اليابان تعتزم نشر صواريخ قرب تايوان.. وبكين: طوكيو تخطت خطاً أحمر

time reading iconدقائق القراءة - 5
أبراج رادار في قاعدة عسكرية بجزيرة يوناجوني اليابانية. 27 أكتوبر 2021 - REUTERS
أبراج رادار في قاعدة عسكرية بجزيرة يوناجوني اليابانية. 27 أكتوبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلنت اليابان عزمها نشر صواريخ في قاعدة عسكرية قريبة من تايوان، فيما قالت بكين إن طوكيو "تجاوزت خطاً أحمر" بتصريحات زعيمتها الجديدة ساناي تاكايتشي التي ألمحت إلى احتمال تدخل عسكري بشأن تايبيه.

وقال وزير الدفاع الياباني شينجيرو كويزومي، الأحد، خلال زيارته قاعدة عسكرية قريبة من تايوان، إن خطط نشر صواريخ في هذه القاعدة تسير على الطريق الصحيح، حسب ما أوردت "بلومبرغ".

وأضاف كويزومي، للصحافيين، في ختام زيارته إلى القاعدة في جزيرة يوناجوني جنوب اليابان: "يمكن أن يساعد هذا النشر في تقليل احتمالية وقوع هجوم مسلح على بلدنا". وأضاف أن "الرأي القائل بأن ذلك سيزيد من حدة التوترات الإقليمية غير دقيق".

وتخطط اليابان لنشر صواريخ أرض-جو متوسطة المدى في يوناجوني، على بُعد حوالي 110 كيلومترات شرق تايوان، كجزء من حشد عسكري أوسع نطاقاً على سلسلة جزرها الجنوبية. وتعكس هذه الخطوات مخاوف طوكيو بشأن القوة العسكرية المتنامية للصين واحتمالية نشوب صراع بشأن تايوان، وفق الوكالة.

وتفاقمت هذه المخاوف بسبب الخلاف حول التعليقات الأخيرة لرئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي المتعلقة بالمنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها بكين مقاطعة يجب إخضاعها لسيطرتها، بالقوة إذا لزم الأمر.

"على اليابان التفكر ملياً في أخطائها"

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الصيني وانج يي، أنه "من الصادم أن يبعث القادة الحاليون لليابان علناً إشارة خاطئة بمحاولة التدخل العسكري في قضية تايوان، وأن يقولوا ما لا ينبغي قوله، ويتجاوزوا خطاً أحمر لا يجوز المساس به"، وفق مجلة "بولتيكو".

وأضاف وانج، أن على الصين أن "ترد بحزم" على تصرفات اليابان، وأن على جميع الدول مسؤولية "منع عودة النزعة العسكرية اليابانية"، مطالباً طوكيو بالتفكر ملياً في أخطائها وتصحيحها في أسرع وقت ممكن، بدلاً من الإصرار بعناد على المسار الخاطئ، حسبما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية، الأحد.

بدوره، كتب السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونج في الرسالة: "إذا تجرأت اليابان على محاولة تدخل مسلح في قضية المضيق، فسيُعد ذلك عملاً عدوانياً.. وستمارس الصين بحزم حقها في الدفاع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وستدافع بقوة عن سيادتها ووحدة أراضيها".

توتر مع الصين

وفي السابع من نوفمبر، طرحت تاكايتشي احتمالاً نظرياً بأن تحرك اليابان جيشها مع دول أخرى، إذا هاجمت الصين تايوان، مما أثار رد فعل غاضباً وانتقاماً اقتصادياً من بكين.

وعادت تاكايتشي منذ ذلك الحين إلى سياسة الحكومة الراسخة المتمثلة في عدم مناقشة سيناريوهات معينة قد تشمل الجيش الياباني، لكن بكين لا تزال تطالب تاكايتشي بالتراجع عن تصريحاتها.

والسبت، رفض مسؤول ياباني مزاعم الصين بأن تاكايتشي قد غيّرت موقف اليابان من أزمة تايوان، ووصفها بأنها "لا أساس لها من الصحة".

وعندما سُئل كويزومي عن التأثير المحتمل لأزمة تايوان على يوناجوني، قال إنه لن يعلق على سيناريوهات افتراضية.

وتُعد يوناجوني وجهة سياحية شهيرة، كما أنها موطن لمنشأة رادار مراقبة تمسح البحار والمجال الجوي القريب، بالإضافة إلى وحدة حرب إلكترونية تم إطلاقها في عام 2024 والتي يمكن استخدامها للتشويش على اتصالات العدو وأنظمة التوجيه.

وفي الأسابيع الأخيرة، أجرى الجيش الأميركي مناورة تدريبية لنقل الإمدادات من أوكيناوا إلى يوناجوني لمحاكاة إنشاء قاعدة عمليات أمامية قد تكون ضرورية في أي أزمة إقليمية.

"بيئة أمنية معقدة"

وعندما ردت الصين على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان في عام 2022 بإطلاق تدريبات عسكرية كبيرة حول الجزيرة، سقطت صواريخ باليستية جنوب يوناجوني مباشرة، مما يظهر بشكل واضح قرب الجزيرة من أي صراع للسيطرة على تايوان.

وفي اجتماع مع عمدة يوناجوني، قال كويزومي إن على اليابان بناء قوة ردعها من خلال زيادة قدراتها الخاصة وتعميق العلاقات مع الجيش الأميركي.

وقال كويزومي: "تواجه اليابان اليوم أشد بيئة أمنية وأكثرها تعقيداً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية"، وأضاف: "لحماية سبل العيش الآمن للشعب الياباني - بمن فيهم جميع سكان يوناجوني - يجب علينا تعزيز قدرات قوات الدفاع الذاتي".

ويوناجوني هي نقطة النهاية لسلسلة جزر ريوكيو التي تمتد مئات الأميال من البر الرئيسي الياباني. ومع تصاعد التوترات مع الصين في الأيام الأخيرة، نشرت وسائل إعلام صينية مقالات تشكك في سيادة اليابان على الجزر، وتسلط الضوء على استقلال مملكة ريوكيو عن اليابان قبل مئات السنين.

ويسعى عدد قليل من سكان جزر ريوكيو، المعروفة أيضاً باسم محافظة أوكيناوا، إلى الاستقلال، لكنهم يخشون التورط في صراع إقليمي في حال استهداف المنشآت العسكرية على الجزر.

تصنيفات

قصص قد تهمك