
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للحلفاء الأوروبيين إن الولايات المتحدة ترغب في التوصل إلى اتفاق سلام قبل أن توافق على أي ضمانات أمنية لأوكرانيا، بحسب ما نقلته مجلة "بوليتيكو".
وذكر دبلوماسي أوروبي وشخص مطلع على المحادثات للمجلة أن هذا الشرط شكّل محور المقترحات الأميركية المقدمة لكييف، الأسبوع الماضي.
وشدد روبيو، خلال مكالمة مع مسؤولين أوروبيين، الثلاثاء، على أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيقوم لاحقاً بالتفاوض على تقديم ضمانات أمنية طويلة المدى لأوكرانيا، بحسب ما نقله المصدران.
الضمانات الأمنية لأوكرانيا
ويعتبر قادة أوكرانيا الضمانات الغربية الأمنية "حجر الزاوية" لأي اتفاق ممكن مع روسيا، على الرغم من أن أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) واجهوا صعوبة في تحديد كيفية دعم الدولة المنكوبة بالحرب، سواء عسكرياً أو من خلال الدعم الاستخباراتي.
وقال ترمب إنه لن يدعو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض حتى يتم توقيع اتفاق لإنهاء الحرب.
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى الضمانات الأمنية لأوكرانيا خلال مفاوضات عُقدت نهاية الأسبوع الماضي في جنيف، لكنه لم يقدم تفاصيل، ولم يكرر العرض خلال مكالمة مع المسؤولين البريطانيين والفرنسيين، بحسب دبلوماسي أوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته.
ولفت دبلوماسي آخر إلى أن روبيو تحدث بشكل عام عن عدة قضايا أخرى سيتم التعامل معها بعد الاتفاق، والتي ذكر الأوروبيون أنها تتعلق بسلامة الأراضي الأوكرانية والأصول الروسية المجمدة.
ودعت خطة السلام الأميركية الأولية، المكونة من 28 بنداً، أوكرانيا إلى الحد من جيشها إلى 600 ألف جندي، بينما لم تفرض أي قيود على حجم القوات الروسية.
ودافع روبيو ومسؤولون أميركيون آخرون لاحقاً عن خطة النقاط الـ28 باعتبارها "نقطة انطلاق، وليست مقترحاً مكتمل الأركان".
ومع ذلك، تحوّل موقف إدارة ترمب تدريجياً بعيداً عن الدعم الكامل لأوكرانيا إلى موقف أكثر حياداً في المحادثات.
وأوضح روبيو لنظرائه الأوروبيين، الخميس، أن الولايات المتحدة لا تعتبر وسيطاً عادلاً في المفاوضات لأنها تقدم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وتفرض عقوبات على روسيا، وفق ما ذكره دبلوماسيان أوروبيان.
وعلى الرغم من ذلك، تواجه إدارة ترمب بعض الضغوط، حتى من الجمهوريين في الكونجرس، لتقديم ضمانات قوية لأوكرانيا لمنع غزو روسي آخر.
المادة الخامسة من ميثاق الناتو
وقال النائب الجمهوري دون بايكون: "إذا كان على أوكرانيا التنازل عن أي أراض، يجب أن يأتي ذلك مع اتفاقيات أمنية من نوع المادة الخامسة مع الناتو والولايات المتحدة، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف روسيا عن تكرار هذا الفعل.. هذا هو الهدف النهائي لأي اتفاق".
وتنص المادة الخامسة من ميثاق حلف "الناتو" على أن "أي هجوم أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أعضاء الناتو)، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً، وبناء عليه، فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتي عن أنفسهم، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردي أو جماعي، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم".
وقدمت الولايات المتحدة منذ الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022 ما يقارب 67 مليار دولار كمساعدات عسكرية، على الرغم من أن الجزء الأكبر من هذه التمويلات جاء خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
ومنذ ذلك الحين، وضعت واشنطن خطة لـ"الناتو" تسمح للدول الأوروبية بشراء الأسلحة الأميركية لصالح أوكرانيا.
وبينما يحاول الاتحاد الأوروبي استخدام الأصول الروسية المجمدة لتقديم مزيد من المساعدات، قال مسؤول أوكراني إنه "لم يلاحظ أي مؤشر على استعداد إدارة ترمب لزيادة المساعدات".
وتصدرت فرنسا وبريطانيا قيادة "تحالف الراغبين" المكون من 33 دولة، والذي يدرس نشر قوات أوروبية في أوكرانيا.
ومع ذلك، يقلق بعض الدول الأوروبية من أن إدارة ترمب قد تميل لصالح روسيا.
ونقلت "بوليتيكو" عن دبلوماسي أوروبي ثالث في إشارة إلى خطط السلام: "لا شيء يتعلق بحقوق الإنسان أو القانون الإنساني أو القانون الدولي أو المبادئ. هذا يخلق بنية أمنية أوروبية جديدة مليئة بالثغرات".











