"بلومبرغ": أردوغان ناقش مع بوتين إعادة S-400 لتخفيف التوتر مع واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 5
منظومة صواريخ S-400 في قاعدة عسكرية بالقرب من مدينة كالينينجراد بروسيا. 11 مارس 2019 - REUTERS
منظومة صواريخ S-400 في قاعدة عسكرية بالقرب من مدينة كالينينجراد بروسيا. 11 مارس 2019 - REUTERS
دبي -الشرق

قالت "بلومبرغ"، الأربعاء، إن تركيا تتحرك لإعادة منظومات الدفاع الجوي من طراز S-400 التي اشترتها من روسيا قبل نحو عقد، في خطوة قد تضع حداً لصفقة دفاعية مثيرة للجدل ألحقت ضرراً بعلاقات أنقرة مع واشنطن ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي، وقد تمهّد الطريق أمام السماح لها بشراء مقاتلات F-35 الأميركية الأكثر تقدماً.

ووفقاً لمصادر مطلعة على الملف، طرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه المسألة على نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع عقد بينهما في تركمانستان، الأسبوع الماضي، وذلك بعد مباحثات سابقة جرت بين مسؤولين من البلدين.

ورفضت الرئاسة التركية ووزارة الدفاع التعليق على هذه المعلومات، في حين نفى الكرملين أن يكون مثل هذا الطلب قد طُرح خلال اللقاء بين الرئيسين، بحسب "بلومبرغ".

رفع العقوبات الأميركية

وجاء تحرّك الرئيس التركي في ظل تصاعد الضغوط من واشنطن للتخلّي عن التكنولوجيا العسكرية الروسية المتقدمة، إذ طُرحت مسألة امتلاك تركيا لمنظومة S-400 ورغبتها في العودة إلى برنامج مقاتلات F-35 خلال لقاء جمع أردوغان بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض في سبتمبر الماضي.

وقال السفير الأميركي لدى تركيا توم باراك، في وقت سابق من الشهر الجاري، إن أنقرة باتت أقرب إلى التخلي عن المنظومة الروسية، متوقعاً إمكانية حل هذا الملف خلال فترة تتراوح بين 4 و6 أشهر.

وأشارت المصادر إلى أن التخلي عن المعدات العسكرية الروسية قد يؤدي إلى "تحسن كبير" في العلاقات مع الولايات المتحدة، ويمهد الطريق لرفع العقوبات الأميركية المفروضة على قطاع الصناعات الدفاعية التركية، والسماح مجدداً بالحصول على مقاتلات F-35.

وذكر دبلوماسي تركي رفيع، مؤخراً، أنه يتوقع رفع العقوبات العام المقبل.

وكانت تركيا قد اشترت منظومة S-400 خلال فترة توتر مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي، بدأت في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وتعمقت عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان عام 2016.

وفي تلك المرحلة، سعت أنقرة أيضاً إلى شراء منظومة صواريخ "باتريوت" الدفاعية الأميركية، لكنها قالت إن واشنطن لم تبدِ التزاماً بإتمام الصفقة، وهو ما شكل لاحقاً جزءاً من مبررات توجهها نحو موسكو وشراء منظومة S-400.

وبحسب المصادر، تتوقع تركيا أن يشجع دورها كوسيط بين روسيا وأوكرانيا، موسكو، على التعاطي بإيجابية مع هذا الطلب، مؤكدين حساسية الملف.

استرداد قيمة الصواريخ

ولفتت المصادر إلى أن أنقرة تسعى كذلك إلى استرداد المليارات التي أنفقتها على شراء منظومة الدفاع الجوي، ما يفتح احتمال مطالبتها بخصم هذه المبالغ من فاتورة وارداتها من النفط والغاز من روسيا، وهو أمر يتطلب مفاوضات.

ورغم ذلك، أوضحت المصادر أن كلفة صواريخ S-400 والرادارات المرتبطة بها تبقى محدودة مقارنة بالمكاسب الدبلوماسية التي قد تحققها تركيا لدى حلفائها في حلف شمال الأطلسي، ولدى ترمب على وجه الخصوص، في حال التخلص من المنظومة.

وقال "الناتو" إن روسيا قد تحصل على معلومات استخباراتية حساسة في حال استخدمت، تركيا، منظومة S-400 إلى جانب الطائرات الغربية.

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، لا تقوم أنقرة حالياً بتشغيل هذه المنظومة الروسية.

وتضم تركيا ثاني أكبر جيش في الحلف بعد الولايات المتحدة، وغالباً ما وُجهت إليها اتهامات بالاقتراب من موسكو، وهو ما ينفيه أردوغان، مؤكداً في المقابل أن بلاده تحتاج إلى سياسة خارجية متوازنة.

ويجسّد موقف الرئيس التركي من روسيا وحربها على أوكرانيا هذا التوجه، إذ رفض فرض عقوبات على موسكو، لكنه في المقابل قيّد قدرتها على إرسال سفن عسكرية إلى البحر الأسود عبر مضيقي البوسفور والدردنيل، كما قدّم أسلحة إلى كييف.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن أردوغان يتمتع بعلاقات قوية مع كل من ترمب وبوتين.

وكانت الولايات المتحدة قد أخرجت تركيا من برنامج F-35 عام 2019 رداً على حصولها على منظومة S-400، قبل أن تُفعّل في عام 2020 قانون مواجهة خصوم أميركا عبر العقوبات (CAATSA) لحرمان قطاع الصناعات الدفاعية التركي من الوصول إلى التكنولوجيا الحساسة.

تصنيفات

قصص قد تهمك