة له بالأعراف الدبلوماسية التي تقوم على المفاوضات المتكافئة"، مشيراً إلى أن الوكالة "خضعت لإملاءات وضغوط أميركية وإسرائيلية".
واعتبر متحدث الخارجية الإيرانية، أن مسألة الوساطة في المفاوضات مع واشنطن، "تعتبر ثانوية"، موضحاً: "المسألة ليست مسألة وساطة، بل تتعلق بنهج وسياسة الولايات المتحدة، وخاصة عدم جديتها في المفاوضات، ونظرتها إلى المفاوضات على أساس الإملاء لا على أساس الدبلوماسية التقليدية. ما دام هذا النهج قائماً، فلن تُجرى مفاوضات جادة".
وفيما يتعلق بالعلاقات مع دول المنطقة، أكد بقائي أن إيران تتمتع بعلاقة "جيدة جداً" مع السعودية، مشيراً إلى تقدير طهران لجهود الرياض والدول الأخرى الرامية إلى تخفيف التوترات.
وقال: "لدينا علاقة جيدة جداً مع السعودية، ونُثمّن هذه العلاقة. نحن ممتنون للمملكة العربية السعودية والدول الأخرى التي، حرصاً منها على السلام والاستقرار في المنطقة، تُحاول استخدام قدراتها لتخفيف التوترات؛ ولكن كما ذكرتُ، لا يوجد أي نقاش هنا حول الوساطة والمفاوضات".
قرار وكالة الطاقة الذرية
وانتقد المتحدث الإيراني القرار الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الإيراني، واصفاً إياه بأنه "يتعارض مع الإجراءات واللوائح المنظمة لعمل الوكالة ومجلس الأمن الدولي"، معتبراً أنه "يتدخل بوضوح في عمل الوكالة ويقوض استقلاليتها".
وكانت الوكالة تبنّت الخميس، قراراً يحض طهران على "تعاون كامل وبدون تأخير" بـ"تقديم المعلومات وإتاحة الوصول" إلى منشآتها النووية.
كما طالب القرار الذي أصدره مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابع للأمم المتحدة، الذي يضم 35 دولة، بالكشف "فوراً"، عن حالة مخزونها من اليورانيوم المخصب ومواقعها الذرية التي تعرضت للقصف في يونيو الماضي.
وقال بقائي: "مضمون هذا القرار وصمة عار على جبين مصمميه ومؤسسيه، لأنه لا يعالج أصل المشكلة، وهي الهجمات الإسرائيلية والأميركية على المنشآت النووية السلمية الإيرانية".
وعن تفاعل إيران مع الوكالة، أكد بقائي أن بلاده ليست بحاجة إلى وساطة، مشيراً إلى أن ممثل إيران في فيينا يشارك بانتظام في المناقشات، وأن إيران تلتزم كعضو في معاهدة حظر الانتشار النووي. وأضاف أن المشكلة بدأت عندما "عرقلت الولايات المتحدة وإسرائيل التعاون بين إيران والوكالة عبر مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية".
وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إلى استمرار التفاعلات والمفاوضات بين إيران وروسيا لتعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية "بنفس القوة والجدية".
وكان الاتفاق، الموقع في سبتمبر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقاهرة، قد شكل أساساً لاستئناف التعاون بين الجانبين، بعدما علقت طهران في يوليو تعاونها مع الوكالة، إثر قصف مواقعها النووية في يونيو الماضي من جانب إسرائيل والولايات المتحدة خلال حرب استمرت 12 يوماً.











