
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، إن عملية نزع سلاح حركة "حماس" يجب أن تركز على نوع الأسلحة والقدرات والوسائل التي تمثل تهديداً لإسرائيل، وذلك في ظل اجتماع الإدارة الأميركية مع الوسطاء في اتفاق غزة لبحث الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وذكر روبيو، خلال مؤتمر صحافي، أن التركيز الحالي يتمثل في إنشاء مجلس السلام والإعلان عنه، وتشكيل المجموعة الفلسطينية "التكنوقراط"، وكذلك إنشاء قوة الاستقرار الدولية، مؤكداً أن "واشنطن لا يمكنها القيام بذلك بمفردها، ولديها شركاء كثر يجب إشراكهم في هذه العملية".
واعتبر روبيو أن العمل على تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة، سيمتد إلى ما بعد السنوات الثلاث المقبلة، قائلاً إن العملية "التزام طويل الأمد يمتد عبر أجيال". وأوضح أن الإدارة الحالية تعمل على إنجاز المرحلة الأولى وأجزاء من المرحلة الثانية. وتابع: "نرغب في وضع الأسس، لكي تتمكن الإدارة المقبلة من البناء عليها".
وأضاف: "نريد أن نواصل البناء على هذا المسار، نحن نتحدث عن التعامل مع قضية لم يتمكن أحد من حلها طوال السنوات الماضية، وهذا يتطلب وقتاً، ومع ذلك، أشعر بتفاؤل عام بأن لدينا الأشخاص المناسبين على الطاولة الذين يملكون الدوافع الصحيحة لتحقيق ذلك". واستدرك: "لا أحد يدّعي أن المسار سيكون مستقيماً وسهلاً (...) ستكون هناك تقلبات، أيام جيدة وأخرى صعبة".
وبشأن قوة الاستقرار الدولية في غزة، أكد روبيو ضرورة التحرك السريع، للوصول إلى مرحلة تكون فيها قوة الاستقرار قائمة وتعمل تحت إشراف مجلس السلام، على أن يكون هناك في نهاية المطاف كيان فلسطيني "تكنوقراط" قادر على تعزيز قدراته في مجال الحوكمة.
نزع سلاح حماس
واعتبر روبيو أن تواجد "حماس" مستقبلاً في موقع يسمح لها بتهديد إسرائيل "يعني أنه لن يكون هناك سلام"، مشيراً إلى أنه "لن يتمكن أحد من إقناع أي طرف بالاستثمار في غزة، إذا كان يعتقد أن حرباً أخرى ستندلع بعد عامين أو ثلاثة أعوام".
وأكد وزير الخارجية الأميركي ضرورة التركيز على نوع الأسلحة والقدرات والوسائل التي تحتاجها حركة "حماس" كي تتمكن من تهديد إسرائيل أو مهاجمتها، باعتبار ذلك خط الأساس لما يجب أن يبدو عليه نزع السلاح.
وأضاف: "لن يكون هناك سلام إذا كانت الحركة لديها القدرات العسكرية بعد عامين من الآن لإطلاق الصواريخ على إسرائيل أو مهاجمتهم على غرار السابع من أكتوبر، أو ما شابه ذلك". وتابع: "أما ما الذي يتضمنه ذلك تحديداً، فسنتركه للفرق الفنية للعمل عليه، وأن يتمكن شركاؤنا من دفعهم والضغط عليهم للقبول به، كما يجب أن يكون أمر توافق عليه إسرائيل أيضاً". وواصل: "لكي ينجح ذلك، لا بد أن يوافق عليه الطرفان، وأن تتوافر المساحة اللازمة لتنفيذه".
وشدد روبيو على أنه "لا يمكن أن يكون هناك مستقبل توجد فيه حركة حماس قادرة على تهديد إسرائيل".
خطة "شروق الشمس"
وأعدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مخططاً بشأن إعادة إعمار غزة تحت اسم "شروق الشمس" Sunrise، لتحويل القطاع إلى مدينة تكنولوجية متطورة، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وأضافت الصحيفة أن المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر أعدا المشروع، مشيرة إلى أن الخطة تقدّر التكلفة الإجمالية بملبغ 112.1 مليار دولار، بما في ذلك رواتب القطاع العام، خلال السنوات العشر الأولى، مع تخصيص الجزء الأكبر في البداية للاحتياجات الإنسانية.
ونصت على أنه سيتم تمويل ما يقارب 60 مليار دولار عبر منح (41.9 مليار) وديون جديدة (15.2 مليار) في تلك الفترة، مع عرض الولايات المتحدة أن تكون "الجهة الداعمة" بنسبة 20% أو أكثر من الدعم. كما سيلعب البنك الدولي دوراً في التمويل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إن كوشنر وويتكوف والمساعد البارز في البيت الأبيض جوش جرينباوم ومسؤولين أميركيين آخرين أعدوا المقترح خلال الـ 45 يوماً الماضية، بمشاركة آراء من مسؤولين إسرائيليين وأشخاص في القطاع الخاص ومقاولين.
اجتماع في ميامي
وتستضيف مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، الجمعة، اجتماعاً رفيع المستوى بين الولايات المتحدة، وقطر، ومصر، وتركيا، في مسعى لدفع تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب في غزة، وسط قلق من تباطؤ إسرائيل وحركة "حماس" في الالتزام بالبنود، ومساعٍ أميركية للانتقال إلى المرحلة التالية من خطة وقف إطلاق النار.
وأفاد مسؤول في البيت الأبيض، الخميس، بأن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيلتقي، الجمعة، في مدينة ميامي، بمسؤولين من قطر، ومصر، وتركيا، لبحث المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء حرب غزة.
وذكر موقع "أكسيوس"، نقلاً عن مصدرين آخرين مطّلعين، أن الولايات المتحدة والدول الثلاث الوسيطة تشعر بأن إسرائيل، وحركة "حماس" تتباطآن في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، وأن الطرفين مهتمان بالحفاظ على الوضع الراهن.
ويُعد هذا الاجتماع الأعلى مستوى بين الوسطاء داخل الولايات المتحدة منذ توقيع اتفاق غزة في أكتوبر الماضي، ويهدف إلى الاتفاق على الخطوات التالية للضغط على إسرائيل، و"حماس" من أجل تنفيذ التزاماتهما.









