
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً، الخميس، مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، وأكد دعم موسكو له في مواجهة الضغوط الخارجية المتزايدة، وذلك في ظل حشد عسكري أميركي في بحر الكاريبي بزعم تورط كاركاس في تهريب المواد المخدرة إلى الولايات المتحدة.
وأعرب بوتين، بحسب بيان أصدره الكرملين، عن تضامنه مع الشعب الفنزويلي، مجدد دعمه لسياسة حكومة مادورو "الرامية لحماية المصالح الوطنية، والسيادة في مواجهة الضغوط الخارجية المتزايدة".
وجاء في البيان أن بوتين ومادورو "ناقشا رغبتهما في السعي لإبرام اتفاقية للشراكة الاستراتيجية، وتنفيذ مشاريع مشتركة متعددة تشمل الطاقة".
وأوضح الكرملين أن الجانبين "تبادلا وجهات النظر حول سبل تطوير العلاقات الودية بين البلدين، بما يتماشى مع اتفاقية الشراكة والتعاون الاستراتيجي التي دخلت حيز التنفيذ في نوفمبر 2025".
كما جدد الجانبان التزامهما المشترك بالتنفيذ المتواصل للمشاريع المشتركة في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة والمالية والثقافة والإنسانية وغيرها، بحسب البيان.
بيلاروس تدخل على خط الدعم
وفي السياق، تواصلت بيلاروس مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الخميس، في وقت يكثف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط لإقالة مادورو، مما يثير احتمال لجوئه إلى الخارج.
وعقد رئيس بيلاروس، ألكسندر لوكاشينكو، في وقت سابق الخميس، اجتماعه الثاني خلال 17 يوماً مع السفير الفنزويلي لدى موسكو، خيسوس رافاييل سالازار فيلاسكيز.
وذكرت وكالة أنباء بيلاروس "بيلتا" أن لوكاشينكو أبلغ السفير في 25 نوفمبر الماضي أن مادورو مرحب به دائماً في بيلاروس.
ولم يعلق مكتب لوكاشينكو على أهمية الاجتماعات وما إذا كانت بيلاروس، مستعدة لتوفير ملاذ لمادورو إذا تنحى عن السلطة، وفق ما أوضحت "رويترز".
وفي مطلع نوفمبر الماضي، نددت وزارة الخارجية الروسية بما سمته "القوة العسكرية المفرطة" التي تستخدمها الولايات المتحدة في منطقة البحر الكاريبي في إطار حملة مضادة لتهريب المخدرات، وأكدت دعمها لقادة فنزويلا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تعليق على موقع الوزارة على الإنترنت: "نندد بشدة باستخدام القوة العسكرية المفرطة في تنفيذ عمليات مكافحة المخدرات". وأضافت: "مثل هذه الإجراءات تنتهك التشريعات المحلية الأميركية.. وقواعد القانون الدولي".
تصعيد أميركي
وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتعزيزات عسكرية ضخمة في المنطقة، بما في ذلك نشر حاملة طائرات وطائرات مقاتلة وعشرات الآلاف من الجنود.
وأعلن ترمب، الأربعاء، احتجاز الولايات المتحدة لناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، وهي خطوة رفعت أسعار النفط، ومن المرجح أن تزيد من حدة التوتر بين واشنطن وكراكاس.
وقد تشير هذه العملية إلى جهود جديدة ومكثفة لملاحقة نفط فنزويلا، وهو المصدر الرئيسي لإيرادات البلاد.
ورفض ترمب استبعاد إرسال قوات أميركية إلى فنزويلا ضمن مساعٍ للإطاحة بنيكولاس مادورو، الذي يحمّله ترمب مسؤولية تصدير المخدرات و"أشخاص خطرين" إلى الولايات المتحدة.











