البيت الأبيض يوبخ نتنياهو برسالة "غاضبة" لانتهاكه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

مسؤولان: ويتكوف وروبيو وكوشنر محبطون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد اغتيال قيادي حماس

time reading iconدقائق القراءة - 5
فلسطينية تمر بجوار مبان سكنية تضررت ودمرتها الغارات الإسرائيلية خلال الحرب في مدينة غزة. 14 ديسمبر 2025 - REUTERS
فلسطينية تمر بجوار مبان سكنية تضررت ودمرتها الغارات الإسرائيلية خلال الحرب في مدينة غزة. 14 ديسمبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

أرسل البيت الأبيض رسالة خاصة صارمة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن اعتبرت واشنطن اغتيال قيادي حركة حماس رائد سعد يشكل انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حسبما أفاد مسؤولان أميركيان لموقع "أكسيوس".

وقال المسؤولان إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ومستشار ترمب وصهره جاريد كوشنر أصبحوا محبطين جداً من نتنياهو، الذي من المقرر أن يلتقي ترمب في منتجعه الخاص بمارالاجو في 29 ديسمبر الجاري.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، السبت، أنه اغتال القيادي البارز في حركة "حماس" رائد سعد، بغارة على سيارة في مدينة غزة شمال القطاع، بناءً على أوامر من نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، بحسب بيان مشترك.

وقال مسؤولون أميركيون إن الحكومة الإسرائيلية لم تخطر أو تستشر الولايات المتحدة قبل عملية الاغتيال.

رسالة غاضبة

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي رفيع قوله: "كانت رسالة البيت الأبيض لنتنياهو هي: إذا كنت تريد تدمير سمعتك وإظهار أنك لا تلتزم بالاتفاقيات، فتفضل، لكننا لن نسمح لك بتدمير سمعة الرئيس ترمب بعد أن توسط في اتفاق غزة".

وأكد مسؤول إسرائيلي أن البيت الأبيض غير راض، لكنه ادعى أن الرسالة كانت أخف لهجة، وجاءت في سياق أن "دولاً عربية معينة" اعتبرت ما حدث انتهاكاً لاتفاق وقف النار في غزة، إلا أن مسؤولين أميركيين قالوا إن البيت الأبيض كان واضحاً في اعتباره أن إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار.

ويأتي الحديث عن رسالة البيت الأبيض، التي وصفها مسؤولان أميركيان بأنها "غاضبة"، وسط تصاعد التوترات بين إدارة ترمب وحكومة نتنياهو بشأن المرحلة التالية من الاتفاق لإنهاء الحرب في غزة والسياسة الإقليمية الأوسع لإسرائيل.

المرحلة الثانية من اتفاق غزة

ويصر الرئيس الأميركي على الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، رغم العراقيل التي تضعها إسرائيل للتهرب من الأمر.

ويعتقد البيت الأبيض أن نتنياهو "قصير النظر" في العديد من القضايا، خاصة فيما يتعلق بالانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق السلام، والتي تتطلب من القوات الإسرائيلية التراجع أكثر، بحسب "أكسيوس".

وقال ترمب لنتنياهو في مكالمة هاتفية حديثة إنه بحاجة لأن يكون "شريكاً أفضل" في غزة، وفق ما ذكر الموقع.

وذكر مسؤول أميركي أن المبعوث الرئاسي ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر "غاضبان من جمود إسرائيل في عدة قضايا تتعلق بغزة".

وكانت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية كاريسا جونزاليز قالت، لـ"الشرق"، في وقت سابق، إن ترمب يتواصل مع الشركاء لتطبيق اتفاق غزة، لافتةً إلى أنه "لا بديل عن تنفيذ مراحل اتفاق وقف النار في غزة، وواشنطن ستبذل كل الجهود لتحقيق السلام".

ونقلت شبكة CNN عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة تعمل على استكمال تفاصيل رئيسية قبل إعلان محتمل للمرحلة الثانية، بما في ذلك تشكيل "قوة الاستقرار" الدولية، التي يدعو إليها الاتفاق، و"مجلس السلام" الذي سيشرف على إدارة القطاع.

ورفض البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية في واشنطن التعليق.

استفزازات في الضفة

وقال مسؤول أميركي رفيع ومصدر مطلع إن البيت الأبيض يزداد قلقاً بشأن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ويعتبر أن ما يجري هناك "استفزازات إسرائيلية".

وأضاف المسؤولان الأميركيان أن سياسات إسرائيل تخلق جواً يضر بجهود البيت الأبيض لتوسيع "اتفاقيات أبراهام".

وذكر مسؤول أميركي: "الولايات المتحدة لا تطلب من نتنياهو تعريض أمن إسرائيل للخطر. نطلب منه ألا يتخذ خطوات تعتبر في العالم العربي استفزازاً".

غياب الثقة في نتنياهو

ولفت "أكسيوس" إلى أن البيت الأبيض يريد الانتقال من الحرب في غزة إلى إصلاح العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي وتوسيع اتفاقيات أبراهام.

وقال مسؤولون أميركيون: "القادة في المنطقة لا يثقون بشدة في نتنياهو ولديهم اعتراضات واسعة النطاق على التعامل معه".

وأشار الموقع إلى أن جهوداً أميركية لمساعدة نتنياهو في تنظيم اجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واجهت "معارضة مصرية قوية".

وتابع مسؤول أميركي: "نتنياهو تحول خلال العامين الماضيين إلى منبوذ عالمي، يجب أن يسأل نفسه لماذا يرفض السيسي مقابلته، ولماذا بعد 5 سنوات من اتفاقيات أبراهام لم يدع لزيارة الإمارات".

وواصل حديثه: "إدارة ترمب تبذل جهداً كبيرا لإصلاحها (العلاقات). ولكن إذا لم يرغب نتنياهو في اتخاذ الخطوات اللازمة لتهدئة التصعيد، فلن نضيع وقتنا في محاولة توسيع اتفاقيات أبراهام".

تصنيفات

قصص قد تهمك