رئيس تايوان: الصين تعمل على تغير الوضع القائم بالقوة والردع يتطلب استثمارات

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس التايواني لاي تشينج-تي خلال زيارة قاعدة عسكرية في تاويوان. تايوان. 23 مايو 2024 - Reuters
الرئيس التايواني لاي تشينج-تي خلال زيارة قاعدة عسكرية في تاويوان. تايوان. 23 مايو 2024 - Reuters
دبي / تايبيه -الشرقرويترز

قال رئيس تايوان لاي تشينج-ته، الأربعاء، إن التهديدات التي تشكلها الصين على منطقة المحيطين الهندي والهادئ "تتصاعد"، وإن بكين تحاول تحويل تايوان الديمقراطية إلى "تايوان التابعة للصين"، فيما حذرت بكين من أنها ستقوم "بسحق" أي محاولات أجنبية للتدخل في مسألة تايوان.

وترى بكين أن تايوان جزء من أراضيها، ولم تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. فيما ترفض حكومة الجزيرة هذا الادعاء، وتؤكد أن شعب تايوان وحده من يملك حق تقرير مستقبلهم.

وكتب لاي في مقال رأي بصحيفة "واشنطن بوست"، أن الأسس التي أرساها "قانون العلاقات مع تايوان" لعام 1979، إلى جانب "الضمانات الست"، التي قدّمها الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان، ما تزال تشكل ركائز محورية في العلاقات بين الولايات المتحدة وبلاده، وفي الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان لأكثر من 4 عقود.

وقال إن الطرفين يتفقان على أن حماية الحرية والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ تتطلب وضوحاً وقوة في الموقف.

وأضاف لاي أن هذه المبادئ أصبحت أكثر أهمية اليوم، في ظل ما وصفه بـ"التحركات العدائية المتزايدة" من قبل الصين، مشيراً إلى أن "التعزيز العسكري غير المسبوق" لبكين، إلى جانب تصعيدها العملياتي في مضيق تايوان، وبحري الصين الشرقي والجنوبي، وعبر المحيطين الهندي والهادئ، يوضح هشاشة الوضع الأمني الإقليمي، ويظهر بجلاء استعداد بكين لتغيير الوضع القائم بالقوة.

السلام عبر القوة

وأشاد الرئيس التايواني بـ"وضوح" الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن أهمية الدور الأميركي العالمي، معتبراً أن "السلام عبر القوة"، الذي تتبناه إدارة ترمب يسهم في تعزيز الأمن الدولي، وأن وجوداً أميركياً قوياً وفاعلاً يبقى عنصراً أساسياً في منع اندلاع النزاعات.

وفي ضوء التهديدات المتزايدة، قال لاي إن تايوان ملتزمة بدورها في الحفاظ على أمن المنطقة. ورغم تسجيل الصين أرقاماً قياسية في عدد طلعات جيش التحرير الشعبي حول تايوان، وتنفيذها تدريبات عسكرية تتجاوز "سلسلة الجزر الأولى" الممتدة من اليابان إلى الفلبين، أكّد لاي أن بلاده واصلت التعامل بحزم وثبات مع هذه التحديات.

وكشف عن توجه حكومته لزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير، حيث يتوقع أن يصل إلى 3.3% من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل، مع التزام برفع هذه النسبة إلى 5% بحلول عام 2030، في ما وصفه بأنه "أكبر استثمار عسكري مستدام في تاريخ تايوان الحديث".

وأشار لاي إلى أن بلاده ستعمل أيضاً على تطوير التكنولوجيا المتقدمة وتوسيع قاعدة الصناعات الدفاعية المحلية، بالتعاون مع دول تشاركها القيم ذاتها، بهدف تعزيز سلاسل التوريد الدفاعية وتسريع نشر الأنظمة المتطورة والاستجابة للتهديدات الناشئة.

رؤية "تايوان الحصينة"

وفي إطار الجهود الدفاعية، أكد لاي تسريع تطوير نظام الدفاع المتكامل متعدد الطبقات المعروف بـ "تي-دوم (T-Dome)"، وهو منظومة تهدف لحماية تايوان من الصواريخ والطائرات المسيّرة والطائرات القتالية الصينية.

وأشار إلى أن الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والقدرات غير المأهولة ستقرّب الجزيرة من تحقيق "رؤية تايوان الحصينة" المحمية بالتكنولوجيا والابتكار.

وأشار لاي إلى أن بلاده ستمضي قدماً في تعزيز علاقاتها الأمنية مع الولايات المتحدة واليابان وأوروبا وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا ودول مجموعة السبع، مؤكّداً أن مواقف هذه الدول الداعمة للسلام عبر مضيق تايوان تشكل عنصراً مهماً في تعزيز الردع الإقليمي. 

وأضاف أن تايوان ستواصل البحث عن فرص للحوار مع بكين، مع التمسك بأن الديمقراطية والحرية "غير قابلتين للتفاوض"، لافتاً إلى أن حماية سيادة تايوان القومية ستتحقق ليس بالخطاب السياسي، بل عبر إجراءات دفاعية عملية وحاسمة.

تحذير صيني

في غضون ذلك، حذّرت الصين الأربعاء من أنها ستقوم "بسحق" أي محاولات أجنبية للتدخل في مسألة تايوان، وذلك بعد إعلان اليابان خططاً لنشر صواريخ في جزيرة قريبة من تايوان.

وقال بنج تشينجن، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان في الصين، خلال مؤتمر صحافي دوري رداً على سؤال حول خطة النشر اليابانية: لدينا إرادة راسخة، وتصميم قوي، وقدرة قوية على الدفاع عن سيادتنا الوطنية وسلامة أراضينا".

وأضاف: "سنُسحق كل تدخل أجنبي". وقال إن "نشر اليابان أسلحة هجومية في مناطق قريبة من منطقة تايوان التابعة للصين أمر بالغ الخطورة، ويهدف عمداً إلى خلق توترات إقليمية واستفزاز مواجهة عسكرية".

تصنيفات

قصص قد تهمك