استثناء كوريا الشمالية من استراتيجية الأمن الأميركية يحيي آمال "محادثات مرتقبة"

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين. 30 يونيو 2019 - Reuters
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين. 30 يونيو 2019 - Reuters
سول -رويترز

أغفلت استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة، في ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثانية، أي إشارة إلى نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، ما أثار تكهنات بشأن مساع أميركية محتملة، لتعزيز فرص تحقيق انفراجة دبلوماسية مع بيونج يانج في عام 2026.

وكان هدف إنهاء التهديد النووي لكوريا الشمالية ثابتاً، في استراتيجية الأمن القومي لكل رئيس أميركي منذ ظهور برنامج بيونج يانج النووي في عام 2003، ولكنه غاب بشكل ملحوظ في الوثيقة التي تم الكشف عنها، الجمعة.

ويعزز إغفال أي ذكر لكوريا الشمالية وبرنامجها المتسارع لبناء أسلحة نووية، يمكن إطلاقها بصواريخ باليستية قادرة على ضرب البر الرئيسي للولايات المتحدة، التوقعات باحتمال إحياء المحادثات بين ترمب وكيم جونج أون، التي عُقدت آخر مرة عام 2019.

وقد تحدث ترمب عن استعداده للجلوس مع الزعيم الكوري الشمالي بطريقة "استباقية"، مشيراً إلى أنه "يريد إنجاز شيء ما من خلال اتخاذ بعض الإجراءات"، وفقاً لهونج مين من المعهد الكوري للتوحيد الوطني.

وأضاف هونج، الخبير في التفكير الاستراتيجي لبيونج يانج: "أعتقد أن هناك درجة معينة من النية الواعية، وأن فكرة نزع السلاح النووي... لا داعي لطرحها هنا".

وفي الخطة الأمنية السابقة لترمب، التي أصدرها خلال ولايته الأولى في عام 2017، ذُكرت كوريا الشمالية 16 مرة كتهديد، وكـ"دولة مارقة" قد "تستخدم سلاحاً نووياً ضد الولايات المتحدة".

وتُحدد وثيقة هذا العام، رؤية ترمب لـ"الواقعية المرنة"، التي تُركز على احتواء الصراع مع الصين بشأن تايوان من خلال تعزيز القوة العسكرية لحلفائها في آسيا، وخاصة كوريا الجنوبية واليابان.

موقف كيم جونج أون

ونفت كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، الاثنين، أي تحول في سياستهما تجاه كوريا الشمالية، مؤكدتين أن نزع السلاح النووي "لا يزال الهدف".

ومع ذلك، أوضح كيم، أن مسألة عودته للمحادثات مع واشنطن، تتوقف على طبيعتها، وأنه سيتعين عليه وعلى ترمب الالتقاء كزعيمين متساويين لدولتين نوويتين.

وصرح كيم أمام برلمان بلاده في سبتمبر الماضي: "لقد فقد مفهوم (نزع السلاح النووي) معناه بالفعل. لقد أصبحنا دولة نووية"، وأضاف: "أقول إن نزع السلاح النووي هو آخر شيء يمكن توقعه منا".

وقال كيم: "إذا كانت الولايات المتحدة، بعد أن تحررت من سعيها العبثي لنزع السلاح النووي من الآخرين وأدركت الواقع، تريد تعايشاً سلمياً حقيقياً معنا، فلا يوجد سبب يمنعنا من لقائها وجهاً لوجه".

ويقول المحللون، إن محادثات السلام مع ترمب، ستعزز مكانة كيم في بلاده كزعيم عالمي.

وعقد الزعيمان قمتين في عامي 2018 و2019، قبل انهيار المفاوضات بشأن ترسانة بيونج يانج النووية. وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات دولية شديدة بسبب تلك الأسلحة وبرنامجها للصواريخ الباليستية.

توجه نحو المحادثات

ومنذ إصدار الوثيقة الأميركية، أكدت كوريا الجنوبية، اعتقادها بأن الأمور قد تتجه نحو استئناف المحادثات مع كوريا الشمالية العام المقبل، وأن الإشارات الصادرة عن اللاعبين الرئيسيين، من الولايات المتحدة إلى الصين واليابان، إيجابية.

وصرح وي سونج لاك، مستشار الأمن القومي لكوريا الجنوبية، الأحد: "ما فعلناه حتى الآن، أثمر نتائج من حيث تهيئة الظروف المناسبة لدفع عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية".

في غضون ذلك، عززت كوريا الجنوبية قوتها الدفاعية بهدوء، متعهدةً بزيادة الإنفاق العسكري إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، مع زيادة قدرها 7.5% للعام المقبل، تماشياً مع مطالب ترمب.

وأشاد وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث، بكوريا الجنوبية، السبت الماضي، واصفاً إياها بأنها حليف "نموذجي"، كم رحب بموافقتها على "الاضطلاع بدور قيادي في الدفاع التقليدي"، وأضاف: "نحن متفائلون بأن حلفاء آخرين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ سيتبعون نهجها".

وفي محادثات مع ترمب في أكتوبر الماضي، حصل الرئيس الكوري الجنوبي، لي جاي ميونج، على موافقة لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية على أن توفر الولايات المتحدة الوقود النووي اللازم، نظراً لالتزام سول بالتخلي عن الأسلحة النووية.

تصنيفات

قصص قد تهمك