
قدمت شركة نظام التصويت "دومينيون" شكوى قضائية أمام محكمة واشنطن الفدرالية، الاثنين، ضد رودي جولياني المحامي الشخصي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بسبب الإساءة لسمعة الشركة واتهامها بتزوير الانتخابات الأميركية، وفقاً لما أفادت به صحيفة "نيويورك تايمز".
واتهمت الشركة رودي جولياني بقيادة "حملة تشويه واسعة ضد نظام دومينيون"، ضمن جهود فريق الرئيس الأميركي السابق لإبطال نتائج الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها خصمه الديمقراطي جو بايدن.
وطلبت الشركة من محكمة واشنطن الفدرالية الحكم بتعويض عن الأضرار قيمته 1.3 مليار دولار، وفقاً لما جاء في الشكوى، التي قدمت نماذج لتصريحات مسيئة للشركة أصدرها جولياني على منصة تويتر، وفي المقابلات مع وسائل الإعلام اليمينية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن جولياني لم يتفاعل مع طلب الرد على الاتهامات الواردة في الشكوى التي قدمتها "دومينيون" ضده.
ويواجه جولياني بالفعل شكوى أخرى أمام نقابة المحامين في نيويورك، التي طالبت بسحب رخصته وطرده من النقابة، بعد إدلائه بتصريحات اعتُبرت تحريضية، لمؤيّدين لترمب قبل اقتحامهم مبنى الكونغرس.
مزاعم بالتزوير
وهاجم جولياني، حين كان يشتغل ضمن فريق الرئيس السابق القانوني، نظام تصويت "دومينيون"، واتهم الشركة بالتلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية على الرغم من أنه تم استخدام النظام ذاته في انتخابات 2016، التي فاز بها ترمب، وتأكيد الوكالات الحكومية الأميركية دقتها.
وفي ديسمبر الماضي، احتفل جولياني بقرار قاضٍ من ولاية ميشيغان، قضى بإعطاء الضوء الأخضر لإجراء تحقيقات في مزاعم تتعلق بتزوير الأصوات في 22 آلة تصويت في نظام "دومينيون"، وجدد هجومه على الشركة.
وكتب رودي جولياني، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "فوز كبير للانتخابات الصادقة والنزيهة. أمر قاضي مقاطعة أنتريم في ميشيغان بإجراء تحقيق في 22 آلة تصويت لنظام دومينيون".
وتابع: "قلب نظام تصويت دومينيون، غير الجدير بالثقة، 6 آلاف صوت من ترمب إلى جو بايدن. وأحدث ارتفاعاً كبيراً في الأصوات لصالحه في جميع أنحاء الولاية".
ونفى مسؤولو الانتخابات تلك المزاعم، وأشاروا إلى إن آلات فرز أصوات نظام دومينيون، "تعمل بشكل صحيح"، لافتين إلى عدم مواجهة أي مشكلات في أي ولايات أخرى خلال عمليات إعادة فرز الأصوات.
"لسنا في فنزويلا"
وجاء في الشكوى التي تقدمت بها الشركة أمام المحكمة أن "نظام دومينيون لم يتم ابتكاره في فنزويلا من أجل تنظيم انتخابات صورية تضمن فوز هوغو تشافيز، بل ابتكر في عام 2002 في مدينة تورونتو (كندا) بهدف مساعة المكفوفين على التصويت".
وتعد "دومينيون" من بين أكبر الشركات المصنعة لآلات التصويت في العالم، وتم استخدام نظامها للتصويت في أكثر من 20 ولاية أميركية خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وقالت "نيويورك تايمز" إن الشكوى جاءت بعد أن وجّهت شركة "دومينيون" رسالة إلى جولياني في ديسمبر الماضي، تحذره فيها من أنها ستقاضيه في حال استمراره في الإساءة إليها. لكنه استمر في حملته وطالب في تغريدة على تويتر بفتح تحقيق بشأن نزاهة نظام تصويت "دومينيون".
وأشارت الشركة إلى أن حملة الإساءة لشركة "دومينيون" وترويج الاتهامات بتورطها في تزوير الانتخابات، تسبب في تلقي عدد من موظفيها تهديدات عنيفة من أنصار مجهولين للرئيس السابق ترمب. وبسبب هذه التهديدات، تقول الشركة إنها أنفقت 565 ألف دولار لحماية موظفيها.